مشاهير يرفضون دعوة الرئيس الإيراني إلى فطور رمضاني... وجرأة على مأدبة المرشد

30 مايو 2018
نشر المقاطعون للفطور صوراً عن بطاقة الدعوة (إنستغرام)
+ الخط -
وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني دعوة إلى عدد من الفنانين والممثلين والمخرجين الإيرانيين، لحضور حفل فطور قبل أيام، فأثارت هذه الدعوة جدلاً كبيراً في الداخل الإيراني ما زال صداه يتردد حتى اليوم، بعد أن قرر عدد كبير من المدعوين مقاطعتها.

ونشر المقاطعون للفطور صوراً عن بطاقة الدعوة، مع تقديمهم اعتذاراً عن المشاركة، مبررين ذلك بوجود مشكلات اقتصادية كثيرة في البلاد، وما يزال عدد المقاطعين يزيد يوماً بعد يوم.

وكتب الممثل المعروف برويز برستويي، على صفحته الرسمية في "إنستغرام"، أن هذا الحفل  غير ضروري، وأنه تترتب عليه تكاليف عديدة، واعتبر أن الهدف الرئيس من دعوة الفطور هذه هو الحديث مع الفنانين عن مشاكلهم، فقال برستويي إن تجارب السنوات الماضية تؤكد أن ذلك لن يتعدى الكلام، وأن روحاني يقدم مبررات لها، والهدف من الفطور هو أن يبدو هذا الأخير وكأنه يقف ظاهرياً إلى جانبهم، مؤكداً أن مشكلات الفنانين هي ذاتها مشكلات بقية الإيرانيين.

أما الممثلة فلور نظري فكتبت على "إنستغرام" أيضاً، أن لديها ألف سبب كي لا تلبي دعوة حفل الفطور، ولكنها ستكتفي بالحديث عن أن موائد الإيرانيين خالية بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، كما أن عدداً من زملائها من الساحة الفنية ذاتها يعانون من القيود، من قبيل منع السفر أو منع العمل والتصوير، وبعضهم عاطل عن العمل ويعانون التهميش، متهمة روحاني بعدم الالتزام بعهوده.

أما الممثلة مهناز أفشار فتجرأت وطلبت من روحاني على صفحتها على "إنستغرام" أيضاً أن يدعو الناشطة الحقوقية والمعتقلة السياسية آتنا دائمي إلى حفل الفطور بدلاً عنها، وقالت إن هذه الأخيرة ليست مجرمة، بل إن كل ما تفعله هو محاولة الدفاع عن حقوق الإنسان.

وتوالت الردود المماثلة، حتى تحولت المقاطعة إلى حملة تضامنية انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أيدها عدد كبير من الإيرانيين الذين أشادوا بالخطوة، لكن بعضهم رأوا أن فيها كذلك نوعاً من المبالغة، كون وضع الفنانين جيداً مقارنة ببقية الأطياف في الشارع الإيراني.

من جهته، ردّ المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت على كل هذه الجلبة الحاصلة ووجه تصريحاته إلى الفنانين المقاطعين لحفل الإفطار، قائلاً "سعت الحكومة لتحسين الوضع الاقتصادي ولزيادة فرص العمل، ما الذي كان من الممكن أن تقوم به الحكومة ولم تفعله؟"، وأضاف "من الذي لا يرغب في أن تكون مأدبة الإيرانيين ممتلئة، وما الذي اختلف عن العام الماضي؟"، في إشارة إلى انتخاب روحاني رئيساً للمرة الثانية بنسبة اقتراع عالية.

كذلك، أثارت مأدبة المرشد قبل يومين نوعاً آخر من الجدل، إذ استقبل في حفل فطور رمضاني يوم الإثنين طلاباً جامعيين، وممثلين عن نقابات طلابية، وتحدث عدد من الطلاب عن بعض المشكلات، ومن بينهم سحر مهرابي التي تحدث كثر عنها في الداخل الإيراني منذ ذاك الحين.

وانتقدت مهرابي، خلال الفطور، الأوضاع في البلاد بكل جرأة، فتحدثت عن الإقامة الجبرية التي يخضع لها رموز الحركة الخضراء الإصلاحية منذ 2009، وانتقدت الحريات العامة واعتقال الطلاب، وعدم وجود حرية للتعبير، وحظر التطبيقات ومواقع التواصل الذي اعتبرت أنه غير قانوني، بل وانتقدت طريقة التعامل مع الصحافة، قائلة إن الحصول على هذه الحقوق هو أيضاً حق مدني قانوني خسره المواطنون الإيرانيون، وطالبت المسؤولين بتقديم مبرراتهم لوجود كم كبير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية.

وصفت مهرابي إجابات ومبررات المسؤولين بأنها تحمل صيغة الأمر وبأنها عديمة الفائدة، ورأت أن حل المشكلات يكون بالعودة إلى الدستور، وبالسماح للمواطنين بتعيين مصيرهم.

وانتشر كلام مهرابي بشكل كبير في إيران، حتى إنها تعرضت للانتقاد من قبل بعض الطلاب المحسوبين على جهات محافظة كانوا في الحفل ذاته، كونها تطرقت إلى مسألة الإقامة الجبرية، لكنها بعد أن أنهت كلمتها توجهت نحو المرشد الذي أخذ منها نسخة عن كلمتها، وأهداها بعد ذلك قرآناً.

 بعد ذلك، خرج تعليق على صفحة المرشد الإيراني علي خامنئي على تويتر بالقول على لسانه "أنا على اطلاع بمشكلات البلاد وأقرأ كافة التقارير، أعتقد أننا تقدمنا في مبادئ الثورة الإسلامية"، وأضاف "بالنسبة لهذه الشابة التي تقول إن الوضع سيئ جداً فأنا أؤيد ما تشعر به، لكني لا أوافق على كل كلامها بالمطلق". 

المساهمون