إليزابيث أولسن لـ"العربي الجديد": لستُ تاجرة بل فنانة أصيلة تستحق الأوسكار

29 اغسطس 2017
إليزابيث أولسن في هوليوود (أكسيل بور غريفن/فيلم ماجيك)
+ الخط -
بدأت إليزابيث أولسن (28 سنة) حياتها الفنية وهي في الخامسة من عمرها، بفضل نجوميّة كلّ من شقيقتيها الكبيرتين التوأمين آشلي وماري كيت أولسن، حيث شاركت إليزابيث عبر أدوار ثانية في الأفلام والحلقات التلفزيونية التي صنعت نجومية الشقيقتين. وإثر نضوجها راحت إليزابيث تتولى أدوار البطولة في أعمال سينمائية، جيدة لكن ضئيلة الإمكانات، غير حائزة على توزيع عالمي، إلى أن جاءتها فرصة التمثيل في سلسلة أفلام "أفنجرز" و"كابتن أميركا" ذات الموازنات الضخمة والمنتشرة على الصعيد الدولي، فصارت إليزابيث أولسن نجمة كبيرة على غرار شقيقتيها، الأمر الذي لم يمنعها من الاستمرار في التمثيل في الأفلام التي تعجبها، بصرف النظر عن مسألة الإمكانات المادية. 

آخر أفلام إليزابيث أولسن عنوانه "ويند ريفر" (نهر الريح، Wind River)، من إخراج تيلور شيريدان وبطولة جيريمي رينر الذي سبق له العمل إلى جوار أولسن في "أفنجرز".
ولمناسبة قدوم أولسن إلى باريس بهدف الترويج لفيلمها الجديد، التقتها "العربي الجديد" وحاورتها.

* في فيلمك الجديد "نهر الريح" تؤدين شخصية مفتشة في مكتب التحقيقات الفديرالية (إف بي آي) مكلفة بالتحقيق في جريمة قتل وقعت في قلب منطقة تابعة لمخيمات الهنود الحمر، فما الذي جذبك الى هذا السيناريو بالتحديد؟
ما أعجبني في بداية الأمر هو دور المفتشة المحققة، لأنني أحب الشخصيات البوليسية عموماً، وأنا مولعة بالأفلام التي تروي حكايات غامضة مبنية على ألغاز يحلها مفتش الشرطة في النهاية. وهناك نقطة ثانية أثارت انتباهي هي كون الحبكة، في هذه المرة، لا تدور في مدينة كبيرة بل في منطقة شبه صحراوية تؤوي مخيمات الهنود الحمر، الأمر الذي يأتي بعنصر مفاجئ بالنسبة للمتفرج ويغير المقومات التقليدية للحكاية البوليسية العادية، ذلك أن هناك صراعات داخلية ونزاعات في قلب المخيمات تزيد من صعوبة مهمة الشرطية التي أتقمصها، وتدخل إليها نبرات من العنصرية بين الهنود الحمر والجنس الأبيض. وأنا وجدت النص المكتوب في غاية الدقة، وبالتالي لم أتردد في الموافقة على المشاركة في الفيلم.



* من ناحية ثانية تتعاون المحققة مع خبير في منطقة الهنود الحمر من المفروض أن يسهل لها المهمة، إلا أنه يعرقل خطاها بعض الشيء خالقاً بالتالي صعوبة إضافية، أليس كذلك؟
نعم، وتنتج هذه المشكلة الإضافية عن كونه من الجنس الأبيض، وكأن الصعوبات بين الجنسين لا تكفي حتى يكمّلها نزاع بين شخصين من الطرف ذاته.

*يؤدي دور الخبير، النجم جيريمي رينر، الذي سبق وشاركك بطولة سلسلة أفلام "أفنجرز"، فهل لعب هذا العنصر أي دور في العلاقة المهنية التي جمعت بينكما في أثناء تصوير "نهر الريح"؟
نعم لعب دوره لكن بأسلوب سلبي أكثر من أي شيء آخر، ذلك أننا في أفلام "أفنجرز" ننتمي إلى طرف واحد وتجمعنا صداقة مميزة، بينما نختلف على عدة نقاط في "نهر الريح" ونتشاجر وتتدخل الغيرة في علاقتنا اليومية. وبالتالي كان علينا أنا وجيريمي (رينر) إخفاء بوادر الوفاق بيننا والناتج عن عملنا السابق معاً في ظروف ساعدتنا على بناء صداقة متينة خارج العمل. لكننا نجحنا، حسب اعتقادي وطبقاً لما سمعته، في تخطي هذه العقبة بحيث إنّ المتفرج الذي يشاهد الفيلم لا يتخيل أننا على علاقة وطيدة في الحياة اليومية. ونحن بالتالي نستحق "أوسكار" التمثيل، أنا وجيريمي. إنني أمزح بطبيعة الحال.


خلال عرض "ويند ريفر" (ميريا آسيرتو/فيلم ماجيك)



* أنت اشتهرت أكثر وأكثر بفضل دورك في سلسلة أفلام "أفنجرز" و"كابتن أميركا" حيث تؤدين الشخصية ذاتها، فهل تغيرت حياتك إثر رواج هذه الأفلام بالتحديد؟
تحولت فجأة من ممثلة "إيندي" أي متخصصة في الأفلام المستقلة غير التابعة لأستوديوهات هوليوود وأفلامها السخية، إلى نجمة أفلام "بلوك باسترز" أي العكس تماماً. وصرت أتقاضى أجراً عن الفيلم الواحد لا علاقة له بالمرة بما كان يأتيني من وراء الأعمال المستقلة إياها ذات الموازنات الضئيلة.
أما في ما يخص الرواج الشخصي فأنا لا أستطيع القول إنه تغير في شكل جذري، ذلك أنني مشهورة منذ صباي بفضل نجومية كل من شقيقتي ميري كيت وآشلي نظراً لأنني ظهرت إلى جوارهما في مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية. وصحيح أن شهرتي زدادت بفضل "أفنجرز" و"كابتن أميركا" لكنني اعتبرت المسألة بمثابة تكملة طبيعية لمشواري المهني الأساسي.

* تعودين بين الحين والآخر إلى المشاركة في أفلام مستقلة مثلما تسمينها، فهل تحصلين من أجلها الآن على الأجر الضخم نفسه الخاص بأعمالك التابعة لهوليوود؟
لا أبداً، فهذا شيء غير ممكن بالمرة لأن موازنة الأفلام المستقلة لا تستطيع تحمّل التكاليف الباهظة. أنا أتأقلم مع إمكانات الأفلام التي أوافق على العمل فيها، لا أكثر ولا أقل.

* ألا يحدث مثلاً أن ترفضي أحد العروض المطروحة عليك بسبب الأجر؟
أنت تسألني عن موضوع في غاية الحساسية، خصوصاً أن المسألة ليست بهذه السهولة وأن هناك العديد من العناصر التي تدخل في الأمر وتدفع بي إلى قبول عمل فني ما أو رفضه.


في استديوهات بيلد (جاي كيمبين/Getty)


*مثل ماذا؟
مثل نوعية السيناريو وسمعة المخرج، ومن هم الممثلون الذين سيشاركونني البطولة، وأصل وفصل الشخصية المطروحة عليّ، وفي أسفل القائمة تأتي مسألة الأجر إذ لا بد من أن يتناسب أجري مع إمكانات الفيلم ككل، فلا يمكنني قبول الظهور في فيلم ضخم لقاء الأجر نفسه الذي أحصل عليه في فيلم مستقل صغير الموازنة مثلاً.


* لماذا لا تتخصصين في الأفلام الهوليوودية الضخمة ضماناً لربح أوفر ثم لشهرة سهلة على الصعيد الدولي؟
لأنني لستُ تاجرة بل فنانة أصيلة أراعي نوعية أعمالي وأضع عنصر التنويع فوق كل الاعتبارات، لا سيما المادية منها. إنني لا أرى أي فائدة من وراء التحول بين يوم وليلة إلى نجمة أفلام "أفنجرز" و"كابتن أميركا" ولا شيء سواها، وأفضل في هذه الحالة العمل كبائعة في متجر إذ ربما أجد نشاطي أكثر إثارة من التخصص في لون فني محدد.

* أكثر إثارة ولكن أقل ربحاً، أليس كذلك؟
أجبتك على حكاية الربح هذه.

* ولكن في الوقت ذاته ألا يحب الجمهور مشاهدة نجومه المفضلين في أدوار معينة لمجرد أنهم نجحوا أصلاً بفضل حسن تقمصهم لشخصيات كوميدية أو درامية أو مخيفة أو عنيفة أو شريرة حسب الحالة، ما يعني أنك تتميزين بإعجاب الجماهير العريضة بفضل "أفنجرز" و"كابتن أميركا" أكثر مما هو الحال في شأن أفلامك المستقلة؟
هذا شيء يحدث طبعاً ويسبب سجن الممثل في لون محدد يصعب عليه في ما بعد الفرار منه، والأمثلة مع الأسف كثيرة، لكنني إذا نجحت في تفادي التصنيف والحفاظ على حريتي الفنية أكون فعلاً امرأة وممثلة محظوظة إلى درجة كبيرة، وهذا ما أسعى إليه.

*ماذا عن المشاريع الآنية؟
البدء في تصوير جزأين جديدين من "أفنجرز" مما سيقودني إلى العام 2019.




دلالات
المساهمون