الشاطئ الخفي في "جزر ماريتا"

30 يونيو 2016
الجزيرة من بعيد (Getty)
+ الخط -
لا يشبه شاطئ "بلايا دي لامور" غيره من شواطئ العالم، فهو كالجنة الصغيرة التي تخفيها صخور جزر "ماريتا" في "بويرتو فالارتا" بالمكسيك. وهو أحد الأماكن القليلة في العالم التي نتجت عن خطأ صنعه الإنسان واشتركت معه الطبيعة فأنتجا مشهدا خلابا. 

معظم جزر ماريتا غير مأهولة بالسكان، ما ترك مجالا للطبيعة كي تأخذ مجراها وتخلق مكانا خرافيا. أما السبب الرئيسي لكون شاطئ "بلايا دي لامور"، أو كما يطلق عليه أيضاً "الشاطئ المخفي" و"شاطئ الحب"، بهذه الأهمية والجاذبية، هو أنه فعلا مخبّأٌ عن الأعين، والطريقة الوحيدة لرؤيته تكون من الأعلى. والسبيل الوحيد للوصول إليه يكون من خلال نفق مائي يربط بين الشاطئ والمحيط الهادئ.

في بداية القرن العشرين، بدأ المكسيكيون في صنع القنابل واختبارها تحضيرا للحرب العالمية الأولى، وكانت الطريقة الوحيدة لاختبار تلك القنابل، هي تفجيرها في المحيط. ويُعتقد أن بعض القذائف سقطت على جزر ماريتا الصغيرة، فصنعت إحدى القنابل ذلك الشاطئ المخفي. وعلى الرغم من أنه لم يتم التحقق من صحة هذه المعلومة، لكنها تمثل التفسير المنطقي للحفرة كاملة الاستدارة التي تشكلت مباشرة وسط الجزيرة، وأعطتها هذه الخصوصية. شاطئ الحب هو المكان المثالي لممارسة السباحة والتجذيف، والفضل في ذلك يعود إلى الحفرة الضخمة التي بقيت سليمة لأكثر من قرن من الزمان، وحولها من الشمس والظل ما يكفي للاستلقاء والاسترخاء.

الجزر المكسيكية هذه تعد تحفة بيئية، فقد تشكلت منذ آلاف السنين عن طريق الثورات البركانية. وجزر ماريتا الآن تأوي مجموعةً مذهلة من النباتات والحيوانات البرية، وكذلك العديد من الأنواع البحرية النادرة، مثل الحيتان الحدباء وأسماك الراي من نوع مانتا. وقد سجلت اليونسكو الجزر ضمن قائمة المواقع التراثية المهمة.

في 2005، تم إعلان جزر ماريتا رسميا حديقة وطنية، كما أعلنتها الحكومة المكسيكية محمية طبيعية، ولذلك فكل من يريد زيارتها عليه أن يحصل على تصريح رسمي. وعلى الرغم من أن هذه الجزر غير معدة للسكن، فإنه يمكن زيارتها في أي وقت من قبل السياح الذين يحلمون بمهرب فريد من نوعه إلى الطبيعة البكر. وبالرغم من ذلك، لا يزال عدد زائري الشاطئ المخفي قليلاً بسبب صعوبة الوصول إليه، فإلى جانب طائرة الهليكوبتر للهبوط على سطحه، فإن الطريقة الوحيدة المعروفة للوصول إليه هي فتحة صغيرة على الجانب الذي يتأثر بالمد والجزر من جدران الشاطئ، وهذا النفق القصير يبلغ طوله خمسون قدما، وفراغ للهواء بين الماء وسقف الصخور يبلغ فقط ستة أقدام، ولا يمكن اجتيازه إلا بالسباحة أو الغوص أثناء هدوء عمليتي المد والجزر فقط.

وبسبب المناخ الاستوائي لجزر ماريتا، فإن المتعة مستمرة طوال أشهر السنة، ومع ذلك فمن الأفضل زيارة الشاطئ خلال أشهر الشتاء، خاصة بعد موسم الأمطار حيث تكون الجزر في أبهى حالاتها.


المساهمون