يعيد فنانون رقميون ومطورو ألعاب من مدينة الموصل العراقية تكوين مواقع نينوى التراثية في العالم الافتراضي. ويشاهد زوار العالم الافتراضي ثورين مجنحين عند مدخل "بوابة نرجال" التي بنيت قبل نحو 2700 سنة، قبل أن يغوصوا في فناء أحد منازل الموصل التاريخية القديمة التي يعود بناؤها إلى الحقبة العثمانية.
الهدف من المشروع إبداع لعبة تمارس في عالم الواقع الافتراضي، يحل خلالها لاعبون من أنحاء العالم ألغازا لاكتشاف مواقع أثرية في نينوى. ونينوى مدينة آشورية في بلاد ما بين النهرين القديمة، وتحمل الاسم اليوم محافظة نينوى العراقية التي تقع فيها مدينة الموصل.
بدأ فريق الواقع الافتراضي "ق ميديا لاب" المشروع من الصفر في الموصل، قبل نحو ثمانية أشهر. ويوضح منسق المشروع، ميسر نصير، أن صعوبات كثيرة اعترضت عملية جلب المعدات اللازمة من الخارج للموصل شمال العراق في بداية المشروع. وقال نصير: "من بداية الشغل على معمل الواقع الافتراضي حاولنا نركز أغلب شغلنا على المواقع الأثرية داخل الموصل، يمكن هي فرصة الناس تتعرف على المواقع الأثرية الموجودة، وكذلك المواقع والبنايات اللي دُمرت الفترة الأخيرة بسبب دخول (داعش) مدينة الموصل".
Facebook Post |
ولبناء نماذج دقيقة ثلاثية الأبعاد لمواقع التراث في نينوى، جمع الفريق بيانات من مواقع لا تزال موجودة، واستخدم مواد أرشيفية لإعادة بناء المواقع التي تضررت على مر القرون أو في الآونة الأخيرة على يد مقاتلي تنظيم "داعش".
وحول الهدف من المشروع قالت الفنانة الرقمية المشاركة فيه بسمة قيس: "أولاً تجديد هوية، يعني تجديد الهوية الوطنية للناس الموجودين داخل المدينة، لتجديد السياحة، إعادة النظر إلى مدينة الموصل، يعني للناس اللي ما يعرفوها".
وقال ميسر نصير: "بلشنا (بدأنا) مع الشباب اللي مهتمين بموضوع تطوير الألعاب، حولوا الموضوع إلى عدة ألغاز، بحيث المستخدم يشوف فيه لغز ولغزين وثلاثة، من خلالها يتعرف على الآثار الموجودة في نينوى. في نفس الوقت الموضوع يكون ممتع، وممكن نستهدف به فئات أكثر، إن كان أطفال، إن كان كبار بالعمر".
Facebook Post |
ويتسع سوق ألعاب الواقع الافتراضي مع ازدهار صناعة الترفيه عبر الإنترنت وتفشي أزمة فيروس كورونا المستجد هذه الأيام. ويوضح نصير أن الناس الذين يخضعون لإجراءات عزل عام لاحتواء فيروس كورونا المستجد في العالم هذه الأيام يستمتعون جداً بقدرتهم على السفر في العالم الافتراضي.
(رويترز)