"ياماس"... التراث الموسيقي المشرقي في باريس

26 مايو 2019
فرقة "ياماس" (فيسبوك)
+ الخط -
تضم فرقة "ياماس" المتخصصة بالموسيقى التراثية الشرقية عازفين وفنانين من جنسيات مختلفة، التقوا في مدينة باريس، وجمعهم الشغف بالإرث الموسيقي القديم لمنطقة البحر الأبيض المتوسط.

تأسست الفرقة عام 2013، من قبل الموسيقي اللبناني علي بيضون والمغنية ميريام المتخصصة بالغناء اليوناني القديم. ومر عليها العديد من الموسيقيين حتى رست منذ ما يراوح العامين على الأعضاء الحاليين، الذين يمثلون جوانب متعددة من الفن التراثي. تقيم فرقة "ياماس" حفلات دائماً في عدة مسارح بباريس، ولديها حفلات دورية في عدة مقاه باريسية وكذلك في الحدائق العامة ضمن فعاليات موسيقى الحدائق برعاية بلدية باريس. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال علي بيضون: "إن اسم الفرقة يتفرع من اللغة اليونانية ويعني "بصحتك"، وهي عبارة يستعملها اليونانيون عموماً عند الاجتماع ورفع الكؤوس لتمني الصحة والعمر المديد كالمرادف المشرقي لذات الكلمة. وهو اسم يُذَكِر بأجواء المقاهي اليونانية والغناء في تلك المقاهي في بدايات القرن الماضي".

وتابع موضحاً أن "فكرة تأسيس الفرقة في البدء كانت قبل كل شيء لاهتمامنا وتذوقنا للإرث الموسيقي لهذه المنطقة وشعوبها، وثم للتقارب الموسيقي الكبير بين هذه الشعوب، مما يجعل المشروع الموسيقي الشامل لها متجانساً بل حتى بديهياً". وأضاف أنهم أيضا كانوا يسعون لإعادة الاعتبار للتراث الشعبي لشعوب شرقي المتوسط، وضرورة نشر هذا الجو الموسيقي بشكل أوسع. وبمعنى أدق الفرقة تهتم بتراث دول حوض المتوسط الشرقي، بلاد الشام، أي سورية، ولبنان، وفلسطين، إلى جانب مصر، واليونان، وتركيا. الطابع الموسيقي لأعمال الفرقة يدور في فلك الموسيقى التراثية لهذه الأجزاء الأربعة من شرقي المتوسط. وتلك الموسيقى التراثية تشمل ألواناً متعددة ومتكاملة: الطرب الشعبي، الموسيقى الشعبية، المقطوعات غير معروفة المؤلف المستمدة مما يسمى بالموسيقى الفولكلورية. وبيّن علي بيضون، أن الفرقة تؤدي أيضاً بعضاً من مؤلفاته الخاصة المستمدة أيضاً من الإرث الموسيقي المشرقي، بما يخص المقامات والإيقاعات مع بعض التمايز التحديثي في موضوع نصوص الأغاني.

وقال: "طبعاً هذا التحديث يظل مستمداً من الإرث الموسيقي، ففلسفتنا ليست خلق حالة مزج موسيقي بين عدة أنواع، أو ما يسمى بالـfusion، وإنما الانطلاق من الإرث الموسيقي المتوسطي المشرقي، بهدف إظهار غناه وإعادة الاعتبار إليه كصنف موسيقي متكامل تستسيغه الأذن الأوروبية كما المشرقية".

دلالات
المساهمون