نانسي عجرم... اتهامات غير منطقيّة بالسرقة الفنية

07 فبراير 2020
نانسي عجرم لم ترد على ادعاء داود بالسرقة (Getty)
+ الخط -
تسببت جريمة القتل التي وقعت بداية العام الحالي في منزل المغنية اللبنانية، نانسي عجرم، بزعزعة صورتها الإعلامية ومكانتها لدى شريحة كبيرة من الجمهور. ولكن يبدو أن عجرم حاولت الخروج من أزمتها سريعاً، فأطلقت قبل مرور أقل من شهر على الحادثة وفي وقت لا يزال التفاعل مستمراً مع قتل الشاب محمد الموسى في بيتها. أغنية جديدة حملت عنوان "قلبي يا قلبي"، من كلمات وألحان نبيل خوري وتوزيع باسم رزق.

لكن نانسي عجرم زادت الطين بلة، فبعد يوم واحد من إصدار الأغنية، وجهت تهمة السرقة الفنية لها من قبل فنان عراقي يُدعى روني داوود. ليعود اسمها للواجهة مجدداً، وتتحوَّل لمادّة دسمة يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين إذْ تبنوا ادعاء داود، من دون إغفال القضية الرئيسية: جريمة القتل التي لم يغلَق ملفها بعد.

بدأت الحكاية في اليوم الأخير من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، عندما نشر روني داوود على صفحته الخاصة على "فيسبوك" منشوراً يوجه فيه تهمة السرقة لنانسي عجرم، وفنَّد في منشوره أوجه الشبه ما بين أغنيته وأغنية عجرم الجديدة التي وصفها بأنها "منحولة". فذكر أن النقطة الأولى هي تطابق عنواني الأغنيتين، "قلبي يا قلبي"، علماً أن أغنيته كان قد أصدرها في منتصف شهر أغسطس/ آب العام الماضي، أي قبل ما يقارب خسمة أشهر من أغنية عجرم. ولكن يجب أن نشير هنا إلى أن التطابق بأسماء الأغاني العربية ليس حالة استثنائية، فمثلاً هناك عشرات الأغاني العربية التي حملت عنوان "حبيبي"، ولا يمكننا الحديث هنا عن سرقة فنية.
التشابه الثاني الذي ينوه إليه داوود في منشوره، هو بعض الجمل اللحنية والسكتات وتقطيع الكلام في الأغنيتين، وهو محق بذلك، فكلتا الأغنيتين نُظمتا على وزن جملة "قلبي يا قلبي"، وتم تقطيع مقاطعهما وفقاً لذلك. ولكن هذا التشابه لا يمكن أن نتعامل معه كسرقةٍ فنية بأي حال من الأحوال، وإلا فإنه يتوجب علينا حينها أن نتهم كل من نظم قصيدة على وزن "البحر الطويل" بأنه قد سرق تقطيعاته من معلقة "قفا نبك" لامرئ القيس، أو لقصيدة أقدم، نظمت عروضياً على ذات البحر، ولم يتكفّل التواتر الشفهي بنقلها إلينا.

وأما باقي أوجه الشبه التي ذكرها داوود، فيمكن تلخيصها بالتشابه في موضوع الأغنيتين، واستند بذلك إلى أن أغنية نانسي عجرم تحتوي على بعض الكلمات الموجودة بأغنيته، وذكر منها أربعا: القلب والليل والسهر والعين. وهو الأمر الذي يبدو غير منطقي أبداً، إذْ لا يمكن اعتبار أغنية عجرم الجديدة مسروقة بسبب استخدامها لبعض الكلمات الشائعة التي لطالما استخدمت بالأغاني العاطفية العربية. كما أن الكلمات الأربع التي أشار إليها داوود، سبق أن استخدمت معاً بعشرات الأغاني العربية القديمة، مثل أغنية "عيون القلب سهرانة ما بتنامش" لنجاة الصغيرة، و"قلبي سهران يناديك" لإيوان وغيرها الكثير.
وفي الحقيقة أن ادعاءات روني داود تبدو غير منطقية، ولا يبدو من الإنصاف أبداً أن نتعاطى مع أغنية عجرم التي وزعت بالاعتماد على غيتارات "الأغوستك"، على أنَّها مستنسخة أو مقتبسة عن أغنية داوود التي اعتمد بتوزيعها على موسيقى إلكترونية تحيلنا إلى نمط "الروك آند رول".

لكن الأمر المثير للأهمية، أن هذه الادعاءات استقطبت وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها التي أباحت لنفسها انتقاد عجرم. ليبدو واضحاً أن اسم نانسي عجرم قد فقد الحصانة الفنية التي كان يتمتع بها في الأعوام الماضية. إذْ سبق أن وُجِّهَت تهمة السرقة الفنية لنانسي عجرم بنهاية عام 2018، عندما أصدرت أغنية "بدنا نولع الجو" التي لم تكن سوى نسخة معدلة عن أغنية "يلا نولعها" التي كانت قد أصدرتها الشابة السورية، أنجي خوري، قبل سنة واحدة من ذلك التاريخ. لكن مكانة نانسي عجرم الفنية أنقذتها من الفضيحة حينذاك، لتضع اسم كاتب الأغنية، سمير نخلة، في الواجهة لأيام، قبل لفلفة القضية وحذف كليب خوري من على موقع "يوتيوب".
المساهمون