يوم الجمعة الماضي، أعلن وزير الثقافة اللبنانية، محمد داود داود، ترشيح "1982"، أول روائي طويل للّبناني وليد مونّس، لتمثيل لبنان في مسابقة الـ"أوسكار" لعام 2020، عن فئة الفيلم الأجنبي، وذلك بعد توصية من لجنة تشكّلت من عاملين في الشأن السينمائيّ، نقدًا وصحافة وتوزيعًا واشتغالات مختلفة، ترأسها المدير العام للشؤون الثقافية في الوزارة علي الصمد، وضمّت إميل شاهين وهادي زكّاك وجورج كعدي وغسان قطيط ولين طحيني وكوليت خلف ومحمد حجازي والياس دومَّر وهانيا مروَّة وغيدا مجذوب وجوزف شمالي وإبراهيم سماحة.
مفارقات عديدة تَرِد في هذا السياق. بيان الوزارة لم يُشر إلى عدد الأفلام التي استوفت شروط التنافس على اختيار الفيلم لتمثيل لبنان في تلك المسابقة الدولية. لكن معلومات "العربي الجديد" تفيد بأنّ هناك فيلمين اثنين فقط، هما "غود مورنينغ" (2018) لبهيج حجيج و"1982"، المُنجز مؤخّرًا، والمعروض للمرة الأولى في الدورة الـ44 (5 ـ 15 سبتمبر/أيلول 2019) لـ"مهرجان تورنتو السينمائي الدولي"، والفائز هناك بجائزة "نتباك" (شبكة الترويج لسينما آسيا والمحيط الهادئ)، "لأسلوبه المُغامِر والمبدع، وللإخراج الواثق والدقيق"، بحسب بيان الشبكة، الذي رأى أنّ الفيلم "يُبرز في الوقت نفسه، ببراعة وشجاعة وتأثير، براءة الأطفال وسحرهم، رغم ما يجري حولهم من خوف وعنف".
ونال "1982" (تمثيل نادين لبكي ورودريغ سليمان) جائزة "الاتحاد الدولي للنقّاد (فيبريسي)"، في ختام الدورة الثالثة (19 ـ 27 سبتمبر/أيلول 2019) لـ"مهرجان الجونة السينمائي".
المشكلة كامنةٌ في أنّ أحد أبرز شروط الاختيار أن يكون الفيلم معروضًا في بلد المنشأ أسبوعين اثنين على الأقلّ، في حين أن "1982" معروضٌ في صالة واحدة بدءًا من 27 سبتمبر/أيلول 2019، أي قبل يوم واحد فقط من إعلان الاختيار، وهذا منافٍ لشرط "أكاديمية علوم السينما وفنونها" في هوليوود.
هذا مُكرّر. الغلبة دائمًا لنافذين في العمل السينمائي، توزيعًا وإنتاجًا. صحافيون ونقّاد يتواطؤون، والقلّة ترفض، لكن لا أحد يستجيب. الوزارة تتبنّى اختيارًا تُجمع الأغلبية عليه، والأغلبية تتشكّل دائمًا من أفراد منتمين إلى جهة واحدة، هي التي تُقرّر ما يتناسب مع عملها.