عزة البحرة بعد رفض تأشيرتها: يا حيف على العروبة

26 يونيو 2019
عزة البحرة أبلغت بالرفض من دون أسباب (فيسبوك)
+ الخط -
رفضت سلطات الداخلية في تونس منح الممثلة السورية عزة البحرة تأشيرة، للمشاركة في فيلم "الرجل الذي باع ظهره"، إلى جانب الإيطالية مونيكا بيلوتشي التي تؤدي فيه دور البطولة، والفيلم من إخراج التونسية كوثر بن هنية.

وكانت الفنانة، وهي لاجئة سياسية في السويد، قد أنهت ترتيبات السفر، باعتبارها ممثلة ستؤدي دورها في الفيلم، ثم تعود أدراجها إلى مكان إقامتها.

ومن الواضح، بحسب الأخبار المنشورة عن الفيلم، أن صناعه، بعد عام ونصف من التحضيرات، أنهوا كافة المتطلبات، وحصلوا على الموافقات الرسمية التي تأذن ببدء تصوير الفيلم، المشاركة في إنتاجه شركات تونسية وأوروبية.

ونشرت البحرة، اليوم، في حسابها على "فيسبوك"، خبر منعها معلقة "يا حيف على عروبتنا"، علماً أن صيحة "الحيف" هذه أطلقتها من السويد، لا من مطار قرطاج، وهي بذلك أكثر حظاً من الممثل الفلسطيني علي سليمان، عضو لجنة التحكيم في "مهرجان الجونة السينمائي" المصري، الذي رحّل العام الماضي من المطار، لماذا؟ لأنه "حصل على تأشيرة، لكنه لم يحصل على موافقة أمنية"، كما بررت السلطات.

ليس من حق العربي غير الحاصل على جواز أجنبي السؤال عن أسباب المنع والمنح. وممثلة معروفة تحت الضوء في مهمة فنية، أيضاً تحت الضوء، قد لا تكون سبباً مقنعاً لسلطات الداخلية العربية، مثلما لا أحد يعلم في الوطن العربي ما الذي تعنيه عبارة "وناقش الزعيمان القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وعليه، فإن أي مواطن عربي قد يتلقى دعوة من طراز "حللت أهلاً ونزلت سهلاً"، ثم يطرد شر طردة، لأسباب غامضة تتعلق بما جرى بين الزعيمين وهما يناقشان القضايا ذات الاهتمام المشترك، أو حتى لأن ضابطاً في الداخلية مزق التأشيرة حين عطس، ولم يقل المجندون "يرحمكم الله"، أو "صحة"، بحسب تقاليد العطس.

غير أن واقعة البحرة تزامنت مع الفيديو الذي اكتسح منذ أيام مواقع التواصل، وفيه إسرائيليون معززون مكرمون، يجوبون تونس، ويبذلون الدعوات للجيش الإسرائيلي.

وهذه الأسباب العربية لاستقبال صهاينة لم تعد تغلف بأي تبريرات قديمة، أو يجري توضيبها تحت الطاولة، ولا لأمر دبر بليل. إنه مواطن إسرائيلي يحق له في زمن عربي رسمي يديره كوشنر العبور بحفاوة، لا بوصفها ضيافة عربية لا تدير ظهرها حتى لعدوّ طرق الباب.

إنها أكثر من ذلك، تأشيرة اعتذارية، تلهث أبعد من كرم البيت القائل "نحن الضيوف وأنت رب المنزل".

كان يفترض أن تؤدي عزة البحرة دور أم شاب هو يحيى المهايني، وهو سوري يحمل الجنسية الكندية.

في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، تقول البحرة إن الشاب في الفيلم يقترح عليه نقش تأشيرة "شينغن" على ظهره، ليهرب من سورية، ثم يُستغل ظهره لاحقاً لإشراكه في معارض أوروبية.

التأشيرة المنقوشة على ظهر الشاب ترمز إلى تدخل الدول واستغلالها لما يحصل في سورية، والإيطالية بيلوتشي التي تؤدي دور المسؤولة عن تنظيم وتنسيق المعارض ترمز إلى من يرعون "الاستثمار في مذابح الإنسانية داخل سورية"، وفق قولها.

على غرار فيلم وثائقي إيراني عن حكاية فيلم روائي "انفصال" الفائز بـ "أوسكار"، يمكن لمتحمسين أن ينجزوا فيلماً وثائقياً عن فيلم "الرجل الذي باع ظهره"، وكيف منعت ممثلة عربية من دخول بلاد العرب أوطاني، بينما سياح إسرائيليون يزورون بيت الشهيد خليل الوزير أبو جهاد، في تونس، للتشفي باغتياله على يد قوات خاصة إسرائيلية عام 1988.

دلالات
المساهمون