الترفيه السعودي... مراحل الضياع

23 اغسطس 2018
معلومات حول تعاقد جديد بين نجوى كرم و"روتانا" (فيسبوك)
+ الخط -
رغم كثرة الحديث عن انفتاح سعودي تجاه عالم الترفيه التلفزيوني والغنائي داخل المملكة، يحاول بعض المسؤولين، أو النافذين في الإعلام، أن يجروا إعادة "لم الشمل" للقنوات والشركات السعودية التي شهدت "انتكاسة" قبل أقل من عام، بعد اعتقال قادة هذه المؤسسات، وما نتج عنها من بلبلة ما زالت ترمي بثقلها حتى اليوم. 

لا إدارة فعلية للترفيه أو للحفلات ولا للمحطات التلفزيونية أو شركات الإنتاج الغنائية التابعة للمملكة، أو تلك التي صودرت بقرار ولي العهد. وتسهم محاولات السيطرة على المحطات التلفزيونية في تشتت الفضائيات نفسها، فضلاً عن عدم اتخاذ قرارات صارمة تتعلق بسياسة إدارية، تعد هذه المحطات بمستقبل واعد.
قبل أقل من عام، ومع اعتقال الشيخ وليد الإبراهيمي، رئيس مجلس إدارة mbc، ثم إطلاق صراحه من قبل النظام السعودي، دخلت mbc في نفق الصراع على الإدارة. وجد تركي آل الشيخ فرصة ذهبية للسيطرة على الإعلام السعودي من خلال القناة الأشهر عربيًا، لكن ما هي إلاّ أشهر حتى تبخرت أحلام تركي آل الشيخ، وتبدل منصبه واختصاصه؛ ما أدخل المحطة في حالة من الضياع الواضح، ويبدو أن الأزمة ستبقى قائمة حتى منتصف السنة المقبلة، وفق معلومات خاصة؛ فلا برامج جديدة، وحالة من الروتين تحد من تطوّر أو إنتاج العاملين في المحطة. فها هو مكتب بيروت، مثلاً، تسوده حالة من الملل، ومفكرة البرامج تتبدّل بين ليلة وضحاها.

وتأتي بعض المحاولات اليوم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من قبل بعض الممسكين بزمام الأمور في المحطة السعودية. تبدو أنها سياسة "لم شمل" بسيطة تسعى إلى إعادة البريق الذي افتقدته mbc بعد الأزمة الأخيرة، محاولة في بعض البرامج التي ترى فيها المحطة أملاً يعيدها إلى الواجهة. هكذا، هناك حالة ترقّب لعودة برنامج للمذيعة وفاء الكيلاني يحمل اسم "تخاريف". علق البرنامج بين أخذ ورد؛ تصور الكيلاني حلقات معدودة، يأتي القرار بتأخير العرض، بعدها قرار آخر بتحديد موعد العرض قريبًا. كما يتقدّم البعض خطوة للخروج بموسم جديد من "مواهب العرب" Arab Got Talent؛ فتصور المحطة التجارب الأولى، لكنها لا تحدد توقيت العرض، ولا تعين لجنة تحكيم للبرنامج. هناك، أيضاً، معلومات متداولة حول إقصاء مدير قنوات mbc علي جابر قريبًا من منصبه لأسباب يقال إنها سياسية، وثمة محاولات أخرى تسعى إلى تقليص صلاحيات المتحدث الرسمي باسم المجموعة، مازن حايك، وغيرها من الأمور التي تبقي الأزمة في دوامة. المعلومات تُشير إلى أن تعيينات جديدة جرى تنفيذها، وستظهر في الخريف المقبل.



على الرغم من التوأمة بين شركة روتانا وهيئة الترفيه السعودية، تولّى الأمر سالم الهندي، مدير روتانا، وتركي آل الشيخ. وكانت روتانا المساهم الأول في الحفلات الغنائية التي أقيمت في السعودية، إلا أن الشركة السعودية كانت مجرد وسيط بين الفنانين والهيئة السعودية، لا أكثر. تؤكد معلومات أن لا عائدات مالية لروتانا في تنظيمها وتشكيلها لفريق عمل للمهرجانات الغنائية التي طافت المملكة قبل مدة، وأن الشركة كانت تتفق مع الفنانين بشأن أي عائد مالي من هذه الحفلات، وليس مع المسؤولين. 

ورغم ثبات موقع روتانا في الخليج العربي، كشريك معنوي لدى مجموعة من الفنانين العرب، تحاول الشركة أن تبعث الحياة مجدداً في مرافقها. انتساب بعض الفنانين من جديد إليها يجعلها تقوى معنوياً. المغنية اللبنانية نوال الزغبي عادت بعد تسع سنوات من مغادرتها روتانا، ويُحكى عن تجديد التعاقد بين الشركة السعودية والفنانة نجوى كرم بعد طلاق قسري بين الطرفين، فيما تبقى إليسا مسيطرة على الوضع داخل الشركة نظراً إلى اجتهادها، إضافة إلى مجموعة من الفنانين الخليجيين الذين يرتبطون بعقود مالية ومعنوية مع الشركة، ما يبقيها أفضل حالاً من شقيقتها mbc.
المساهمون