على طريق الأفلاج العمانية... خطّارات المغرب نحو لائحة يونسكو

08 مايو 2019
الخطّارات تنقل المياه تحت الأرض لعشرات الكيلومترات (فيسبوك)
+ الخط -
على طريق شقيقتها الأفلاج العُمانية التي أدرجت عام 2006 ضمن لائحة يونسكو للتراث الثقافي غير المادي، ها هو المغرب يشرع في إعداد ملف ترشيح "المهارات والمعارف التقليدية المرتبطة بالخطّارات"، بغية إدراجها، بحسب ما تداولته وسائل إعلام مغربية.

والخطارات أحد أعرق أنظمة السقي التقليدية، التي تحكي سيرة الواحات التي رسمها البشر بأيديهم، لوحات مائية خضراء.

ويعود هذا النظام المائي إلى أكثر من ألف عام في المناطق الجنوبية الشرقية من المغرب، وتعتمد على قنوات مائية باطنية تحت الأرض، لجلب المياه من المرتفعات وسقي الأراضي السفلى بالاعتماد على قانون الجاذبية.

وعلى مدار أزمان طويلة أمدت الخطارات مناطق بعيدة عن مصادر المياه، وأحيتها بالزراعة، ومياه الشرب. لقد جرى الماء برفق تحت الأرض لمسافات تزيد على عشرين كيلومتراً.

غير أن وصولها إلى حافة الاندثار، يرجع للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، التي تعتمد على آبار حديثة تضخ المياه الجوفية، مما دفع مساعي المغرب أخيراً للانتباه إلى أن هذه الخطارات تحتاج إلى صون، لتعود من جديد في خدمة التنمية، والسياحة.

وقد اختيرت الخطارات في منطقة غريس الأوسط، لتكون موضوع الملف الذي سيودع لدى اليونسكو قبل نهاية مارس/آذار 2020، في عملية أولية ونموذجية يمكن تعميم نتائجها في المستقبل على باقي مناطق المغرب، التي تتميز بوجود هذه المنشآت المائية.

ونشر الموقع الرسمي لوزارة الثقافة والاتصال بياناً بشأن اللقاء التشاوري الذي احتضنته مدينة الرشيدية، في 23 إبريل/ نيسان الماضي، حول الخطارات بالتعاون مع مؤسسة "مفتاح السعد للرأسمال اللامادي للمغرب".

وقالت الوزارة إن ملف الخطارات سيضاف إلى مجموعة من الملفات المرتبطة بعناصر أخرى من التراث الثقافي غير المادي المغربي التي تم إيداعها لدى يونسكو، في انتظار تسجيلها لتلتحق بالعناصر السبعة التي أدرجت سابقاً.

وفي موقعها الإلكتروني أكدت مؤسسة "مفتاح السعد" أن هدفها البرهنة على أن نظام "الخطارة" المغربي مؤهل للحصول على تمويل دولي، من أجل الحفاظ عليه وصيانته، كما هو منصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ التي تم تبنيها سنة 2015.

مراكش حاضرة المغرب التي افتتحت الخطارات (Getty)

وتذكر مصادر تاريخية أن أول خطارة في المغرب تأسست في مراكش إبان عهد المرابطين في القرن الحادي عشر، حتى أن مراكش لم تكن لترسم ذاتها بوصفها حاضرة عريقة من دون المياه التي ساقتها الخطارات من الجبل، إلى أرضها المنبسطة.

وتحفر الخطارات يدوياً، وتبنى على شكل رواق أفقي تحت أرضي من منحدر خفيف يمتد لعدة كيلومترات. وهي فضلاً عن أنها تمنع تبخر المياه، لا تحتاج الى أي جهد ميكانيكي، وعليه لا تتسبب في انبعاث غازات تؤدي للاحتباس الحراري.


وكان المغرب استضاف ندوة دولية أواخر عام 2018 بعنوان "البعد الحضاري والتنموي لخطارات المغرب وأفلاج الجزيرة العربية"، جرى فيها قراءة الأبحاث بشأن هذا التدبير المائي التراثي الذي يتشابه في تجربتين واحدة في أقصى شرق الوطن العربي، والثانية في أقصى غربه.

المساهمون