وأوضح مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (CAIR)، أنّ فاطمة عبد الرحمن البالغة من العمر 12 عامًا، والعضو في فريق السكواش الأميركي الوطني للناشئين، كانت في مطار سان فرانسيسكو تنتظر الصعود على متن رحلة متجهة إلى تورنتو، لحضور بطولة دولية مطلع أغسطس/آب الماضي، عندما اقترب منها أحد موظفي شركة الطيران وطالبها بخلع حجابها "كجزء من إجراءات تحديد الهوية قبل السماح بالصعود للطائرة".
وشرحت الفتاة للموظفين أنها ترتدي الحجاب لأسباب دينية، وطلبت منهم مرارًا وتكرارًا أن ينفذوا الإجراء في منطقة خاصة، إلا أنهم رفضوا ذلك وأجبروها على خلعه علنًا أمام المسافرين.
وقالت فاطمة: "إنّ خلع حجابي لا يشبه خلع جورب أو قطعة ملابس، إنه أشبه بإزالة أحد أطرافي، فالحجاب جزء من هويتي الإسلامية وهويتي الإنسانية، وإجباري على خلعه بهذه الطريقة أمر مهين"، وفقًا لموقع "غالف نيوز".
ويشير الموقع الرسمي لوزارة الأمن الداخلي، إلى أنّ من حق المسافرين في أي وقت المطالبة بأن يحظوا بخصوصية أثناء إجراءات التحري في المطار، وورد فيه: "يمكنك طلب الخصوصية أثناء الإجراءات في أي وقت، واصطحاب مرافق تختاره، وسيظهر موظف آخر من جنسك نفسه لتنفيذ الإجراء في هذه الحالة".
كما كتب إحسان ظفار، كبير مستشاري السياسة في وزارة الأمن الداخلي الأميركية، في مقال عن حقوق المسافرين عام 2013: "يمكن للنساء المسلمات طلب الخصوصية أثناء الإجراءات، إذا كانت إزالة غطاء الرأس ضرورية".
وكتبت صابرين، الأخت الكبرى لفاطمة على "تويتر": "أرجو شرح أسباب إجبار أختي البالغة من العمر 12 عامًا، على خلع حجابها علنًا على البوابة، أثناء انتظارها الصعود على متن الرحلة 758 في شركة طيران كندا، وبعد تخطي الإجراءات الأمنية".
وأضافت: "شكرًا لتخريب تجربتها كأول لاعبة سكواش ترتدي الحجاب، في الفريق الوطني الأميركي، وتجربتها بالسفر وحدها للمرة الأولى".
وردت الشركة على تغريدة صابرين، إلا أنها خلطت بين حالتها وحالة أخرى، وكتبت: "مرحبًا صابرين، نأسف حقًا لسماع هذه المشكلة ونتفهم مخاوفك، هل يمكنك إرسال تفاصيل حجز ابنتك لنتمكن من متابعة المسألة بشكل أفضل؟"، مما دفع بعض مستخدمي "تويتر" لدعم صابرين، وكتب أحدهم: "لا يمكنكم حتى فهمها بشكل صحيح، إنها شقيقتها".
في حين لم يفهم آخرون الفرق بين إزالة الحجاب، وإزالة قبعة أو نظارة شمسية، حيث كتبت إحدى مستخدمات "تويتر": "لا تعتذروا، أنا سعيدة لأنّ إجراءاتكم لا تسمح لأي شخص بإخفاء أي شيء تحت الحجاب، ويجب على الفتاة ألا تتعامل مع المسألة كإهانة".
وبينما أكد البعض أنهم لن يسافروا مع شركة طيران كندا بعد الآن، كتب موبين شيخ، وهو عميل سابق للمخابرات ومكافحة الإرهاب: "أعطوا الفتاة تذاكر عطلة مجانية، ودربوا موظفيكم لأنّ تصرفهم غير مقبول، أو واجهوها في المحكمة، اختاروا بحكمة".
ورفع مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، شكوى رسمية متعلقة بالحقوق المدنية، ضد شركة الطيران التي تعتبر الكبرى في البلاد وتعمل منذ عام 1937، وقال عماد رفيقي منسق الحقوق المدنية والخدمات القانونية في المجلس: "يجب أن نضمن ألا يتعرض من يرغبون بالسفر على متن طائرات شركة طيران كندا أو غيرها، للتمييز العنصري استنادًا لمعتقداتهم الدينية، يجب مراعاة خياراتهم المتعلقة بما يؤمنون به".
وأضاف: "نأمل أن تبدي شركة طيران كندا مسؤولية، من خلال الحوار بحسن نية، لضمان تعويض فاطمة جراء انتهاك حقها في الخصوصية، وما تعرضت له من أذى نفسي أثناء الرحلة".