نوح.. لاجئ سوري يمنح العالم دفقة من الإنسانية (فيديو)

08 اغسطس 2016
نوح أعاد للسيدة قلادتها التي تحبها (يوتيوب)
+ الخط -
تتناقل وسائل إعلام أميركية، منذ أيام، قصة نوح، العامل في محل لبيع المجوهرات شمال ولاية تكساس، بعد أن أثار دهشة العالم بتصرفه المفرط في الإنسانية مع سيدة وابنيها كانت قد دخلت المتجر لتبيع قلادة من الذهب، قالت إنها ورثتها عن والدتها.

وفي لقاء خاص مع محطة "cbs11"، قال نوح، الذي رفض الكشف عن اسم عائلته وغطى ملامح وجهه، بناء على طلبه، إنه تأثر بشدة للحزن الذي كان يطغى على وجه السيدة، إذ كانت عيناها مغرورقتين بالدموع، وهي تعرض القلادة للبيع.

"قالت المرأة لي إنها في حاجة للمال لدفع الفواتير، وإنها مفلسة. سألتها كم الثمن الذي تريده مقابل العقد، وأعطيتها ما طلبته من المال" أوضح نوح. كما بينت لقطات الفيديو المنشورة على "يوتيوب" نوحا وهو يفحص القلادة ليتأكد منها.






لكن نوح وبعد أن مد يده إلى جيبه الخاص وأعطاها حزمة من ماله الشخصي، مد يده ثانية نحوها وأعاد القلادة للسيدة، لتظهر ملامح وجهها وقد انعقدت من الدهشة جراء هذا التصرف المفرط في الإنسانية، قبل أن تتقدم نحوه وتعانقه، شاكرة إياه.

يقول نوح: "لم أفكر طويلاً.. فقط أمسكت المال وأعطيتها إياه"، وأضاف: "لو أخذت رقمها كنت سأتصل بها، وسأسألها إن كانت لا تزال في حاجة للمساعدة، وما كنت لأتوانى عن ذلك".

وحقق الفيديو المنشور منذ قرابة شهر على "يوتيوب"، أكثر من أربعة ملايين مشاهدة، لكن ما لم يكن الناس متأكدين منه، هو هوية نوح، لتكشف وسائل الإعلام في اليومين الماضيين، أنه سوري هرب قبل عامين من الحرب الدائرة في وطنه، وطلب اللجوء وعائلته إلى أميركا.

وقال نوح إنه شارك الفيديو الذي رصدته الكاميرا الأمنية في المتجر، مع أحد أصدقائه، لكنه لم يكن يعلم أنه سيرفعه على الشبكة العنكبوتية، وسيُحدث كل هذه الضجة. ويتابع: "أشعر بتحسن، وهذا يكفي" مبيناً أن هذا الشعور أهم من كمية كبيرة من المال.

وأكد نوح أنه فقط حاول أن يمد يد العون لشخص يحتاجها. وأنه فعل ذلك امتناناً للكرم الذي لقيه من الآخرين عندما كان بحاجة للمساعدة في الفترة التي وصل فيها وعائلته إلى أميركا بحثاً عن حياة آمنة، ليختم مقابلته قائلاً: "لا يهم ما هو دينك الذي تؤمن به. لا يهم من أين أنت. المهم إنسانيتنا. وعلى كل شخص أن يفعل ذلك".

(العربي الجديد)




دلالات
المساهمون