يونيسكو ترفع كنيسة المهد من قائمة التراث المهدد بالخطر

02 يوليو 2019
كنيسة المهد بنيت عام 339 ميلادي (Getty)
+ الخط -
قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) المجتمعة في العاصمة الأذربيجانية باكو منذ 30 يونيو/ حزيران سحب كنيسة المهد، مكان ولادة المسيح وطريق الحجاج في بيت لحم الفلسطينية، من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

وذكرت يونيسكو على موقعها اليوم أن اللجنة أثنت على جودة الأعمال التي أنجزت في كنيسة المهد، ولا سيما أعمال ترميم السقف والأبواب، وواجهات الكنيسة الخارجية، ولوحات الفسيفساء الجدارية فيها. ورحبت بالتراجع عن مشروع إقامة نفق تحت ساحة المهد، وكذلك باعتماد خطة إدارة لصون الموقع.

وتقع كنيسة المهد على بعد قرابة عشرة كيلومترات من مدينة القدس، وقد بنيت في عام 339. وحافظ البناء الذي أعيد تشييده في القرن السادس بعد الحريق الذي شب في الكنيسة على بقايا الفسيفساء الأصلية على الأرض.

ويشمل الموقع أيضاً كنائس وأديرة، يونانية ولاتينية وأرثوذكسية وفرنسيسكانية وأرمنية، بالإضافة إلى عدد من الأجراس والحدائق المتنوعة الممتدة على طول طريق الحجاج.

وكان الموقع قد أدرج في قائمة التراث العالمي، وكذلك في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في عام 2012، نظراً إلى تدهور حالة الكنيسة.

من جانبها، أكدت وزيرة السياحة والآثار في السلطة الفلسطينية، رُلى معايعة، في بيان صحافي، الثلاثاء، أن منظمة "يونيسكو" اتخذت قراراً بخصوص إخراج موقع التراث العالمي "مكان مولد السيد المسيح وطريق الحجاج في بيت لحم" من قائمة التراث العالمي تحت الخطر، وتثبيتها في القائمة العادية، في جلستها (43)، المنعقدة في باكو عاصمة أذربيجان، وذلك بناء على طلب دولة فلسطين.

وتحدثت معايعة عن أهمية هذا الإنجاز الفلسطيني والذي استطاع الانضمام لمختلف المؤسسات الدولية وانتزاع حقوقه والنجاح في تسجيل ثلاثة مواقع فلسطينية على قائمة التراث العالمي خلال خمس سنوات من نيل فلسطين لعضويتها الكاملة في يونيسكو في زمن قياسي بالإضافة لمدينة القدس العتيقة بمقدساتها وحاراتها وأسوارها والتي سجلها الأردن الشقيق عام 1981 وفي العام التالي سجلت على قائمة التراث العالمي تحت الخطر ولا تزال.


وأكدت معايعة على أهمية هذا الحدث التاريخي لفلسطين، حيث أشاد القرار بجهود دولة فلسطين والمؤسسات الدولية والمحلية التي ساهمت ماليا وفنيا في ترميم كنيسة المهد وبأفضل المواصفات الدولية، وإزالة الخطر الذي كان يهددها كإرث إنساني مهم للبشرية جمعاء، وأنه بهذه المناسبة نظمت دولة فلسطين معرضا حول أعمال ترميم الكنيسة عرض حالتها الحفاظية الحرجة قبل الترميم وأثناءه وبعده.

وسجّل الموقع من قبل دولة فلسطين عام 2012 كتراث إنساني عالمي وفق المعيارين الرابع والسادس، وتم وضعه في قائمة تحت الخطر بسبب الحالة الحفاظية الصعبة والحرجة التي كانت تعاني منها كنيسة المهد، بسبب تسرب المياه من سقفها، الأمر الذي هدد بخطر انهيار سقف الكنيسة.

والتسجيل يعد أداة مهمة للحفاظ على التراث الفلسطيني من السياسات التهويدية لسلطات الاحتلال الاسرائيلي وهو بمثابة اعتراف دولي صريح بفلسطينية هذه الأرض وهويتها الثقافية والدينية كممتلكات فلسطينية مهمة للبشرية جمعاء، الأمر الذي يضع حماية هذا التراث ضمن مسؤولية جمعية عالمية.

تجدر الإشارة إلى أن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر تهدف إلى إطلاع المجتمع الدولي على التهديدات المحدقة بالصفات التي أدت إلى إدراج موقع ما في قائمة التراث العالمي (ومنها مثلاً النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية والانتشار العشوائي للمراكز الحضرية والسلب والنهب)، وكذلك تشجيع اتخاذ الإجراءات التصحيحية.

وتنظر لجنة التراث العالمي، خلال دورتها الحالية، في 36 ترشيحاً لإدراج مواقع جديدة في قائمة يونيسكو للتراث العالمي. كما تتابع نتائج صون المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، فضلاً عن عدد من المسائل الأخرى المتعلقة بتنفيذ اتفاقية التراث العالمي.

وتتألف لجنة التراث العالمي من ممثلي 21 دولة طرفاً في الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي، تنتخبهم الجمعية العامة للدول الأطراف في الاتفاقية.

(العربي الجديد)

المساهمون