ويتناول الفيلم الذي أخرجه المخرج السوري الليث حجو، ومن سيناريو رامي كوسا، قصة زوجين تعرّض حيهما للحصار، وعلقا تحت رحمة قناص يقطع الطرقات ويطلق النار على كل ما يقع في مرماه، مما يمنع وصول القابلة إلى الزوجة الحامل التي تتعرض لمخاض مبكر.
وبُنيت أحداث الفيلم على أنقاض مدينة الزبداني، من دون الإشارة إلى أنّ هذه المدينة دمّرها النظام السوري وحلفاؤه، ما اعتبره الناشطون "تسويقاً للقتلة" و"تغطية على جرائم النظام من خلال الفن والسينما".
واستنكر الناشط السوري علي دياب، في منشور على "فيسبوك"، اليوم الثلاثاء، عرض الفيلم ونقاشه بحضور مخرجه في إسطنبول، يوم الخميس، مشيراً إلى "كمية الألم التي شعرت بها عندما رأيت الحي ومنزلي مدمرين، على غلاف مقال يتحدث عن الفيلم".
وكتب دياب عن منزله الذي دمّره إرهاب النظام في الزبداني: "نعم إنه هناك في الطابق الأخير من البناء، على مرمى القناص، القناص الذي يترصد المدنيين ويحاصرهم، ويتربّص بامرأة في مخاضها في فيلمك، والذي تدّعي أنه من الإرهابيين ويستهدف منزلي وحارتي التي أردتها موقعاً لتصوير فيلمك الزائف، هو فعلاً من الإرهابيين، من إرهابيي جيش نظام بشار الأسد، هذه الحارة (جامع الدقاق) أعرفها شبراً شبراً، دمّرها الأسد وحزب الله وقتلوا أهلها ثم هجّروا من بقي منهم، لتكون موقع تصوير في فيلمك الكاذب".
Facebook Post |
كذلك أكد دياب أنّ "أيّ عمل لا يشير للجاني، ويستخدم أنقاض مدينة مهجورة، هو عمل مشين"، وأضاف: "ألا يكفي أهل الزبداني قهرهم وتهجيرهم، لتأتي بكل وقاحة وتغتال ذاكرتنا، وتزور الحكاية وتبرّئ الجاني! بل والأوقح من ذلك قدومك إلى إسطنبول لتعرض وتناقش فيلمك".
وطالب دياب إدارة كافيه "لالي كود"، حيث سيعرض الفيلم في إسطنبول، بإلغاء العرض، وقال: "وبناء عليه أطالب إدارة (لالي كود) بإلغاء عرض الفيلم، الذي احتفى به نظام الأسد بكافة وسائل إعلامه، كونه يعزز روايته الكاذبة ويزور الحكاية، وإلا سأضطر آسفاً لحضور هذه المهزلة، وسأقول لليث حجو شخصياً (أنت كاذب ومزور)، وصدقوني لن أكون وحدي".
ويذكر أنّ كافيه "لالي كود" التي تعرّف عن نفسها على "فيسبوك" على أنها "الملتقى الذي يجمع الناس بكل أنواع الفن والأدب والإبداع"، والتي نسبت لنفسها السبق في استضافة الفنان السوري المعارض نوار بلبل، في عرض مسرحيته "مولانا" التي ناقشت قمع النظام قبل الثورة، دعت إلى حضور فيلم "الحبل السري"، مشيدة بأعمال حجو ومعتبرة إياه "من أهم المخرجين السوريين".