والتقى "العربي الجديد" سكرتير عام الجمعية الثقافية للمسرح الحر، خالد سعداوي، لمعرفة أهم المشكلات التي تواجه المسارح القديمة في مصر، وسبب العزوف عن خشبة المسرح.
وقال سعداوي، إن الفنان عبد المنعم مدبولي، أسس فرقة تحمل اسم المسرح الحر عام 1952، وكان من أعضائها سعد أردش وزكريا سليمان وعبد العزيز الفطاوي، وكان إنتاج الفرقة آنذاك كبيراً، ومن أهم تلك الأعمال المسرحية التى أنتجتها فرقة المسرح الحر "الأرض الثائرة"، "حسبة برما"، "مراتى بنت جن"، "الرضا السامى"، "خايف أتجوز"، "مراتى نمرة 11"، "كوكتيل العجائب".
ويوضح سعداوي أن مدبولي ألف مجموعة من المسرحيات القصيرة، حيث يمتلك موهبة التأليف والتمثيل والإخراج، وكان من ضمن المسرحيات التي لاقت نجاحاً كبيراً "كفاح بورسعيد" التي أخرجها صلاح منصور وشارك فيها سعد أردش، وعرضت في محافظة بورسعيد والعديد من المحافظات.
وأشار إلى أن في نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات كانت هناك فرق مسرحية كثيرة مهتمة بالمسرح وتنتج أعمالا فنية مسرحية مختلفة وشارك فيها الفنان الراحل نجيب الريحاني، لدرجة الوصول إلى المنافسة الشديدة على أفضل العروض، مما عمل على توسيع مدارك الجمهور الذي كان يعرف ويتابع الأعمال الغربية، منها مسرحيات شكسبير.
وأعرب سعداوي عن أسفه أن الجمعية الداعمة للمسرح الحر ليس لديها أي دعم، بل كلها اعتمدت على جهود ذاتية، مشيراً إلى أن الإنتاج المسرحي يحتاج إلى دعم مالي كبير، من ديكور إلى ملابس وإضاءة وإكسسوارات، كما يحتاج العمل المسرحي حالياً إلى فنان مشهور، وغالبيتهم عزفوا بشكل كبير عن العمل المسرحي واتجهوا إلى السينما والتلفزيون لإنتاجهما الضخم. كما ناشد المشهورين من الفنانين، الاهتمام بالعمل المسرحي، من أجل رفع الروح المعنوية لدى الشباب.
وعن أهم المشاكل التي تواجهها الفرق المستقلة والحرة، أشار إلى عدم وجود دور عرض، فالمسارح المتاحة حالياً قليلة جداً، وأعداد الفرق المستقلة كثيرة في مصر، لكنهم يشعرون أنهم مكتوفو الأيدي، حيث يعرضون مواهبهم في الشوارع ومترو الأنفاق.
وأعرب سعداوي عن أمله في الاهتمام بالمسرح، لتثقيف الشباب وجعلهم أكثر جرأة، مع ضرورة تعظيم دور الدولة بالمسرح بدلاً من غلق العشرات منها على مستوى المحافظات، فالمسرح يلعب دور المدرسة نفسه في التثقيف وزيادة الوعي لمختلف الأجيال.