سورية ترسم البيوت الشامية على الأكواب الزجاجية

06 ابريل 2016
الإقبال على التصميمات التراثية كان أكبر(العربي الجديد)
+ الخط -
إنها سورية الحبيبة على قلب أبنائها، والغالية على قلب كل عربي أحب هذا البلد المضياف، ولذلك فالحسرة تملأ قلوب الجميع على ما أصابه من حرب وخراب، لاسيما البيوت الشامية القديمة.


وانطلالقا من رغبة بالحفاظ على هذا الإرث المعماري القديم والأصيل، اختارت مايا الكيلاني، فنانة سورية، أن ترسم على الزجاج تصميمات منوعة للبيوت الشامية التراثية، بطرازها المعماري والفني الخاص والمميز، ورغم دقة هذه النقوش والتصميمات، إلا أن حب الوطن الأم هو الذي كان الدافع الأول لكي تصر الكيلاني (30 سنة)، على الاستمرار بفنها الذي حاز إعجاب الكثيرين.

تخرجت الكيلاني من جامعة دمشق/ كلية الفنون الجميلة، قسم الاتصالات البصرية، قبل خمس سنوات، ثم تزوجت وأصبحت أما لطفلة واحدة، ومع الظروف التي شهدها الوطن حسب قولها لم يكن هناك مجال للعمل، وأضحى الخروج من البيت صعبا، خاصة أن مجال تخصصها يعتبر من الأعمال الترفية التي لا يبحث الناس عنها في وقت الحرب.


قررت الكيلاني أن تستغل تخصصها الجامعي وحبها لوطنها، فبدأت ترسم في بيتها على الأكواب والقناني الزجاجية باستخدام ألوان الرسم الخاصة بالزجاج، وبريشة خاصة، وما بدأت ترسمه هو تصميم البيوت الشامية التراثية خصوصا، ولكنها رغم ذلك قسمت عملها إلى تصميمات تراثية وتصميمات عصرية وتصميمات هي خليط بين الاثنين، لكن الإقبال على التصميمات التراثية كان أكبر.



استمرت الكيلاني بعملها، وأنشأت صفحة على "الفيسبوك" لعرض مشغولاتها من دون رأس مال يذكر أو تمويل من أي مصدر، وتقول مايا عن البداية: "كنت أشتري كل شهر لونين من ألوان الرسم، واستطعت بعد ستة أشهر أن أجمع كل الأدوات اللازمة والمواد الأولية، وهكذا بدأت بمشروعي الصغير الذي أطمح أن يكبر، وبدأت بالرسم على القناني الفارغة، كإعادة تدوير قوارير الزيت والخل، لتتحول إلى تحف فنية".

 
تقيم مايا حاليا في دمشق، وتطمح إلى توسيع مشروعها لأن رسالتها واضحة، فهي ترى أنه لولا الإرث الثقافي والتراثي الموجود في ذاكرتها، ما استطاعت أن ترسم هذه الأعمال الرائعة، لأن البيوت السورية التي ترسمها على الزجاج تمتاز بما يميز البيت السوري، وهو الحب والبساطة والأناقة، ودعمت كل هذا بإحساسها الروحي بكل قطعة وكل حجر في الشام.




دلالات
المساهمون