"أبو جانتي"... هل يعود سائق التاكسي بجزء ثالث؟

04 ديسمبر 2018
كتب سامر المصري أغنية المسلسل وأدّاها (فيسبوك)
+ الخط -
ضجّت الصفحات المتخصصة بأخبار الدراما السورية على مواقع التواصل الاجتماعي باستبيانات وأسئلة حول رأي الشارع السوري بعودة الفنان سامر المصري بجزء جديد من مسلسل "أبو جانتي - ملك التكاسي"، عقب نشر تلك الصفحات خبراً يفيد بإنتاج جزء ثالث من المسلسل لعرضه في الموسم الرمضاني القادم، على الرغم من أن الفنان سامر المصري لم يؤكد الخبر أو ينفيه حتى اللحظة. 

ولاقى الخبر انتشاراً واسعاً بين محبي سامر المصري، خاصةً بعد أن نشر الأخير صورة له على تطبيق إنستغرام خلف المايك وأرفقه بعبارة: "أغنية جديدة آتية"، مما جعل متابعيه يتكهنون بأن الأغنية هي من ضمن التحضيرات الجديدة للجزء الجديد من مسلسل "أبو جانتي"، لأن الجزأين السابقين تولى المصري كتابة كلمات الشارة وغناءها، وانتشرت حينها أغنية الشارة بشكل كبير ونالت شهرة واسعة.

وتعتبر شخصية أبو جانتي التي جسدها سامر المصري من الشخصيات التي تركت بصمة واضحة في الدراما السورية ونالت شعبية كبيرة، فشخصية سائق التكسي التي يجسدها المصري تمثل شريحة واسعة من المجتمع السوري، وتنقلها بتفاصيلها البسيطة بنكهة كوميدية إلى الشاشة، وقد عمل المصري على تطوير الشخصية وبنائها على مدار سنوات طويلة، سبقت الجزء الأول من المسلسل. ففي عام 2003 ظهر المصري في شخصية "أبو جانتي" لأول مرة في لوحة من لوحات الجزء الثالث من "بقعة ضوء" بعنوان "نسوة"، وكانت اللوحة من بطولته وبطولة فرح بسيسو، التي كانت شريكته في البطولة في الجزء الأول من مسلسل "أبو جانتي" أيضاً. ورغم بساطة اللوحة، إلا أنها تعتبر من أشهر لوحات "بقعة ضوء" بمختلف أجزائه. وعاد المصري للظهور بشخصية "أبو جانتي" مرة ثانية في مسلسل "مرزوق على جميع الجبهات" في عام 2004، وحينها تميزت شخصية أبو جانتي سائق الشاحنة بالأغاني الطريفة التي ألفها المصري للشخصية، والتي قام بأدائها بطريقة كوميدية طيلة الوقت، واشتهرت أغنية "حايوس دايوس" على وجه الخصوص.

وفي عام 2010 أنتج أول جزء من مسلسل "أبو جانتي"، ولعب المصري شخصية سائق التكسي الذي يتنقل في كل يوم بين شوارع دمشق، ويصادف شخصيات مختلفة لكل منهم حكايته الخاصة، وشكل المصري بشخصية "أبو جانتي" مع الفنان أيمن رضا بشخصية "أبو ليلى" ثنائياً مميزاً في العمل، وكان العمل ضمن أكثر الأعمال مشاهدة حينها، ولا تزال شعبيته مستمرة إلى اليوم.

ودفع النجاح الكبير المنتجين إلى إنتاج جزء ثان منه في عام 2012، إلا أن هذا الجزء لم يكتب له النجاح كسابقه للعديد من الأسباب منها: قيام الثورة السورية وإعلان سامر المصري معارضته النظام السوري، ما اضطره إلى مغادرة دمشق والاستقرار في الإمارات، وتصوير الجزء الثاني من العمل هناك، مما أفقد العمل خصوصيته وشعبيته، فالجماهير أحبت شخصية "أبو جانتي" ضمن فضاء مدينة دمشق، ولم تتقبله في المغترب، فسائق التكسي السوري الذي يعمل ضمن مكتب في الخارج لم يترك ذات الأثر. إضافةً إلى ذلك، فإن عدم تعاون سامر المصري وأيمن رضا في الجزء الثاني كان سببا من أسباب فشل العمل، إذ فضّل أيمن رضا في العام نفسه أن يذهب بشخصية "أبو ليلى" إلى عمل خاص به حمل اسم "سيت كاز"، الذي يعتبر النقطة الأسوأ بتاريخه الفني.

اللافت هنا، أن شخصية "أبو ليلى" كانت منافسة لـ أبو جانتي، لسببين؛ أولاً، لجماهيرية الفنان أيمن رضا، أما الثاني هو طبيعة الشخصية وطرائفها، خصوصاً العبارة الشهيرة التي ما زالت حتى الآن متداولة على ألسن الجمهور: مين سمير؟

وبحال تم تصوير جزء ثالث من المسلسل، فهل سيتمكن من تحقيق نجاح يضاهي ما حققه الجزء الأول، بعد كل هذه السنوات؟ أم أنه سيقع في مطب الجزء الثاني؟ وهل سيكون "أبو جانتي" سائقاً عمومياً على سيارة صفراء في دمشق التي تنبذ معارضي النظام السوري؟ أم سيكون سائقاً في سيارة بلون مختلف في إحدى الدول العربية؟
دلالات
المساهمون