تعرف إلى قصة أطول احتجاز بسفارة دولة أجنبية في التاريخ

07 أكتوبر 2018
الكاردينال الكاثوليكي المجري ميسزندي (تويتر)
+ الخط -


رغم صدور تصريحات من مسؤولين أمنيين أتراك ترجح مقتل الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، لا يزال مصير الرجل غامضاً، والأمر الوحيد المؤكد أنه دخل إلى مقر القنصلية السعودية بإسطنبول ولم يخرج بعدها.

وهنا يذكرنا التاريخ بقصة أطول احتجاز قسري داخل سفارة دولة أجنبية في التاريخ الحديث، وتعود إلى واقعة احتجاز الكاردينال الكاثوليكي المجري ميسزندي، المعارض السابق للشيوعية وللغزو السوفييتي للمجر عام 1956.

حين وصلت الدبابات السوفييتية لجأ إلى سفارة الولايات المتحدة بالمجر عام 1956 وظل قابعاً فيها 15 عاماً، وبعد ذلك توسط بابا الفاتيكان لإطلاق سراحه إلى فيينا. وجسّد زعيم الكنيسة الكاثوليكية في المجر في الفترة من 2 أكتوبر/ تشرين الأول 1945 إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول 1973، معارضة لا هوادة فيها للفاشية والشيوعية في المجر. وخلال الحرب العالمية الثانية سجنه المؤيدون للنازيين. بعد الحرب، عارض ميسزندي الشيوعية والاضطهاد الشيوعي في بلاده، ونتيجة لذلك تعرّض للتعذيب وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في محاكمة استعراضية عام 1949 أثارت إدانة عالمية، بما في ذلك قرار من الأمم المتحدة.



وبعد ثماني سنوات في السجن، تم إطلاق سراحه في الثورة المجرية عام 1956، ومُنح اللجوء السياسي من سفارة الولايات المتحدة في بودابست، حيث عاش ميسزندي داخل السفارة لمدة خمسة عشر عاماً، وفي النهاية سُمح له بمغادرة البلاد عام 1971، وتوفي في المنفى عام 1975 في فيينا، بالنمسا.

شكّل وجود ميسزندي في السفارة الأميركية إزعاجاً لحكومة الولايات المتحدة لأن سفارتها في بودابست كانت مكتظة بالفعل، وكان ميسزندي يحتل مساحة لا بأس بها من أرضية السفارة، ولم يكن بالإمكان الحصول على تصريح للتوسع من السلطات الهنغارية ما لم يتم طرده.

كانت حياة ميسزندي ومعارضته للهيمنة السوفييتية على المجر والشيوعية، موضوع فيلم "مذنب الخيانة" عام 1950 والذي استند في جزء منه إلى أوراقه الشخصية، وقام ببطولة تشارلز بيكفورد الذي أدى دور البطولة كالكاردينال.

دلالات
المساهمون