لندن: أكبر معرض للزهور في العالم

04 يوليو 2017
فتحت أبواب القصر أمام العامة (العربي الجديد)
+ الخط -


حين نزور أكبر معرض للزهور في العالم، قد لا يخطر على بالنا أن نرى حدائق ربّما تبدو لنا، نحن القادمين من منطقة الشّرق الأوسط، في غاية البساطة، كونها تتناثر في قرانا وجبالنا، بيد أنّها تحمل مفاهيم مختلفة حين تنتصب في قصر هامبتون كورت في العاصمة البريطانية لندن.

افتتح المعرض بتاريخ 4 يوليو/تموز ولغاية التاسع منه، ويهدف إلى رفع مستوى الوعي، تجاه البيئة وانخفاض عدد الحيوانات البرّية، وتمكين فئة جديدة من الحدائق أطلق عليها اسم "حدائق جديدة من أجل عالم متغيّر" من مواجهة التحدّيات في عالمنا المتبدّل والمشكوك فيه باستمرار.

لذلك اختارت الجمعية الملكية البستانية (RHS)، مجموعة من أبرز المواضيع، المبسّطة واختصرتها بأربع فئات فقط: حدائق بمفاهيم، وحدائق للعرض، وحدائق من أجل عالم متغيّر وحدائق عالمية لجذب الانتباه إلى وجهات سياحية تمثّلها هذه الحدائق، فضلاً عن التعرّف على أفكار المصمّمين العالميين للحدائق يتيح المعرض فرصاً للتسوّق تمتد على مساحة 34 فدّاناً، مقابل الواجهة الخلاّبة لقصر هامبتون كورت التاريخي الذي يطلّ على نهر التايمز. هذا القصر الذي سكنته العائلة المالكة منذ القرن الثامن عشر، إلى أن أصبح مفتوحاً للعامّة للتجوّل في مساحاته الخضراء.





ويعتبر معرض الزهور، أحد أهمّ عروض الجمعية الملكية البستانية، كونه يحوي مجموعة رائعة من الحدائق التي تمّ إنشاؤها من قبل مصمّمين عالميين، تحمل الإلهام وتروي قصصاً بأشكالها المختلفة، فضلاً عن ذلك يضمّ المعرض مسرحاً للطبخ الشعبي مع مشاهير الطهاة، ويجمع العائلات ومجتمعات مختلفة، في أجواء طبيعية رائعة، وأكشاك طعام ومطاعم إلى جانب أنشطة متنوّعة منها الزراعة والقطع.

وبما أنّ الفراشات تحلّق دوماً حيث تتواجد الزهور، فمن الطبيعي أن تتواجد في المعرض قبّة كبيرة لفراشات من جميع أنحاء العالم. هرع إليها أطفال المدارس في مجموعات لاكتشاف جمال هذه المخلوقات عن قرب.



ويلفت المعرض إلى التغيّرات المناخية، وتأثيراتها السلبية على الطبيعة. وفي هذا الإطار يقول المصمّم، بيل وايلدر، لـ "العربي الجديد"، إن البحوث العلمية، بيّنت أن كل البشر والحيوانات ومعظم النباتات تحتوي على مواد نجدها في التربة. وعن حديقته العائمة على صندوق ماء زجاجي، قال، إنّه يريد أن يوضح للناس ماذا يجري في القاع كي تنبت الأزهار والنباتات، وما تحتاج إليه التربة من نيتروجين وفوسفوروس وبوتاسيوم وكالسيوم وغيرها. ولفت إلى أن وعاء الماء الكبير يرمز إلى الحياة لأن ثلثي كوكب الأرض مكوّن من المياه، وكذلك جميع الكائنات الحيّة.

أمّا حديقة خيرية تاسك الأفريقية، فغلب عليها طابع أنياب الفيلة، فضلاً عن جمجمة فيل، وانخفاض مستوى المياه في بحيرة صغيرة، وهي مصمّمة ليفهم العالم أهمية استمرارية حياة هذه الحيوانات والعمل على منعها من الانقراض.



بدوره، قال جون ديفيس، وهو مصمّم حدائق في لندن منذ 15 عاماً، لـ "العربي الجديد"، إنّ الحديقة تمثّل الجمال الذي نجده في البرّية، حيث تنظّم الطبيعة الأمور، وتسعى إلى تطوير علاقة أعمق مع البيئة الطبيعية، حتى أنّه دعا إلى السير فيها بقدمين حافيتين للشعور بكل خطوة وإمداد الرّوح بطاقة إيجابية.

وتبقى حديقة بازو السرّية، الأقرب إلى بيوت الضيعة في بلاد الشام، وتحملنا إلى تلك الأماكن الجميلة، حيث تتواجد طاولة ومقعد مستطيل من الإسمنت، أكل عليه الدهر فتحطّمت أطرافه، أمام بحيرة صغيرة تتناثر فيها الورود، وعريشة عنب تظلّل المكان أمام منزل صغير. بقعة قد تكون رومانسية لعاشقين أو ملجأ لشخص يبحث عن الهدوء والتأمّل. تلك الفكرة جاءت من شمال إسبانيا، تقول روز ماكمونيغل، مصممة الحديقة، حيث تتواجد هذه الأنماط من الحدائق.

ومن فلوريدا، امتدت ثلاث حدائق، أبرزها حديقة ضوء القمر، المستلهمة من اختراعات توماس إديسون، بما في ذلك الفونوغراف والمصباح الكهربائي. وتعكس السمة الرئيسية للحديقة، ضوء القمر والنجوم في بركة السباحة. فضلاً عن فرصة الاستماع إلى موسيقى الفونوغراف القديم.

ولم يغفل المعرض الزوّار الصغار، وخصّص لهم أنشطة ومسابقات، منها مسابقة الفزّاعة الشعبية حيث يتنافسون على ابتكار الفزّاعات التقليدية في المدارس الابتدائية في جميع أنحاء جنوب البلاد. وهناك نشاطات ترفيهية لجميع أفراد الأسرة والأطفال دون سن الـ 16 عاماً الذين يحق لهم الدخول مجاناً.

ويمكن للزوّار الاستماع إلى الموسيقى الحيّة مع الأصدقاء والعائلة أثناء مشاهدة الحدائق الجميلة أو التسوّق، أو تناول وجبة في أحد المطاعم.

 

 

دلالات
المساهمون