تراجع الدراما اللبنانية والغلبة للعربي المشترك

16 أكتوبر 2019
كارين رزق الله بطلة "بردانة أنا" (فيسبوك)
+ الخط -
ثلاثة مسلسلات لبنانية تنافست قبل شهر على بلوغ مصاف النجاح. السباق المحموم بين القنوات اللبنانية كان بداية موسم الخريف الدرامي هذه المرة، بخلاف السنوات السابقة التي شهدت زحمة على برامج الـ"توك شو" الاجتماعية. ولوحظ هذه السنة برود في تعاطي أصحاب الفضائيات اللبنانية مع هذا النوع من البرامج التي أجّلت، قرابة الشهر، تاريخ بداية عرض المسلسلات الجديدة.


موجة غضب
سبقت محطة الجديد اللبنانية المحطات الأخرى، وبدأت قبل شهر عرض مسلسل "موجة غضب"، من إخراج سمير معلوف. المسلسل يخرج عن إطار المعقول، ويعتمد على البرودة والمواقف الهزلية التي تدفع المُشاهد إلى كثير من التساؤلات حول كيفية اختيار الممثلين، ورسم محاور الأحداث المفترضة في قالب من الماضي، بغض النظر عن الطرح وتفاعل الكاتب مع النص، وانعدام المبرر لهذه الأحداث أو بعضها، والاكتفاء بتجنيد الممثلين من دون دراية من أجل إلقاء الكلام على أساس أدوار وشخصيات محورية كان باستطاعتها إقناع المشاهد لو أنها فعلاً عرفت كيفية تُوظيف وإدارة بعض المواهب أثناء التصوير.

بردانة أنا
قصة جيدة تدور في فلك قضية تعنيف المرأة، التي تحولت في لبنان إلى قضية تلازمت مع مجموعة من الجرائم التي ارتكبت بحق النساء المتزوجات ووصلت إلى حدود الشروع في القتل. لكن في المسلسل يغيب الإخراج، وكأن "الكادر" الإنساني للممثلين يعمل بنفسه، أو يُحرك أوتوماتيكيا من دون انفعال تفرضه الحكاية، باستثناء أداء جيد لبطلي العمل: كارين رزق الله وبديع أبو شقرا. أما التفاصيل الأخرى، فتبدو معدومة لجهة المستوى الأدائي عند باقي الممثلين، في وقت تُسخف القصة نفسها عن طريق اللعب على بعض العواطف التي لم تعد بالنسبة للمشاهد ذات قيمة، بل هي جزء مفتعل من سلسلة طويلة. المسلسل يتألف من 60 حلقة، لكن ذلك لا يعفي القائمين عليه من سوء اختصار أو نقل قضية اجتماعية مثيرة جداً للجدل والاستخفاف بها.

بالقلب
قبل أيام بدأت محطة lbci عرض مسلسل "بالقلب"، من كتابة طارق سويد، وشاركت في تمثيله مجموعة جيدة من الممثلين، هم كارمن لبّس، ونجلاء الهاشم، وسارة أبي كنعان. الواضح أن القائمين على هذا المسلسل اختاروا مجموعة من الممثلين الموهوبين الذين سبق أن ظهروا في أعمال خجولة من قبل، مثل سارة أبي كنعان. لكن التحريك البارد للشخصيات خصوصاً، وهي محور الحدث في الحلقة الثانية، يضع نقطة على أهمية كسب شغف المتابعة، في حين بدا واضحاً اللعب على بعض المشاهد الجيدة التي تحسب للمخرج وفريق العمل عموماً. 
تواجه هذه الصناعة اللبنانية من المسلسلات موجة من الأعمال العربية المشتركة، فضائية lbci التي تعرض حكاية "عروس بيروت" لتنافس عبر الممثلين اللبنانيين المشاركين المحطات الأخرى التي تعرض الأعمال اللبنانية الكاملة فقط، لكن الإحصاءات تشير إلى تصدر الدراما المشتركة في "عروس بيروت" على الرغم من الأخطاء الفادحة التي وقع بها المنتج لهذا العمل المستنسخ عن الدراما التركية.
دلالات
المساهمون