جوائز "أوسكار": تأجيلُ يعيد الحياة إلى المنافسة

20 يونيو 2020
سيتمكن توم هانكس من إكمال فيلمه (فاليري ماكون/فرانس برس)
+ الخط -
بسبب استمرار انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة وفي مختلف بقاع الأرض، أعلنت "أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة" المانحة لجوائز "أوسكار" تأجيل موعد الدورة الـ 93 المقبلة، ليصبح في 25 من شهر إبريل/ نيسان، بدلًا من 28 فبراير/ شباط لعام 2021.

هذه الخطوة عادت بالإيجاب على شركات الإنتاج والتوزيع السينمائي التي أرغمتها حالة الطوارئ الصحية المستمرة حتى اليوم على الامتثال للتدابير الوقائية لمجابهة الوباء، والحد من انتشاره. فتطبيق قرارات العزل الصحي والتباعد الاجتماعي جر معه إغلاقاً عاماً لدور السينما والمسارح والصالات التجارية، ووقفاً لجميع التظاهرات والنشاطات الفنية والسينمائية، بما في ذلك، على وجه الخصوص، كل ما يتعلق بعمليات التصوير والإنتاج السينمائي. إلا أن قرار الأكاديمية جاء بعد متابعة ودراسة لمستوى انتشار كورونا في الولايات المتحدة التي أظهرت تراجعًا نسبياً للفيروس في مناطق معينة.

فمع إعلان عدد من الدول فك الحظر العام في مناطقها وعودة الحياة بشكل تدريجي في بعض القطاعات التجارية والسياحية، والسماح لعدد من دور السينما بالعودة إلى عرض بعض الإصدارات السينمائية الحديثة أو المنتهية، سُمح لصناع السينما بالعودة إلى متابعة أعمال التصوير التي جُمِّد العمل بها لعدة أشهر. لذلك أخذت الأكاديمية بعين الاعتبار الخسارات الفادحة التي منيت بها شركات الإنتاج، والوقت الضائع الذي أوقفت خلاله عددًا من الإنتاجات الضخمة المرتقبة سنوياً، كما هي العادة، لتمنح فرصة للمخرجين لإنجاز الأعمال غير المنتهية مثل: فيلم الدراما والموسيقى "إن ذا هايتس" In The Heights وفيلم "غري هاوند" Grey Hound لتوم هانكس، للحاق بالجدول الزمني الجديد لفترة الترشح للجائزة التي تصل إلى شهرين تقريباً. كما يسمح هذا التمديد بكسر المخاوف التي تنذر بغياب منافسة قوية عن السجادة الحمراء بسبب تداعيات كورونا وأثره على إصدارات عام 2020 الذي يعتبر أقل بكثير مما هو معتاد عليه، قبل إغلاق باب الترشيحات للجائزة في كل عام. 
باعتبار أن جائزة "أوسكار" من أرفع الجوائز السينمائية في الولايات المتحدة وفي العالم، فإن خيار عرض الأفلام عبر المنصات الرقمية لم يكن محبباً لدى كثير من الجهات الإنتاجية. لا سيما أن أكثر مساوئ العالم الافتراضي تكمن في عمليات القرصنة، فضلًا عن أن ثقل الأفلام التجارية التي استعاضت بالعالم الرقمي بديلًا عن دور السينما، سيعيق أو يشغل محبي السينما عن معرفة أبرز وأهم الأفلام موضوعيةً. وهو ما دفع هذه الجهات للتمسك بأعمالها، ومواكبة تأجيلها، لضمان واردات أرباحها التي تأتي عادة بعد عرضها في دور السينما وفي الأسواق العالمية الموازية على مدار عام كامل، فضلًا عن الأرباح الجانبية كمبيعات الأقراص المدمجة، هذا من الناحية التجارية، أما من الناحية القيمية، فإن مشاركتها في عدد من الفعاليات السينمائية الأخرى، التي لا تقل شأناً عن "أوسكار" مثل "كانّ" و"فينيسيا" و"تورونتو" وغيرها، تكسبها قيمة وشهرة أكبر من جهة الوصف، وتفتح باب الترويج لها ولطاقم عملها.

لكن، حتى هذه الفعاليات السينمائية الشهيرة، لم تكن بمنأى عن قرارات الإغلاق والتخبط والخلل في مواعيد عرضها الطبيعية. وهو ما سيتعارض، وفق الخطوط الزمنية المستجدة لانطلاقها، مع الترتيب المعتاد في سلم المهرجانات التي تأتي تباعًا، وصولًا إلى التظاهرة الأكبر "الأوسكار" التي يختتم معها النشاط السنوي للمسابقات، الأمر الذي سينعكس سلبًا، رغم المساحة المضافة، على الجهود والطاقات المبذولة للعروض المرشحة، ويربك الخطط المخصصة لها، في حال تزامنت تواقيت بدء الفعاليات، أو ابتعدت كثيرًا عن موعدها.
المساهمون