ستّ سنوات هو عمر منصة نتفليكس في الأعمال الدرامية التي عرّفتها الشبكة الأميركية بـ"المسلسلات الأصلية"، وصنفتها ضمن عدة فئات؛ إذ تشتري نتفليكس حقوق عرض المسلسل، أو تشارك في إنتاجه، أو تكمل إنتاجه بعد توقف الشركة المنتجة عن المتابعة في إنتاجه. أثارت كلمة "الأصلية" خيال المشاهدين، ظناً منهم أن نتفليكس تعرض لهم النفيس من أعمال الدراما. غاب عن الذهن فكرة أن نتفليكس شبكة انطلقت في عالم تأجير أقراص العرض، وأشرطة الفيديو، غير أنها تقع في وادي السيليكون؛ مقرّ كبرى شركات الاتصال والتحكم بالمعلومات، مثل فيسبوك وغوغل وأمازون. وبعد توسع نتفليكس عالمياً، كان الشرق الأوسط هدفاً ينبغي الدخول إليه، وهنا بدأ العمل على غزو هذا السوق بعرض أعمال لصالح نتفليكس في العالم العربي؛ حيث بات كثير من المواطنين العرب، ولا سيما في دول الخليج، يعرّفون التلفزيون اليوم في حياتهم على أنه نتفليكس، وسط انهيار هائل للمفهوم التقليدي للتلفزيون.
لم تكتفِ الشبكة العالمية التي تفاخر بعدد الدول التي وصلت إليها، وعدد اللغات التي تدبلج وتترجم إليها أعمالها "الأصلية"، بل قررت شراء حقوق عرض أعمال عربية، وبدأت انطلاقاً من "غراند أوتيل"، وبالتدريج نحو "الهيبة، و"غرابيب سود"، و"طايع"، و"الكاتب"... وغيرها من الأعمال. وقد عرضت، أخيراً، بشكل حصري من دون قنوات تلفزيونية موازية مسلسل "دولار". كما افتتحت مكتباً إقليمياً لها في دبي، وبدأ بوضع خطط الإنتاج لمسلسلات عربية لصالح الشبكة، كان أولها مسلسل "جن" الذي أثار جدلاً في الأردن خلال عرضه، وطالبت جهات محلية وسياسية ودينية بإيقافه كونه صنّف بـ "المسيء لثقافة وقيم الشعب الأردني". لم تعتذر نتفليكس حينها، بل دافعت عن عملها وعن الأفكار التي طرحتها في المسلسل.
تأثير نتفليكس وصل إلى شركات الإنتاج المحلية التي راحت تراهق في إنتاجها وتغامر لتجزئة أعمالها لعشر حلقات، كي تناسب نمط العرض على نتفليكس، فأُعلن خلال الشهرين الماضيين عن عدة أعمال تقوم على نظام العشر حلقات، والذي قد يستمر لعدة مواسم، وانضم إليها بسرعة مجموعة من النجوم السوريين الذين لا مانع لديهم من خوض التجربة من دون استقراء نتائجها على أرض الواقع.
في المقابل، قررت شبكة MBC، المنافسة عربياً، مقارعة نتفليكس في المنطقة، عبر طرح مفهوم المسلسلات الأصلية، انطلاقاً من مسلسل "عروس بيروت" الذي اشترت الشبكة حقوقه من النسخة التركية "عروس إسطنبول" وانطلق عرضه بداية الشهر الجاري، وسط انتقادات واسعة من صحافيين ومشاهدين لسويّة المسلسل المتدنية، سواءً على صعيد التعريب القائم على النسخ واللصق بشكل كامل، وضعف الأداء والتنفيذ تحت مسمى "المسلسل الأصلي".
اقــرأ أيضاً
فإذا كان المسلسل الأصلي يعني تشريعاً للاقتباس من دون إنكار الكاتب، كما كان يفعل كتاب الدراما المشتركة خلال السنوات الماضية، فلا يشرّع ذلك استسخاف عقل الجمهور ووعيه، خصوصاً أن سكان المنطقة العربية متذوقون للدراما ولن يقبلوا بالرديء لمجرد وضع الشعارات الرنانة فيه، وهذا ما يفسّر تقبل الجمهور العربي للمسلسل التركي والأجنبي المدبلج والمترجم بشكل كبير ورفضه عربياً، ليس انطلاقاً من رفضه القيم التي تطرحها هذه الأعمال في حال نفّذت عربياً، بل من باب عدم واقعية هذه المسلسلات؛ فلن يقتنع المشاهد اللبناني بأن قصة حدثت في إسطنبول تجري في بيروت بحذافيرها، أو أن عصابة مخدرات تتاجر في البلقان ستظهر فجأة في المشرق العربي!
تأثير نتفليكس وصل إلى شركات الإنتاج المحلية التي راحت تراهق في إنتاجها وتغامر لتجزئة أعمالها لعشر حلقات، كي تناسب نمط العرض على نتفليكس، فأُعلن خلال الشهرين الماضيين عن عدة أعمال تقوم على نظام العشر حلقات، والذي قد يستمر لعدة مواسم، وانضم إليها بسرعة مجموعة من النجوم السوريين الذين لا مانع لديهم من خوض التجربة من دون استقراء نتائجها على أرض الواقع.
في المقابل، قررت شبكة MBC، المنافسة عربياً، مقارعة نتفليكس في المنطقة، عبر طرح مفهوم المسلسلات الأصلية، انطلاقاً من مسلسل "عروس بيروت" الذي اشترت الشبكة حقوقه من النسخة التركية "عروس إسطنبول" وانطلق عرضه بداية الشهر الجاري، وسط انتقادات واسعة من صحافيين ومشاهدين لسويّة المسلسل المتدنية، سواءً على صعيد التعريب القائم على النسخ واللصق بشكل كامل، وضعف الأداء والتنفيذ تحت مسمى "المسلسل الأصلي".
فإذا كان المسلسل الأصلي يعني تشريعاً للاقتباس من دون إنكار الكاتب، كما كان يفعل كتاب الدراما المشتركة خلال السنوات الماضية، فلا يشرّع ذلك استسخاف عقل الجمهور ووعيه، خصوصاً أن سكان المنطقة العربية متذوقون للدراما ولن يقبلوا بالرديء لمجرد وضع الشعارات الرنانة فيه، وهذا ما يفسّر تقبل الجمهور العربي للمسلسل التركي والأجنبي المدبلج والمترجم بشكل كبير ورفضه عربياً، ليس انطلاقاً من رفضه القيم التي تطرحها هذه الأعمال في حال نفّذت عربياً، بل من باب عدم واقعية هذه المسلسلات؛ فلن يقتنع المشاهد اللبناني بأن قصة حدثت في إسطنبول تجري في بيروت بحذافيرها، أو أن عصابة مخدرات تتاجر في البلقان ستظهر فجأة في المشرق العربي!