أفلام قصيرة توثق انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين

06 مايو 2015
معاناة الأسرى وأوجاع ذويهم (تصوير عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
"جرعة الموت" هو العنوان الذي اختاره المخرج الفلسطيني حسام أبو دان (24 عاماً) لأحد أفلامه القصيرة، الذي يجسد من خلاله سياسة الإهمال الطبي التي يمارسها السجان الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين المرضى، وما يترتب عليها من ضرر على حياة الأسير بعد التحرر.

وحصد فيلم أبو دان المركز الأول في مسابقة مهرجان "شموع الدولي الأول للأفلام القصيرة"، عن فئة "الديكودراما" للأفراد، والتي أطلقها مكتب إعلام الأسرى في قطاع غزة، منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بهدف تسليط الضوء على معاناة الأسرى في سجون الاحتلال وذويهم.

وشارك في مسابقة المهرجان في نسختها الأولى، 40 فيلماً وُزّعوا على ثلاثة أنواع، أفلام وثائقية، وروائية، وديكو دراما، وكذلك قُسّمت المسابقة إلى فئتين، الأولى مخصصة للمؤسسات الإعلامية وشركات الإنتاج، والثانية موجهة للمخرجين والهواة والأفراد المستقلين.

وقال المخرج أبو دان لـ "العربي الجديد": "إن الأفلام القصيرة والأعمال الفنية المختلفة هي إحدى وسائل النضال الفلسطيني، لدورها الكبير في إظهار بشاعة الاحتلال الإسرائيلي لأحرار العالم، والتأكيد على أن الاحتلال ينتهك حقوق الإنسان التي نصت عليها القوانين الدولية".

وشدد أبو دان على أهمية استغلال الطاقات الإبداعية لدى الشباب في إنتاج المواد الإعلامية المصورة لمختلف أوجه المعاناة الفلسطينية بلغات عالمية عدة، بما يساهم في وصولها إلى أكبر شريحة ممكنة من مناصري الشعب الفلسطيني وحقوقه.

إقرأ أيضاً: معدات سينمائية عالمية "صُنعت في فلسطين"

ويسعى القائمون على المهرجان الدولي إلى تجسيد معاناة الأسرى وأوجاع ذويهم، بعيونٍ عربية وأجنبية، من خلال إنتاج أفلام قصيرة لا تتجاوز مدة الفيلم الواحد 15 دقيقة، بجانب تعزيز المحتوى الإلكتروني بمعلومات ومقاطع فيديو، لتكون برهاناً على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى.

أما الشاب الفلسطيني حمد النجار، فاختار معاناة أطفال الأسرى النفسية، التي يعيشونها بسبب حرمانهم من أبائهم المعتقلين عند الاحتلال، فكرةً لفيلمه الدرامي القصير "شمس بلا شعاع" البالغة مدته نحو سبع دقائق.

وقال النجار لـ "العربي الجديد": "إن المسابقات المحلية للأفلام القصيرة، تساهم في فتح الآفاق أمام المخرجين الجدد نحو المشاركة في المسابقات الخارجية"، مبيناً أن مشاركة بعض الأفلام من الدول العربية تعد مؤشراً إيجابياً على تجاوز صوت معاناة الأسرى حدود فلسطين.





بدورها، قالت المتحدثة الإعلامية باسم المهرجان، أبرار جودة، لـ "العربي الجديد": "تهدف المسابقة إلى فضح انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى بصورة جديدة تجمع بين الفن والإبداع، لبلورة شكل المعاناة، بجانب تعزيز ثقافة مقاومة الاحتلال فنياً وفكرياً وفق الإمكانيات المتاحة".
وأضافت: "ركزت الأفلام المشاركة على مختلف أوجه الحياة داخل السجون، كوضع الأسرى المرضى، والمسيرة العلمية في السجن، بجانب محاولة بعض الأسرى تهريب النطف لزوجاتهم من أجل الإنجاب، وسلطت الضوء على المعاناة اليومية لأهالي الأسرى بسبب غياب أحد أركانها".

وأوضحت جودة أن عدد المتقدمين للمهرجان في المرحلة الأولى وصل لـ140 مشاركاً، سواء على الصعيد المحلي من الضفة الغربية وغزة وأراضي الـ48، أو الدولي من تونس وسورية والجزائر، ولكن مع بدء جلسات التقييم تم استثناء نحو 50% من الأفلام المتقدمة، وذلك لعدم مطابقتها لشروط المهرجان.

ويتعرض الأسرى الفلسطينيون لسلسلة من الانتهاكات والإجراءات القمعية على أيادي السجانين الإسرائيليين، كالتفتيش التعسفي في جنح الليل والمنع من إكمال التعليم وإدخال الكتب، والحرمان من الزيارة وفرض الغرامات المالية، وكذلك الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج، بجانب التنقلات المستمرة للأسرى بين السجون.
المساهمون