بكتيريا لإنتاج الأصبغة بدلاً من البتروكيماويات

17 فبراير 2016
عينات بكتيرية في مختبر طبي (Getty)
+ الخط -
تعمل شركة "بيلي" الفرنسية على توليد أنواع جديدة من البكتيريا، يمكنها أن تنتج الأصباغ والأحبار بشكل طبيعي وعضوي محض، ما يعني أن الحاجة إلى استخدام المواد الكيميائية السامة، والنفط لإنتاج الأصباغ قد تختفي تدريجياً في حال رواج التجربة.

إذن، قد تحل الميكروبات التي تصنع الصبغة والحبر محل الأصباغ الاصطناعيّة الضارّة المصنّعة من البتروكيماويات. وتقدم الشركة الفرنسية الجديدة مقاربة مختلفة جذرياً، وهي: توليد البكتيريا في المختبرات، لإنتاج الأصباغ مع استخدام السكريات فقط، كمواد خام من دون إضافة مواد أخرى.

قبل ثلاث سنوات، توصل أحد مؤسسي الشركة، توماس لاندران، إلى هذه الفكرة في أحد المختبرات البيولوجية في باريس. في تلك الأثناء، أراد لاندران وزملاؤه ابتكار قلم يكتب بواسطة البكتيريا الموجودة فيه، "كلما وضعت له السكر، كلما حصلت على الحبر لتكتب". بالفعل، تمكن الفريق من الوصول إلى أول سلالة من البكتيريا التي تنتج صبغة زرقاء في أميركا الجنوبية. وسرعان ما استخدموا هذا الصباغ البكتيري للكتابة.

عن تطور الاكتشاف، يوضح لاندران: "عبر التحكم ببيئة من الميكروبات، كتغذيتها بأنواع مختلفة من السكريات، وتحديد درجات الحرارة والوقت اللازم، تمكنا من السيطرة على إنتاج الحبر الأزرق بشكل تام، كما توصلنا إلى توليد أنواع بكتيريا أخرى قادرة على إنتاج أربعة ألوان إضافية هي: الأحمر والأصفر والبرتقالي والبنفسجي".

يذكر أن العديد من الأصباغ والأحبار، هي عبارة عن مزيج من البتروكيماويات والأصباغ العضوية الحيوية. ومنها ما يشمل مركبات المعادن الثقيلة مثل الكادميوم أو الرصاص. على سبيل المثل، يحصل قلم الحبر الأسود على لونه من خلال الكربون الأسود، الذي يستخرج نتيجة حرق المنتجات البترولية، مما يضرُّ بالبيئة إلى حد كبير.

أمام التشجيع الكبير الذي تلقاه الشركة الفرنسية، لا سيما من منظمات بيئية، يؤكِّد لاندران "بدأنا بالفعل نتصور مستقبل صناعة الأحبار والأصباغ، من دون الاعتماد على النفط، بل على البكتيريا فقط".

إقرأ أيضاً:  ماذا نأكل في الشتاء؟
دلالات
المساهمون