هل تعرف المطرب الوحيد الذي غنّى "دويتو" أم كلثوم؟

31 يوليو 2015
الصورة من موقع "السينما"
+ الخط -
تميّز المطرب والممثل المصري إبراهيم حمودة عن غيره بكونه المطرب الوحيد الذي غنّى "دويتو" مع السيّدة أم كلثوم. فغنّى معها "فضلت أخبي" و"إحنا إحنا وحدنا.. اللي عاجبين بعضنا"، في فيلم "عايدة" للمخرج أحمد بدرخان العام 1942. 


وشهدت نهاية الفيلم عرض "أوبرا عايدة" من تأليف أحمد رامي، وكان توزيع وقيادة الأوركسترا لإبراهيم حجاج. كان الفصل الأول من تلحين محمد القصبجي، وحُذِفَ من الطبعة الثانية للفيلم، أما الفصل الثاني فكان من تلحين رياض السنباطي، واشترك حمودة مع أمّ كلثوم في غناء الأوبرا.

أم كلثوم سمعت حمودة في كازينو بديعة مصابني، واختارته بنفسها كي يغنّي معها في الفيلم، ووصفت صوته بالـ"شجيّ" و"يناسب إظهار عاطفة راداميس". والأخير هو قائد الجيش العاشق الذي لعب حمودة دوره في الفيلم.

طبعاً طرح كثيرون مسألة غناء حمودة أمام كوكب الشرق، فهو كان محظوظاً تاريخياً، لكن هل كان محظوظاً فنياً أمامها؟

الموسيقار عمَار الشريعي يصف صوت حمودة بالـ"جميل جداً" و"شرح وبرح وواسع"، لكنّه "لا ينقل حالة"، ووصف التجربة بالـ"وقوف أمام القطر".

بالإضافة إلى الثنائيات الغنائية التي قدّمها مع أم كلثوم، قدّم حمودة دويتو "راح تفوتني" و"الوقت بدري" و"يا قلبي إيه" مع الفنانة ليلى مراد، ودويتو "على ديار الأحبة" مع الفنانة حورية حسن، ودويتو "يا فرحتي بعد الخصام" و"ظلل يا ورد" مع الفنانة فيفي ماهر، ودويتو "يا صلاة الزين" مع الفنانة شافية أحمد. وغنّى مع الفنانة شادية في فيلم "كلام الناس"، ومع نعيمة عاكف في فيلم "فتاة السيرك"، ومع حورية حسن في فيلم "العلمين"، ومع فتحية أحمد في فيلم "حنان" وغيرها.


اقرأ أيضاً: أم كلثوم وفيروز وغيرهما: العمالقة غنّوا طقاطيق جنسية أيضاً


قدّم إبراهيم حمودة جميع الألوان الغنائية مثل الأوبريت والقصيدة والطقطوقة والأناشيد والأغنيات الوطنية والدينية، وعمل مع أشهر الملحنين مثل أحمد صدقي، ومحمد القصبجي، وكامل الخلعي، ورياض السنباطي، وحسين جنيد، وبليغ حمدي، ومحمد الموجي.

من أشهر أغنياته: "ليت للبراق عيناً"،"مواعيد لقاك هتكون أمتى"، "ليه بحبك"، "نامت عيون الناس"، "اكتب لنا يا قاضي"، بالإضافة إلى الأوبريتات المسرحية مثل "شهرزاد"، و"الفلاحة"، و"الأميرة روشتارة" وغيرها. كما تجدر الإشارة إلى أنّ أغنية "ليت للبراق عيناً" غنّاها حمودة مع ليلى حافظ، وأعادها مع حياة محمد، ثم غنّتها الفنانة أسمهان فيما بعد.



ولد حمودة في حي باب الشعرية بالقاهرة العام 1912. كان والده منشدًا فى جامع الخازندار، فانضمّ هو إلى فرقة أبيه للإنشاد الديني. ثم التحق بمعهد الإذاعة العربية، وبعدها بمدرسة فن الاستعراض.

تعلّم العزف على آلة العود على يد أستاذه عبد الفتاح صبري، وانضمّ إلى مجموعة الغناء في صالة بديعة مصابني إلى جوار محمود الشريف وفريد الأطرش وكارم محمود. ثم انضم بعد ذلك إلى فرقة علي الكسار، وكان مطربها المسرحي الأول. أما بدايته السينمائية فكانت عندما اختاره الفنان يوسف وهبي للمشاركة في فيلم "الدفاع" العام 1935 كمغنٍّ فقط.

اقرأ أيضاً: أم كلثوم: بين "ليلة العيد" و"بهجته"

لا يمكن التغاضي عن الصداقة المميزة التي جمعت بين حمودة وفريد الأطرش. إذ تحدّث في لقاء تلفزيوني عن علاقته بفريد الأطرش، وعلاقة الجوار التي كانت تربطه معه ومع الموسيقار اللبناني فريد غصن. والأخير لحّن له أغنية "ياللي عشقتك في خيالي"، بطلب من بديعة مصابني. والأطرش طلب من حمودة مرافقته إلى الإذاعة المصرية ليسجّل لحنه الجميل "يا ريتني طير"، وشارك الأخير معه أثناء العزف، وردّد المطلع مع الكورس.



وفي أواسط ستينيّات القرن الماضي، تعرض حمودة إلى حادث سير على طريق الإسكندرية، وتمّ الإشراف على علاجه بإيعاز من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. لكنّ الإصابة كانت بليغة، وأدّت إلى إعاقة في القدم، ثم حالة شلل أقعدته في المنزل سنوات عدّة.

في السبعينيّات قدّم طلب التماس من الرئيس الراحل أنور السادات، يشكو حالته المادية والظروف النفسية القاسية التي يعيشها وعدم قدرته على مواصلة الغناء بحكم الإصابة التي تعرّض لها، فقرر السادات منحه راتباً شهرياً قدره مئة جنيه، ومنحه جائزة الدولة التقديرية العام 1978. وتوفّي  في شتاء العام 1986.

اقرأ أيضاً: حين ترث النجمات أضواء آبائهنّ وأصواتهم

المساهمون