القصة الكاملة لإنقاذ فريق كرة قدم عالق بكهف منذ 9 أيام

03 يوليو 2018
احتفلوا بالعثور عليهم (لينه فام/getty)
+ الخط -
أعلنت القوات البحرية التايلندية، أمس، نجاح فرق الإنقاذ بعد بحث طويل ومضن، بالعثور على لاعبي فريق كرة القدم الـ12 الصغار، ومدربهم العشريني، على قيد الحياة في كهف مغمور بالمياه في تايلند، والذين ضجت وسائل الإعلام العالمية باختفائهم منذ نحو 10 أيام.

واحتفل جميع رجال الإنقاذ الذين كانوا يبحثون عن الفتيان في كهوف ثام لوانغ في مقاطعة تشيانغ راي، شمالي تايلند، بعد سماع أنباء العثور عليهم على حافة صخرية في أحد الكهوف من قبل غواصين بريطانيين، نجحا بتجاوز الممرات الضيقة المغمورة بالماء للوصول إليهم.

ونشرت القوات البحرية التايلندية، أمس الإثنين، مقطع فيديو تقارب مدته 5 دقائق على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، يظهر فيه جميع المفقودين وهم يجلسون على الحافة الصخرية على ضوء مصباح يدوي ويتحدثون باللغة الإنكليزية مع الغواصين البريطانيين اللذين وصلا إلى تايلند مطلع الأسبوع الماضي، وفقًا لموقع "سي إن إن".


 

ما الذي قاله المفقودون للغواصين؟

يمكن سماع أحد الغواصين في مقطع الفيديو يسأل المجموعة عن عددهم فيخبرونه بأنهم 13 شخصًا، ويثير هذا غبطته لأنه يشير إلى نجاتهم جميعًا، ثم يسألونه إن كان سينقذهم مباشرة، فيقول إنه سيذهب مع صديقه لأن عددهما غير كاف وليس بحوزتهما المعدات المناسبة، إلا أنه يطمئنهم بأنه سيعود وبرفقته الكثير من الناس من أجل إنقاذهم.

ويسأل الأولاد الغواص عن التاريخ، فيقول: "الإثنين، أمضيتم هنا 10 أيام، أنتم أقوياء جدًا"، ويشكون له جوعهم باللغة التايلندية، فيعدهم بأنه سيرسل فريقًا من البحرية في اليوم التالي ومعه الطعام والأطباء وكل ما يحتاجونه.

كيف اختفى الفريق؟

ينتمي الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 11 و16 عامًا، إلى فريق Wild Boar لكرة القدم، واختفوا بتاريخ 23 يونيو/ حزيران بعد دخولهم منطقة كهوف ثام لوانغ، ومحاصرتهم بالماء في الأنفاق المظلمة، جراء الفيضانات التي سببتها الأمطار الغزيرة والمستمرة.

وكانت فرق الإنقاذ الدولية التي ضمت البحرية التايلندية وخبراء من الولايات المتحدة الأميركية والصين وأستراليا والمملكة المتحدة، تعمل على العثور عليهم منذ الإبلاغ عن اختفائهم قبل 10 أيام، وكان يعتقد أنهم اتخذوا من حافة صخرية في "ساحل باتايا" ملجأ لهم، وهي منطقة واسعة قريبة من المكان الذي اختفوا فيه، قبل أن يعثر عليهم الغواصان البريطانيان ريتشارد ستانتون وجون فولانثن، على بعد 400 متر من هناك سالمين، باستثناء إصابة اثنين منهم بأذى بسيط.

عملية الإنقاذ تحتاج لأشهر ومحفوفة بالمخاطر

وأكد الخبراء أن إخراج الفتيان من الماء قد يكون خطيرًا بسبب ارتفاع منسوب المياه في شبكة الأنفاق الضيقة داخل كهوف ثام لوانغ، مع توقع هطول أمطار غزيرة في الأيام القليلة المقبلة، في حين وافق اثنان من الأطباء على البقاء برفقتهم حتى إيصالهم إلى بر الأمان.

وقال الكابتن أناند سوراوان، الضابط في القوات البحرية التايلندية والذي يدير عملية الإنقاذ، إن فرق الإنقاذ تعمل على ضخ 10000 لتر من المياه من داخل الأقبية كل ساعة، إلا أن هذا لا يكفي سوى لخفض مستوى الماء بمقدار سنتيمتر واحد، وأكد أنهم سيرسلون إمدادات من الطعام تكفي لمدة 4 أشهر، وسيدربون الأطفال على الغوص بينما يستمرون في محاولة سحب المياه.

كما أكد الغواص البلجيكي بن ريمنانتس أن الوقت ليس في صالح الأولاد، لأن هطول الأمطار في الأيام الثلاثة المقبلة قد يعزلهم عن فريق الإنقاذ ويجعل الوصول إليهم مهمة مستحيلة، في حين أشار إد سورنسون، من منظمة "الإنعاش والإنقاذ من الكهوف"، إلى أن بقاء الأطفال في مكانهم في الوقت الحالي أكثر أمنًا على حياتهم، لأن إخراجهم من الكهف داخل الممرات المغمورة المظلمة قد يصيبهم بالهلع، وهذا سيشكل خطرًا على حياتهم وحياة المنقذين.

هطول الأمطار قد يعزلهم عن فريق الإنقاذ(لينه فام/getty) 

وأضاف السيد ريمنانتس أن الأولاد قد يبقون محاصرين داخل الكهف مع مدربهم البالغ من العمر 25 عامًا، لمدة عدة أسابيع قبل أن يصبحوا جاهزين لإخراجهم، وقال: "لا أحد منهم يعرف كيف يسبح أو يغوص، لذلك ستشكل مهمة إنقاذهم تحديًا حقيقيًا".

كما أكد مستشار الإنقاذ بات موريه أن الفريق سيحتاج إلى الكثير من الإمدادات الصحية قبل أن يكون جاهزًا للتحرك، وأنه لا يعتقد حدوث أية خطوة بهذا الخصوص قبل أقل من 12 ساعة، وأضاف: "يعتبر السيناريو الأسوأ هو اضطرار الأولاد ومدربهم للغوص مرتدين أقنعة الأوكسيجين، ستكون تجربة مروعة بالنسبة إليهم".

ومن المتوقع أن يجتمع الخبراء اليوم لبدء التخطيط لكيفية إخراج الأطفال من المكان الذي عثر عليهم فيه، على عمق أكثر من ميل تحت الأرض، وفقًا لموقع "ديلي ميل".

 


تفاعل التايلنديين مع القصة

كان التايلنديون في جميع أنحاء البلاد يتابعون تطور القصة الطويلة التي استمرت 9 أيام، وعبروا عن سعادتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور كرتونية تعبر عن امتنانهم، كما كتب أحد مستخدمي "تويتر": "بكيت في سيارة الأجرة عندما سمعت الأخبار".

وأكد رئيس الوزراء التايلندي، برايوت تشان أوتشا، أنه سعيد للعثور على الأطفال ومدربهم وشكر قوات الجيش والشرطة والمتطوعين ووسائل الإعلام على جهودهم، كما عبر عن امتنانه للشعب التايلندي للدعم المعنوي الذي قدمه خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن هذه المحنة أظهرت وحدة التايلنديين وتآزرهم مع بعضهم وخاصة عائلات الأطفال.

 

 

المساهمون