"تغيير"... مسرح عربي في هولندا

15 فبراير 2020
حمل العرض إمضاء فرقة "فضا" المسرحية (فيسبوك)
+ الخط -
في اليوم الأول من الشهر الحالي، قدمت فرقة "فضا" المسرحية السورية عرضاً مسرحياً عنوانه "تغيير" على مسرح "باركفيلا" في هولندا. والمسرحية من تأليف الكاتب العراقي علي عبد النبي الزيدي، وتولى مهمة الإخراج فيها المخرج الصومالي السوري خالد أبو بكر.

وفي لقاء أجراه "العربي الجديد" مع المخرج، دار الحديث حول العرض وفرقة "فضا" السورية. وذكر أبو بكر: "حمل العرض إمضاء فرقة (فضا) المسرحية، وهي فرقة مسرحية سورية تأسست في هولندا من قبل الممثل أحمد الحرفي الذي يشارك في العرض، مع مجموعة ممثلين سوريين يقيمون في هولندا منذ أربعة أعوام بتأثير حركة اللجوء السوري. وأنا دخلت كمخرج ضمن مشروع عرض (تغيير)، وقمت بالشراكة مع أعضاء الفرقة بالبحث عن فرصة لنعبِّر عن وجودنا كقادمين جدد، لديهم كل الإمكانيات للتعبير عن حضورهم في المجتمع الجديد".

وعن فكرة العرض، قال أبو بكر: "يتحدث العرض عن زوج وزوجة عقيمين يعيشان حالة صراع، لها جذور مرتبطة بمفهوم التغيير، لنطرح من خلال هذه الحالة أسئلة حول كيفية كسر الجدار الحديدي الذي بنته الأعراف الاجتماعية والأنظمة السياسية على مدار خمسين عاماً في أوطاننا، بعد الخروج من هذا المكان المغلق والبحث عن التغيير بكل أشكاله. تختلف الشخصيتان حول مفهوم التغيير وكيف يجب أن يكون شكله؛ ومن خلال السياق الدرامي يرتبط مفهوم التغيير بفكرة الإنجاب، عن طريق أنابيب والتي تحمل دلالة على عدم القدرة على خلق فكرة التغيير بولادة طبيعية، وأن التغيير سيكون بسبب عوامل خارجية".

وأضاف أبو بكر: "ومن خلال هذه الحكاية التي تنحرف في مسار العرض نحو المزيد من الأزمات النفسية الناجمة عن الفقدان، نطرحُ أفكارنا الخاصة عن الحبّ في زمن الحرب، وعدم تقبُّل الواقع والتغيير، وما هي الأدوات التي يجب أن نستثمرها رغم كل الخسارات، لنقلِع بحياتنا من جديد". 
وعن مراحل العمل الفني ما بين النص والعرض، أوضح أبو بكر: "يتضمَّن النصّ مجموعةً من الأفكار الغنية والهامة، وقمنا بالعمل على تحديث النص بما يتناسب مع الزمن والظرف الآني. لأن النص كُتِب قبل عام 2010، ولكننا اخترناه لما يحتويه من تنبؤات كانت في مكانها، طرحها الكاتب بلغة جميلة. وبالنسبة لصناعة العرض فهي لم تكن سهلة، ففي أوروبا ليس من السهل أن تكون قادماً جديداً، وتحصل على فرصة، لكثير من الأسباب. إذْ ثمّة عوائق كثيرة، كاللغة والعلاقات الفنية والتقنية وطرق التمويل والمنح ومفهوم صناعة المسرح ببلد له ثقافة مختلفة كلياً عما كنا نتبعه في بلداننا. وإذا أردت أن تصنع عرضاً عربياً خالصاً، فإنك ستصدم بالمسافات وشتات واغتراب الممثلين العرب في أوروبا". 

وعن خصوصية العرض وما يميزه عن باقي العروض السورية، اعتبر أبو بكر: "الأمر الذي يعطي قيمة إضافية للعرض، بحسب اعتقادي، هو التنوع لصناع العرض. فالكاتب عراقي، والمخرج صومالي سوري مقيم في لوكسمبورغ، والممثلون سوريون مقيمون في هولندا. وهذا التنوع كان له أثر معرفي وفني ساهم بتحديد شكل العرض بما يتناسب مع واقع مجتمعاتنا المتنوعة، والتي تتقاطع جميعها بالخلفية ذاتها، فنحن جميعنا نبحث عن التغيير في بلادنا".


المساهمون