متحف فيكتوريا وألبرت يجمع الفنون والآثار بلندن

30 ابريل 2015
المتحف يشكّل جولة شبه شاملة حول آثار العالم(العربي الجديد)
+ الخط -

يعتبر متحف فيكتوريا وألبرت أحد أكبر متاحف العالم للفنون والتصاميم الزخرفية. تعود تسميته إلى الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت حين بني عام 1852. ويجاوره متحف العلوم ومتحف التاريخ الطبيعي، وجميعها تقع في منطقة كينسجتون في العاصمة البريطانية لندن.

يقدّم المتحف حالياً معارض عديدة بدأت منذ نحو شهر وتنتهي مع حلول يوليو/تموز أو أغسطس/آب 2015، ومنها معرض ألكسندر ماكوين للاحتفال بالمواهب الإبداعية والاستثنائية لأحد أهم المصمّمين العالميين الأكثر ابتكاراً في الآونة الأخيرة، ألكسندر ماكوين، الذي يعتبر الأوّل والأكبر لأعمال ماكوين في أوروبا.

دخول المتحف يشكّل جولة شبه شاملة حول آثار مدن العالم، فهو يضم 145 صالة عرض، منها القاعات الخاصّة بآسيا التي تشمل فنوناً يابانية وصينية وكورية وجنوب آسيوية ومجموعة كبيرة لفنون العالم الإسلامي.

ويشارك المتحف في مشروع "اكتشف الفن الإسلامي" مع 17 متحفاً في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، كما يضم قطعاً أثرية ورسومات تعكس عصر النهضة الأوروبية في بريطانيا والعهد الفيكتوري والجيورجي، ويضم تحفاً فنية يعود بعضها إلى خمسة آلاف عام من ثقافة أوروبا وشمال أميركا وآسيا وشمال أفريقيا. والجدير بالذكر أنه يحتوي على أكثر من 750 ألف كتاب وصور لوحات فنية.

التجوّل في قاعات المتحف قد يأخذ يوماً بكامله، وذلك بسبب مساحته الواسعة التي تصل إلى 51 متراً مكعباً، وجمال المنحوتات في داخله التي تشدّ الأنظار إليها حتى يترقبّها المرء ويشرد في إبداع تلك الأيادي التي نحتتها.

فضلاً عن امتلاكه أكبر مجموعة في العالم من السيراميك والزجاج والمنسوجات والفضة والأثاث والرسومات والصور ونحو 14 ألف قطعة ملابس وأكسسوارات تعود إلى عام 1600 ولغاية وقتنا الحاضر. وتعتبر أكبر هدية أزياء تلك التي قدمتها محلاّت هارودز الشهيرة في لندن في عام 1913 وهي عبارة عن مجموعة تتكوّن من 1.442 قطعة ملابس للفنّان البريطاني تالبوت هيوز.

اقرأ أيضا:آرهوس..ليس متحفاً للفنون فحسب

لا يمكن تصنيف متحف فيكتوريا وألبرت كأي متحف آخر، بل هو يتميّز بتنوّع الموجودات داخله، وما إن ننتهي من الأزياء ننتقل إلى المفروشات القديمة الرائعة من يابانية وإيطالية وألمانية وغيرها.

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تمتد مساحات من الأعمال المصنّعة من الحديد والبرونز والفضة والأسلحة والدروع والأدوات النحاسية المصمّمة بأشكال هندسية لافتة ومميزة، لتنتقل بعد ذلك إلى الآلات الموسيقية العتيقة، وأهمّها كمان صنعه النحّات الإيطالي أنطونيو ستراديفاري عام 1699 والمزمار الذي يعود إلى جيوشينو روسيني، المؤلف الموسيقي الإيطالي، وبيانو صغير مرصّع بالجواهر يعود إلى عام 1571.

اللافت هو الاهتمام الديني الكبير الذي كان يوليه فنّانو العصور السابقة للمسيحية، وتعكسه صالات المتحف من خلال وجود أكثر من قاعة ترمز إلى يوم القيامة وصلب المسيح وولادته، التي تجسّد مدى انغماس فن ذلك الزمن بالمسائل الروحية حين فرضت الكنيسة هيمنتها على الشعوب في أوروبا وكانت الكلمة الناهية لرجال الدين، حتى تفانى النحاتون والفنانون في تصوير تلك الأحداث التاريخية ببراعة.

أمّا أوّل غرفة مرطّبات في العالم فافتتحت عام 1857 داخل متحف فيكتوريا وألبرت.

لم تدمّره الحرب العالمية الثانية عام 1939، لكنّها أصابت بعض أجزائه، وعلى الرغم من أن الأذى الذي ألحقته به كان طفيفاً ، بيد أنّ آثار شظايا القنابل لا تزال واضحة على واجهته، وبإمكان أي شخص ملاحظتها. من جهتها، هرّبت بريطانيا غالبية التحف والرسوم إلى مخابئ، منها نفق بالقرب من محطّة أنفاق ألدويش في لندن، كما استخدمت قاعاته في عام 1941 و1944 كمدارس لتعليم الطلاّب الهاربين من مستعمرتها في جبل طارق آنذاك. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، أعيدت جميع القطع إلى المتحف.

ما يخطف الأنظار تلك التماثيل الحجرية الماثلة في قاعاته الفسيحة والتي يصل عددها إلى ما يقارب 22 ألفاً، ويعود تاريخها إلى عام 400 قبل الميلاد لغاية عام 1914. تشمل تلك الفترة البيزنطية والأنجلو ساكسونية والمنحوتات العاجية البريطانية والفرنسية والإسبانية.

اقرأ أيضا:عين لندن.. رحلة بين الغيوم
المساهمون