تشهد ولاية ريزا التركية، الواقعة في الشمال، إقبالاً كبيراً هذه الأيام من السياح العرب والأجانب، لا سيما قرية إكيزدر السياحية، التي تتوافر فيها حمامات كبريتية، يتم غمرها بأوراق الشاي الأخضر، وهو الأمر الذي يجعلها وجهة رئيسية للزوار.
تشتهر الولاية بزراعة الشاي الأخضر. وفي موسم حصاد الشاي، والذي يبدأ من شهر يونيو/حزيران من كل عام، تتحول جميع مناطق القرية إلى مزار سياحي، خصوصاً لمن يبحثون عن تجربة تلك الحمامات والتي لا تبعد عن مركز الولاية سوى 55 كيلومتراً.
يتخذ السيّاح العرب والأجانب هذه المدينة والقرى مقصداً للاستجمام وقضاء العطل؛ أولاً لجمال الطبيعة الساحرة فيها، وثانياً لهدوء المكان. ما يجعلها مميزة أيضاً، وجود الحمامات الكبريتية الحارة التي يُقال إنها واحدة من أعلى مستويات الجودة في العالم، وتصل درجة الحرارة فيها إلى 72 درجة مئوية.
بدأ تنفيذ فكرة حمام الشاي الأخضر، بناءً على طلب السياح العرب من الشرق الأوسط، حيث يعتبر حمام الشاي الأخضر مفيداً لجمال البشرة، وهو ما جعله محور اهتمام السياح الأجانب، والسياح المحليين من الأتراك أيضاً.
وبالطبع، فإن أغلب الزوار لتلك الحمامات من النساء، اللاتي يؤكدن أنها تساعد على إزالة تجاعيد الوجه، وتجديد الخلايا، ما يجعلهن أصغر سناً، بل ويتحدثن عن فوائدها في إنقاص الوزن.
قامت وزارة الصحة التركية بإجراء تحاليل دقيقة لتلك المياه في الحمامات، ووجدت أنها قد تستخدم علاجاً تكميلياً، لعدد من الأمراض، مثل الروماتيزم وآلام أسفل الظهر المزمنة واضطرابات المفاصل، وأثناء جراحة المخ، والأعصاب، واضطرابات الأعصاب، والإجهاد، والإصابات الرياضية.
عبد الله القاسمي وهو أحد الزوار العرب لتك الحمامات قال لـ "العربي الجديد" إنه سمع من بعض أصدقائه الذين زاروا ريزا وتجربتهم لتلك الحمامات، وبالفعل فقد ذهب إليها وشعر بحيوية ونشاط كبير بعد دخولها، كما قال.
وأضاف القاسمي لـ "العربي الجديد": "لقد كانت تجربة مختلفة تماماً، وأكثر ما جعلني مطمئناً لها بأنها في النهاية أوراق خضراء من الشاي ولا يمكن أن تتسبب أي ضرر في حال أنني قمت بتجربتها".
كما تتوافر في تركيا حمامات طبيعية خاصة بالأمراض النسائية، وأيضاً أمراض الدم والجلد، وغيرها من الحمامات التي يتوقع الكثير بأن تستعمل بالشاي الأخضر، لتكتمل الفائدة وتصبح في متناول الزائرين بدلاً من الذهاب إلى ولاية ريزا في أقصى الشمال التركي.
والجدير بالذكر أن استثمار تركيا في السياحة العلاجية الطبيعية شهد قفزة كبيرة، حيث تمكنت جميع الولايات التركية من تحويل ينابيعها الطبيعية إلى وجهات علاجية رئيسية، وهو الأمر الذي يجعل فكرة حمام الشاي الأخضر قابلة للتنفيذ في أغلب الحمامات الكبريتية إلى جانب مدينة ريزا التركية.
وتحتل تركيا المرتبة الأولى أوروبياً من حيث توافر ينابيع المياه الطبيعية، إذ تقدرها المصادر بـ 1100 نبع وترجح أخرى بأنها 1500 نبع طبيعي، وتتوزع أكثرها وأهمها، حول منطقة مرمرة، وأفيون، ويالوا، وبورصة، وأضنا، وجناق قلعة.
مثلاً، خلال السنوات الأخيرة، أصبحت منطقة باموق الوجهة الأولى للباحثين عن السياحة العلاجية في تركيا. ووفقاً لإحصائيات رسمية، فإنّ المعدل اليومي للسياح خلال الأسبوع يصل لنحو 11 ألف زائر. وفي الأيام الأخيرة، تجاوز عدد الزوار هذا الرقم، ووصل إلى أكثر من 17 ألف زائر في اليوم الواحد.
غالباً ما يحرص زوار المنطقة، إلى جانب العلاج بالمياه الساخنة، على الاستمتاع بالكثير من الأشياء، ومن بينها التحليق في سماء المدنية عبر رحلة بالمناطيد لمدة 40 دقيقة. إذ يقومون أيضاً خلال هذه الرحلة بالتقاط الصور من ارتفاع يصل أحياناً إلى ألف و500 متر، وهم ينظرون إلى مشاهد الطبيعة الساحرة من تحتهم. وقد سجلت منطقة باموق قلعة رقما قياسياً في عدد السياح الذين استقبلتهم خلال العام الماضي 2018؛ إذْ تجاوز عدد زوارها أكثر من مليوني سائح أجنبي ومحلي.