كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، يوم الأربعاء، أن المدير التنفيذي في شركة "إل براندز" المالكة لـ"فيكتورياز سيكريت"، ليزلي ويكسنر، يجري محادثات مع شركة "سيكامور بارتنرز"، للتخلي عن منصبه واستكشاف بدائل استراتيجية لعلامة الملابس الداخلية الشهيرة، مما قد يؤدي إلى بيعها كلياً أو جزئياً.
وتبلغ قيمة مبيعات "فيكتورياز سيكريت" السنوية نحو 7 مليارات دولار أميركي، وهيمنت طوال عقود على سوق الملابس الداخلية في الولايات المتحدة الأميركية، لكنها عانت خلال السنوات الأخيرة من انخفاض مبيعاتها. وتراجعت أسهم "إل براندز" بنسبة 29 في المائة العام الماضي، لتصل حالياً القيمة السوقية للشركة إلى أقل من 6 مليارات دولار أميركي، بعدما كانت 29 مليار دولار أميركي في 2015.
في دراسة للمستهلكين أجرتها مؤسسة "ويلز فارغو"، في سبتمبر/أيلول 2017، قالت 68 في المائة من المشاركات إن إعجابهن بـ "فيكتورياز سيكريت" انخفض عمّا كان عليه، وأشارت 60 في المائة منهن إلى أنهن يعتقدن أن العلامة التجارية "متكلفة" أو "زائفة".
إمبراطورية "فيكتورياز سيكريت" صارعت على جبهات عدة خلال السنوات الأخيرة؛ فضيحة الملياردير الأميركي جيفري إيبستين الذي توفي منتحراً في أغسطس/آب الماضي، داخل زنزانته في نيويورك حيث كان محتجزاً بدون إمكانية الإفراج عنه بكفالة في اتهامات تتعلق بالاتجار بالجنس، لم تكن سوى ضربة إضافية في مسار الشركة المتزعزع.
فإيبستين تولى إدارة أموال ويكسنر طوال عقدين تقريباً، وقالت نساء كثيرات إنه تقرب منهن زاعماً أنه سيمنحهنّ فرصة لعرض أزياء "فيكتورياز سيكريت". في المقابل، أصرّ ويكسنر على أنه لم يكن على دراية بسلوكه الإجرامي، وأنه أنهى علاقته معه قبل عشر سنوات. واضطرت "إل براندز" إلى الاستعانة بمكتب محاماة خارجي، للتأكد من الدور الذي لعبته علاقة إيبستين وويكسنر في الشركة. لم تنشر نتائج التحقيق إلى الآن.
وإن كانت فضيحة إيبستين ألقت بظلالها على أداء العلامة التجارية الشهيرة، فتصريحات المغنية الأميركية المولودة في باربادوس، رِيانا، قصقصت أجنحة "فيكتورياز سيكريت" التي حلقت عالياً لسنوات. في مايو/أيار عام 2018، قالت لمجلة "فوغ" إن "النساء عليهن ارتداء الملابس الداخلية لإرضاء أنفسهن"، وإنها تريد "تشجيع الثقة بالنفس والقوة عبر إبراز جانب مختلف من هذه الأزياء"، ثم أطلقت علامتها التجارية للملابس الداخلية "سافادج إكس فنتي" Savage X Fenty التي "تحتفي بالجرأة والثقة والتنوع"، في سبتمبر/أيلول الماضي، علماً أنها نفسها شاركت في عرض "فيكتورياز سيكريت" عام 2012، وساعدت العلامة التجارية في جذب 9.5 ملايين مشاهد.
Instagram Post |
Instagram Post |
Instagram Post |
Twitter Post
|
في السنوات الماضية واجه العرض السنوي انتقادات حادة، وصلت إلى حد اتهامه بـ"المعادي للنسوية" على لسان مطبوعات شهيرة مثل "ذا غارديان" و"كوزموبوليتان". واعتبر مراقبون أن العلامة التجارية فشلت في مواكبة عصر "مي توو" #MeToo الذي تميز بالتحركات ضد التحرش والاعتداء الجنسي. وعززت هذه الاتهامات ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز"، مساء يوم السبت، حين أكدت أن الثنائي رازق وويكسنر أرسيا نهجاً من العداء إزاء النساء والتنمر والمضايقات، استناداً إلى أكثر من ثلاثين مقابلة مع مديرين تنفيذيين حاليين وسابقين وموظفين ومتعاقدين وعارضات في "فيكتورياز سيكريت"، فضلاً عن ملفات قضائية وغيرها من الوثائق. عارضات كثيرات حاول رازق تقبيلهن وتلمسهن عنوة، ومَن وصلت شكاواهن إلى ويكسنر واجهن ممارسات انتقامية، وصلت إلى الاستغناء عنهن تماماً.
رفضت "فيكتورياز سيكريت" المساومة على مفهوم "الإثارة". علامة الملابس الداخلية الشهيرة تمسكت بحمالات الصدر الرافعة (push-up) والسروال الداخلي الرفيع (thong) والريش والأقمشة اللماعة والأجنحة. ولم تلق بالاً لمتطلبات النساء حول العالم وإقبالهن على الملابس الداخلية المريحة، متمسكة باستراتيجية التسويق الأصلية التي بنت عليها إمبراطوريتها عبر ترويج منتجاتها للرجال الذين يريدون شراء الملابس الداخلية لشريكاتهم من دون الشعور بالإحراج.