وادي رم.. رمال الصحراء الذهبية!

03 مارس 2015
صُوّر في وادي رم كثير من الأفلام العالمية والمحلية
+ الخط -

لا يغفل السائح الذي يزور منطقة بلاد الشام، عن أن يمر بالأردن، ومن يمر فيه يغريه الذهاب إلى أقصى جنوبه، حيث يقع وادي رم على بعد 70 كيلومترا شمالي مدينة العقبة الساحلية. ووادي رم هو الاسم الدارج والمستخدم في الإعلام، لكل المنطقة، رغم أن الباحثين الأجانب أطلقوا عليه مسمى "وادي القمر"، لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر.

تمتاز "رم" ذات الجبال الشاهقة والرمال الذهبية، بوجود أعلى القمم الجبلية في جنوب بلاد الشام وهي: "جبل أم الدامي" و"جبل رام". كما أن الطريق الرئيسي إلى وادي رم وقرية رم الصغيرة، ينحدر شرقا من الطريق الصحراوي عند حوالي خمسة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة القويرة، وخمسة وعشرين كيلومترا إلى الشمال من العقبة. ومن هناك يمتد الطريق بطول يصل إلى حوالي 35 كيلومترا عبر الصحراء، وينتهي حتى وادي رم.

ويعتبر وادي رم من أكثر المناطق السياحية في الأردن، التي يأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم، نظراً لطبيعية الموقع، والتي لم يصنعها أي إنسان، وإنما هي من فعل الطبيعة، على الرغم من وجود نقوش ثمودية وإسلامية.


مخيمات سياحية لا فنادق

على الرغم من التزايد المهول في أعداد السياح العرب والأجانب لمنطقة وادي رم، فإنها تفتقد للفنادق، ويكتفي المستثمرون فيها بإقامة المخيمات السياحية التي تتناسب وطبيعة المنطقة، فضلا على أن القانون لا يسمح ببناء فنادق، بحكم اعتبار المنطقة محمية طبيعية.

والوادي هو جزء من منطقة حسمى. وهذه المنطقة تتميز بوجود جبال صخرية عالية، متناثرة في سهل رملي واسع. و"حسمى" هو الاسم الشائع عند سكان البادية لكل المنطقة، بحسب المرشد السياحي علاء أبو عمارة، الذي أضاف لـ"العربي الجديد": تمتد منطقة حسمى بشكل مستطيل، من جنوب مرتفعات الشراة ورأس النقب في الأردن، إلى جنوب غرب تبوك في السعودية. وجبال هذه المنطقة هي جبال من الصخر الرملي، أخذت شكلها المميز بسبب العوامل الطبيعية من حتّ وتعرية في العصور القديمة.


البدو سكان المنطقة الأصليون

سكنت في التاريخ الحديث هذا الوادي قبائل بدوية كثيرة، وأهمها قبيلة الحويطات. واليوم تسكنه قبيلتا الزلابية والزوايدة اللتان تعودان في الأصل إلى قبيلة عنزة الوائلية، إضافة إلى عائلات من قبائل أخرى من الحويطات.  وتوجد في منطقة وادي رم، مدرسة عسكرية ومركز أمني تابع لقوات البادية الأردنية. وأنشئ أخيراً في بلدة الديسة، مضمار رسمي لسباق الهجن (الإبل). ويتميز سكان المنطقة بأنهم ما زالوا يحتفظون بالعادات والتقاليد البدوية، واللباس العربي وتربية الجمال، وكل هذا كان قد اختفى من الكثير من باقي مناطق الأردن.

السياحة الفنية

بدأ ترويج منطقة وادي رم سياحياً، بحسب الناقد السينمائي رسمي محاسنة، من أواخر الثمانينيات، مضيفاً لـ"العربي الجديد": فتح تصوير فيلم "لورنس العرب" في الستينيات في وادي رم، الباب على مصراعيه أمام شركات الإنتاج العالمية، لاستثمار الطبيعة الفريدة لتصوير أجزاء مطولة من أفلامها. والأن أصبحت السياحة مصدر دخل عديد من السكان الذين يعملون بها كأدلاء، أو غيرها من الأعمال.

وصُوّر في وادي رم، كثير من الأفلام العالمية والمحلية، أهمها الكوكب الأحمر، حيث صُوّر وادي رم على أنه سطح المريخ، وفيلم "the face" وهو وثائقي أنتجته محطة "BBC" عن تسلق الجبال".

وتسوق وزارة السياحة الأردنية وادي رم، على أنه جزء من مثلث السياحة الذهبي، الذي يشمل وادي رم والبتراء والعقبة. وتشمل النشاطات السياحية في هذه المنطقة، التخييم وجولات سياحية بين الجبال على ظهور الخيل والإبل، أو باستخدام سيارات الدفع الرباعي. وأيضاً تشمل تسلق الجبال. ويمكن للزائر المبيت في المخيمات التي تقدم وجبات الطعام والخدمات الأخرى.

إارأ أيضاً: سبيل الحوريات.. عمّان تحتضن حمّام أميرات العصر الروماني!

 

 

المساهمون