50 عاماً على انفصال "بيتلز": "قصة حب سحرها أبدي"

10 ابريل 2020
خلافات الملكية الفكرية والمالية منعت التئام الشمل (سايرس أندروز/Getty)
+ الخط -
بعد مرور 50 عاماً على انفصال أعضائها، لا تزال فرقة "بيتلز" البريطانية تتمتع بشعبية عالمية وتملك تأثيراً كبيراً على أوساط موسيقى البوب. بعدما سلك أعضاء فرقة "بيتلز" طرقهم المنفصلة في مطلع السبعينيات، لم يتوقع كثر أنه، وبعد نصف قرن، ستظل الفرقة الرائدة حية وحاضرة بقوة.

قال المؤرخ المتخصص بالفرق مارك لويسوين، لوكالة "فرانس برس": "قيل إن فرقة (بيتلز) كانت أعظم قصة حب في القرن العشرين، لكن لم يتصور أحد أن هذه الظاهرة الاستثنائية ستمتد حتى القرن التالي". وأضاف مؤلف "تون إن" Tune In، وهو الجزء الأول من ثلاثية "ذا بيتلز: آل ذيس ييرز" The Beatles All These Years، أنه "بعد مرور 50 عاماً على الانفصال، تبقى فرقة (بيتلز) قمة الفن وتقود مبدعين في كل العالم إلى ساحة لعب لا حدود لها ومفتوحة للجميع".

في 10 إبريل/نيسان عام 1970، قبل إصدار أول ألبوم منفرد له، أعلن بول مكارتني، خلال مقابلة معه، أن الفرقة قد تتوقف عن إنتاج الأغاني والعروض، فبدا يومها إرث فرقة "بيتلز" غير أكيد. وبعدما سئل عما إذا كان سيستأنف شراكته في كتابة الأغاني مع زميله في الفرقة جون لينون، كان رده "لا"، من دون أن يؤكد رسمياً انفصال الفرقة. وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" وقتها في عنوانها الرئيسي "مكارتني ينفصل عن فرقة بيتلز".

في وقت لاحق من ذلك العام، رفعت قضية أمام المحكمة العليا البريطانية لحل الشراكة، ما جعل الانفصال رسمياً. كان وقع خبر انفصال الفرقة قاسياً على محبيها وفطر قلوبهم، كما استذكر فيليب نورمان، الذي ألف كتبا عدة عن "بيتلز"، من بينها السيرة الذاتية الرسمية لبول مكارتني عام 2016. وقال نورمان: "نشأ جيل كامل مع بيتلز... كان لديهم ألبوم للفرقة في كل مرحلة مهمة من مراحل حياتهم". وأضاف "رأى كثر أنه أمر مروع... وأن المستقبل سيكون قاتماً من دونها".

لكن الأمر لم يكن كذلك. فهذه الفرقة لا تزال بين أكثر الفرق الموسيقية مبيعاً على الإطلاق، مع أغنيات ناجحة مثل "آي وانت تو هولد يور هاند" I Want to Hold Your Hand و"هاي جود" Hey Jude إلى "يسترداي" Yesterday و"لت إت بي" Let It Be، وهي مألوفة لأربعة أجيال على الأقل.

وقال نورمان لوكالة "فرانس برس"، إن "الفرقة لم تنته. لا تزال في كل مكان. لا تزال في لغتنا وفي عناوين الصحف... ما زلنا نستشهد بهم وموسيقاهم تسمع في كل مكان"، مضيفاً أن "سحرها أبدي".

بعد انطلاقها من ليفربول في إنكلترا عام 1960، أصبحت فرقة "بيتلز"، التي تضم لينون ومكارتني ورينغو ستار وجورج هاريسون، ظاهرة اجتماعية. لكن بحلول أواخر الستينيات، راحت "بيتلمانيا" أو حمّى "بيتلز" تؤثر سلباً على أعضائها، وقال لينون ذات يوم إن الفرقة "أكثر شعبية من يسوع" المسيح. وأقر لينون خلال مقابلة اكتشفت أخيراً بأن أغنية "هيلب!" Help!، التي أطلقت عام 1965، كانت بمثابة صرخة استغاثة جراء ذلك الجنون بالفرقة. وقال "لقد كانت حقيقية. كنت أغني (هيلب)، وكنت أقصدها. فلا يمكن التوقف. يجب أن تكون حاضراً 24 ساعة في اليوم... الكل يريد القليل منك".

في غضون ذلك، تدهورت العلاقات داخل الفرقة، خصوصاً بين لينون ومكارتني. وعند قيام مكارتني بتصريحه الشهير، لم تكن الفرقة قد قدمت عروضاً مباشرة منذ أربع سنوات. وكان لكل من ستار وهاريسون تسجيلات منفردة، في حين شكل لينون وزوجته الفنانة اليابانية يوكو أونو فرقة "بلاستيك أونو باند". أما مكارتني فشكل فرقة "وينغز" شملت زوجته ليندا في أواخر العام 1971، ورغم الانتقادات التي طاولتها في البداية، نجحت هذه الفرقة في النهاية.

حظي مكارتني وهاريسون وستار بمسيرات فردية وجماعية مثمرة، في حين كرس لينون وأونو اهتمامهما بشكل متزايد للنشاط السلمي.

كاد شمل "بيتلز" يلتئم مرة جديدة في منتصف السبعينيات، لكن خلافات حول الملكية الفكرية والمالية حالت دون ذلك، وفقاً لنورمان. عام 1980، قتل لينون في نيويورك بعدما أطلق النار عليه مارك ديفيد تشابمان، الذي يعتقد أنه يعاني من مرض عقلي. وقال مكارتني، عام 2016، إنه كان قد تصالح مع زميله السابق في الفرقة قبل وقوع المأساة. عام 1982، كتب مكارتني "هير توداي" Here Today، وشرح لاحقاً أنها كانت طريقته للتعبير عن حبه للينون. وكان هذا الثنائي يشكل القوة الإبداعية الرئيسية لفرقة "بيتلز". وقال نورمان "كان لينون ومكارتني موهبتين عملاقتين وينتجان معاً أعمالاً ساحرة".

دلالات
المساهمون