مع إعادة افتتاح حلبة مصارعة الثيران في مدينة وهران الشهر المقبل، طرحت علامات استفهام عدة، حول عودة هذه "الرياضة" أو النشاط إلى المدينة الجزائرية. وكانت الحلبة قد أقفلت لتسع سنوات تقريباً أمام الزوار بسبب أعمال إعادة الترميم.
هذه الجوهرة المعمارية التاريخية المشهورة عند الوهرانيين باسم "الطورو" والتي أخذ منها اسم الحي الذي بنيت فيه الحلبة، تعود إلى القرن التاسع عشر، وتعتبر الوحيدة في أفريقيا إلى جانب حلبة طنجة المغربية.
وكانت مصارعة الثيران قد توقفت في المدينة قبل 43 عاماً، لتعود تفتح أبوابها قريباً لاستقبال تظاهرات ثقافية وفنية ورياضية.
وقد اختار مدير المؤسسة العمومية لحظيرة التسلية في وهران بلعباس عبد الرحمان عدم الإفصاح عن تفاصيل حفل الافتتاح حيث لا يزال البرنامج محل محادثات، مبرزاً أن فتح هذه الجوهرة الموصدة أمام الجمهور الكبير هو في حد ذاته حفل.
وإذا كان الإسبان هم أصحاب الاختصاص في مصارعة الثيران لعبة وفناً معماراً، فحلبة الثيران في وهران أنشأها الفرنسيون في عهدهم الاستعماري للجزائر سنة 1906 بطلب من الإسبان المقيمين في المدينة آنذاك. وأتت على مساحة تقدر ب 4800 متر مربع، وقد حظيت بتوسعة مع إعادة فتحها سنة 1954 لترتفع بذلك طاقة استيعابها من 7 آلاف إلى 10 آلاف متفرج.
تم الاعتماد في ترميم هذا المعلم التاريخي المبني بالحجارة ومادة التيف المستخرج من منطقة "كوشة الجير" في وهران، على التقنيات القديمة المستعملة في تشييده مع استخدام نفس المواد الطبيعية، منها الجير للحفاظ على صورته المعمارية الأصلية والنادرة في نفس الوقت. وتتميز هذه الحلبة أن مركزها يعدّ مكبراً طبيعيا للصوت الذي يتردد عبر كامل الملعب، وهي تقنية ذهب إليها المصممون عمداً، وساعدهم في ذلك الشكل الدائري الذي يؤدي إلى ترداد الأصوات وتكبيرها.