تداعيات تجسيد النبي محمد في فيلم إيراني

27 نوفمبر 2016
استمرار الجدل حول الفيلم في تركيا (يوتيوب)
+ الخط -
تتواصل ردود الأفعال بتركيا، حول تجسيد طفولة نبي الإسلام محمد "ص" بفيلم سينمائي للمخرج الإيراني، مجيد مجيدي، والذي بدأت بعض دور السينما بتركيا عرضه نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وحقق الفيلم إقبالاً ومبيعات كبيرة، إذ بيعت 261.376 تذكرة في أسبوع عرضه الأول.

وتفاوتت التعليقات على الفيلم الذي يركز على طفولة الرسول الكريم، خاصة من جانب المحافظين الذين يرون أن تصوير النبي في وسائل الإعلام الشعبية تكمن فيه خطورة عالية، فضلاً عن رأي بعض النقاد، والذين رفضوا الفيلم تماماً على أساس أنه ينتمي إلى فن السينما ذي الأصول الغربية.

وفي المقابل أثار الفيلم إعجاب العديد من المحافظين الآخرين الذين أشادوا بجهود المخرج، فكتبت نيهال بينجوسو، في صحيفة خبر تورك "لم أحب الفيلم، لكنه أعجبني"، ونصحت أوزليم البيراق، في صحيفة يني شفق "بأن لا نكون شديدي القسوة".

بيد أن هناك شبه اتفاق في الأوساط الثقافية التركية، على أن الفيلم يقترب من "الدعاية الشيعية"، ودعا الناقد يوسف قبلان من صحيفة "يني شافاق" القراء للتصدي لفيلم مجيدي الذي وصفه بأنه "الحلقة الأخيرة في مؤامرة الإفساد"، لأن هدف الفيلم من نظره، تقديم التشيّع على أنه محفز للحوار الديني والمحبة، بينما يصور الإسلام السني على أنه غير متصالح ويخلق الإرهاب.

وانتقد قبلان، أسلوب مجيدي المشابه لأسلوب هوليوود، والذي يعرض للأحاسيس الغربية أكثر من عرضه للمشاعر الإسلامية، وشجب تجسيد ممثل لشخصية النبي محمد، معتبراً أن الأخطر يكمن في هدف الفيلم الذي يحاول خلق "أيقونة إسلامية" مماثلة للممارسات المسيحية وإضفاء الشرعية عليها، وهو من شأنه أن يؤدي إلى كوارث وجودية وعقائدية مثل دخول البروتستانتية والوثنية في الدين الإسلامي.

وبلهجة مماثلة قال الكاتب والمؤرخ، إسكندر بالا، إن "دولة إيران قدمت التمويل للفيلم، ووجهت الإخراج كجزء من الصراع الطائفي الحالي في سورية والشرق الأوسط".

كتاب محافظون آخرون كانت لهم نظرة أكثر إيجابية للفيلم، فالكاتب علاء الدين كاراجا من صحيفة كرار لم ينظر إلى الفيلم على أنه دعائي، وكتب "من المستحيل فصل المشاعر الدينية والطائفية عن الأولويات الجمالية الفنية".

وانصب الجدل الذي دار حول الفيلم على التصوير المادي لشخصية النبي محمد، إذ لم يظهر وجهه مطلقاً، لكن ظهرت في بعض الأحيان أجزاء من جسده، بيد أن هذا كان أكثر من اللازم بالنسبة إلى المتشددين الذين شجبوا التساهل الشيعي في مسألة مشاعرهم الدينية، وانسجاماً مع الحساسيات الدينية التركية تم قطع الصوت الذي يعبر عن النبي محمد في الفيلم، واستبدل بترجمة في النسخة التركية، لكن حتى هذا الإجراء عُدّ تجاوزاً للحدود بالنسبة إلى البعض.





دلالات
المساهمون