أكَّدت دراسة بريطانيَّة جديدة، أنَّ حوالي نصف الموسيقيين قد أجبروا على تحمل التحرُّش الجنسي في مكان العمل في بريطانيا.
وأشار اتّحاد الموسيقيين في بريطانيا، والذي يضمُّ حوالي 30 ألف موسيقيّ، إلى أنَّ حوالي 85 في المائة من الضحايا، لم يبلّغوا عن هذه المضايقات الجنسيَّة، كما ذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانيَّة. وأشار الباحثون إلى أنَّ صمت الضحايا يعود غالبًا إلى "الأخلاق السائدة في هذه الصناعة".
وكشف البحث أنَّ حوالي ثلثي الفنانين، اعتبروا أنفسهم أكثر عرضة لهذه المعاملة، لأنَّهم عُمّال مستقلّون، وليسوا موظّفين دائمين. إذْ يعمل حوالي 90 في المائة من الموسيقيين المنضوين في اتحاد الموسيقيين بشكل مستقلّ Freelance.
وقال واحد فقط من بين كلّ خمسة شملهم الاستطلاع، إنَّ عقودهم تتضمَّن إجراءات للتعامل مع قضايا التحرُّش الجنسي.
ويحثُّ اتحاد الموسيقيين الحكومة على "مراجعة عاجلة" للقوانين التي تستطيع أن تحمي بها العاملين المستقلين، من خلال توسيع قانون المساواة الصادر عام 2010. وأكَّد حوالي 55 في المائة من الأشخاص الذين استجابوا للاستطلاع أنَّ الثقافة السائدة في مكان العمل، هي أهمّ العقبات أمام الموسيقيين، لإبلاغ أصحاب عملهم بارتكابات التحرُّش الجنسي.
وأشار 41 في المائة ممَّن شملهم المسح، إلى أنَّ لديهم خوفًا من فقدان العمل، إذا ما أبلغوا عن الانتهاكات. بينما قال ثلثهم تقريبًا، بأنَّ أقوالهم ربّما لن تٌصدَّق، أو تعامل بجديّة بشكلٍ كاف.
وقالت امرأةٌ شاركت في التقرير، فضَّلت عدم الكشف عن هويّتها: "أبلغت صاحب عملي عن تعرُّضي للتحرُّش من قبل شخصٍ رفيع المستوى. كنت واحدةً من عشر نساء كن يقمن بإعداد نفس الشكوى عن هذا الشخص. ولكنّ، لم يتم اتّخاذ أيّ إجراء على حد علمي".
وأضافت: "نحن موسيقيّات مستقلات، وتعرُّضنا للتحرُّش من هذا الشخص أثناء قيامنا بجولة موسيقيَّة. قال لي المسؤول الذي يحقّق في الشكوى الخاصة بي (هذه ثقافة هذا الرجل). وبالتالي، لا عجب أنّ غالبية القضايا لا يتمّ الإبلاغ عنها".
وفي ذات السياق، أطلق اتّحاد الموسيقيين عريضة تطالب بالمزيد من القوانين الصارمة من أجل حماية الموسيقيين المستقلين من التحرُّش الجنسي. إضافة إلى الضغط على الحكومة لإلزام أصحاب العمل على حماية موظّفيهم من كلّ أشكال المعاملة السيئة.
وقالت نعومي بوهل، نائبة الأمينة العامّة للنقابة: "نحن على دراية بالكثير من حالات الموسيقيين الموهوبين، ولا سينما الفنانين الشباب، والذين تركوا مجال صناعة الموسيقى تماماً، بسبب التمييز الجنسي أو التحرّش الجنسي أو سوء المعاملة".
وفي استطلاعٍ أجرته "جمعية أبحاث صناعة الموسيقى" في الولايات المتّحدة الأميركية، العام الماضي، شمل حوالي 1.227 عاملة في مجال الموسيقى، ظهر أنّ حوالي 72% من الموسيقيّات، قد تعرّضن للتمييز بسبب جنسهنّ. كما أنَّ ثلثيهم قد تعرّضوا للتحرّش الجنسي.
وأشارت ريبيكا هيتشن، العاملة في منظّمة "إنهاء العنف ضد المرأة"، إلى أنّ "الموسيقيات اللاتي يتعرّضن للمضايقة الجنسية أو الاعتداء الجنسي، يواجهن ردود أفعالٍ عنيفة إذا ما تحدّثن أو أبلغن. إذْ نجد استخدام القانون كوسيلةٍ لإسكات النساء اللاتي يتحدَّثْن عن سوء المعاملة".