وبدأ الأمر عندما شارك أحد مستخدمي "تويتر" المنشور، وسأل: "ما الخطأ في هذه الصور"، إذ سخر كثيرون من أن ملكات الجمال يبدون متشابهات، لدرجة أنك قد تظنهن فتاة واحدة، ومع انتشار المسألة على وسائل التواصل الاجتماعي، لوحظ أن الفتيات جميعهن بشعر لامع يصل إلى الكتفين، وألوان بشرة متطابقة تقريبًا، مما قد يبرز هوس الهنود بالبشرة الفاتحة، وفقًا لموقع "بي بي سي".
وكانت مسابقة ملكة الجمال في الهند مهمة منذ منتصف التسعينيات، إذ قدمت العديد من النساء الجميلات الشهيرات، مثل إيشواريا راي، سوشميتا سن، وبريانكا شوبرا، التي فازت أيضًا بلقب عالمي. وتحولت ملكات جمال هنديات كثيرات إلى نجمات في عالم بوليوود، ولكن ما جمع بين كل هؤلاء النسوة على مر السنين كان البشرة الفاتحة.
ويعتبر هوس الهند بالبشرة الفاتحة معروفًا للغاية، ويرى الكثيرون في ذلك البلد أنها تتفوق على البشرة الداكنة، وهي مرغوبة أكثر في مجال الزيجات، كما أصبح مستحضر التفتيح "Fair and Lovely"، من أكثر المنتجات مبيعًا عبر البلاد، منذ إنتاجه محليًا في سبعينيات القرن الماضي، ولم يعد طيلة سنوات في إعلاناته التجارية فقط بالحصول على بشرة فاتحة، بل بفرص أكبر في الشهرة والزواج والحب.
وتعزز مستحضرات مثل "Fair and Lovely" ترسيخ القوالب النمطية، لأنها تقدم لونًا معينًا من البشرة على أنه الأفضل، وعلى الرغم من ذلك تلاقي نجاحًا كبيرًا، لدرجة أن مستحضرات مشابهة أطلقت للرجال، ولاقت بدورها رواجًا بدعم من النجم شاروخان.
وانطلقت حملات عديدة في السنوات الأخيرة بعنوان "اللون الداكن جميل"، تدعو الناس للاحتفاء بألوان بشراتهم كيفما كانت، وكان من بينها حملة أعادت تخيل الآلهة الهندوسية الشعبية بلون جلد أغمق، لكن هذا لم يوقف انتشار المستحضرات التي تفتح كل شيء في الجسم.
ويقول المدافعون عن مستحضرات تفتيح البشرة، إن هذا الأمر مسألة اختيار شخصي، مثل استخدام أحمر الشفاه لجعل الشفتين أكثر احمرارًا، وقد يبدو هذا منطقيًا، لكن الناشطين أشاروا إلى أن الهوس الكبير بلون الجلد الفاتح، يديم التحامل المجتمعي على أصحاب البشرات الداكنة، الذين يكبرون بثقة منخفضة بالذات.
وأصدر مجلس معايير الإعلانات في الهند عام 2014، مجموعة من الإرشادات تمنع الإعلانات التجارية من وصف أصحاب البشرات الداكنة بأنهم "غير جذابين أو مكتئبين"، أو أنهم "لا يصلحون للزواج أو عروض العمل"، ومع ذلك لا تزال الإعلانات تقدم الصور النمطية نفسها، ولكن بطريقة أكثر تحفظًا.
ويواصل ممثلون وممثلات بوليوود الترويج لمستحضرات تفتيح البشرة، إلا أن قلة اتخذت موقفًا حيال الأمر، مثل الممثلة الهندية ساي بالاف، التي رفضت في وقت سابق من هذا العام الظهور في إعلان كريم تفتيح، على الرغم من تقديم عرض لها بقيمة مليون روبية، وقالت: "هذه المعايير خاطئة، لون بشرة الهنود داكن، فهل نستطيع أن نسأل الأجانب لمَ لون بشراتهم أبيض!".
Twitter Post
|