هكذا أثرت الحرب العالمية الثانية على الغلاف الجوي

26 سبتمبر 2018
لكل غارة جوية طاقة تعادل 300 صاعقة(getty)
+ الخط -


أشارت دراسة جديدة نشرت في مجلة Annales Geophysicae أمس الثلاثاء، إلى أن غارات الحرب العالمية الثانية لم تترك آثارًا جسيمة على الأرض فقط، بل تسببت بموجات صدمية (تتكون عند تحرك جسم بين طبقات الهواء بذات سرعة الموجات الصوتية الناتجة عن الحركة، أو بسرعة أكبر)، وصلت إلى الغلاف الجوي العلوي للأرض الأيونوسفير، وأدت لإضعافه.

وتوصل الباحثون لهذا الاكتشاف مؤخرًا، بعد تحليل السجلات اليومية لمحطة أبحاث الإشارات اللاسلكية في ديتون بارك بالقرب من سلو ببريطانيا، والاطلاع على بيانات الأيونوسفير الروتينية بين عامي 1933 و1996، حيث قال كريس سكوت مؤلف الدراسة وأستاذ علوم الفضاء بجامعة "ريدينغ": "ما لم يدركه العلماء في ذلك الوقت، هو أن سجلات الأيونوسفير هي من فعل الحرب نفسها".

وقرر الباحثون التركيز على غارات الحلفاء الرئيسية على المدن الألمانية، بين عامي 1943 و1945، لأنها كانت أقصر وأكثر كثافة وحدثت خلال النهار، ما يجعل ملاحظتها وتحليلها أسهل، وقارنوا المعلومات التاريخية لـ 152 غارة منها بسجلات الأيونوسفير في محطة أبحاث الإشارات اللاسلكية، وفقًا لموقع "سي إن إن".

واكتشف العلماء أن الموجات الصدمية الناتجة عن القنابل في الحرب العالمية الثانية، كانت تصل إلى الغلاف الجوي على علو 621 ميلًا، متسببة بتسخينه وإضعافه، وأن تأثيرها كان يستمر لمدة 24 ساعة، فيما لم يتمكنوا بعد من تحديد النتائج الطويلة المدى لهذا الأمر على البشر أو الأرض.

كما يتأثر الأيونوسفير أيضًا بالنشاط الشمسي، بالإضافة إلى العواصف الرعدية وغيرها من الظواهر الطبيعية، وقال سكوت: "تذكرنا دائمًا صور الضحايا والركام في جميع أنحاء أوروبا، بالدمار الذي يمكن للحرب والانفجارات أن تحدثها في الأرض، إلا أن تأثيرها على الغلاف الجوي كان أمرًا مدهشًا ومفاجئًا بالنسبة لنا، أطلقت كل غارة جوية طاقة تعادل كميتها ما ينتج عن 300 صاعقة".

وقال باتريك ميجور، الباحث المشارك في الدراسة من جامعة "ريدينغ": "سمح لنا هذا البحث بأن ندرك كيف تؤثر جميع الأحداث في الأرض على الفضاء، وفسر أيضًا لماذا كانت الطائرات التي تسقط القنابل تتضرر، على الرغم من تحليقها في الارتفاع الموصى به لتجنب الموجات الصدمية بأمان".

وتعد دراسة الأيونوسفير القريب من الفضاء الخارجي مهمة للغاية، لأنه موطن التكنولوجيا الحديثة للتواصل البشري، مثل الأقمار الصناعية، التي توفر معلومات تحديد المواقع، والإشارات اللاسلكية التي تساعد على توجيه السفن والطائرات.

 

 

المساهمون