في المعرض الأول للكتاب... مخيم الزعتري يقرأ

15 يونيو 2015
(تصوير عبد الرحمن الشيخ عبدالله)
+ الخط -

على عكس الصورة البائسة، الراسخة في أذهان من قد يخطر لهم التفكير أو تخيل أي مخيم للاجئين فروا من رحى الحرب، لا يكف مخيم الزعتري عن المقاومة لرسم صورة بديلة، يخلطون فيها الأمل بحب الحياة.

تلك حكاية إنسانية من نوع مختلف، بعيدة عن القهر والضعف والعجز السائد، إذ لا يزال السوريون يبذلون كل الجهد لتطويع قسوة ما يمرون به، لخلق محيط يتلاءم مع حياتهم التي اعتادوها والتي يطمحون إليها، إذ شهدت خيامهم، ولمدة يومين، معرضاً للكتاب، انطلاقاً من إيمانهم بأنّ المخيم لا يحتاج طعاماً أو شراباً أو حملات إغاثية فحسب، وأن القراءة ليست ترفاً، بل حاجة ضرورية وملحّة، وأنه وفي هذا المكان القائم في عمق صحراء لا ترحم، هناك حياة آدمية مستمرة.

بسام الديري مدير جمعية "بأيدينا"، يشرح لـ"العربي الجديد" أنّه "تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لتأسيس مجموعتنا، رغبنا في عقد فعالية ثقافية في مخيم الزعتري، وانطلاقاً من إيماننا بأهمية الكتاب، ودوره في عملية بناء وتطوير الإنسان، اخترنا أن تكون معرضاً للكتاب. وبناءً على ذلك، فقد اتفقنا مع شركائنا "جمعية رعاية الطفل" للحصول على الموافقات الرسمية، ومن ثم تم الإعلان عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن المعرض، والدعوة إلى التبرع بالكتب".

تمكن فريق "بأيدينا" من جمع 5 آلاف كتاب، جميعها تم التبرع بها، ثم أرفدت "أزبكية عمان" المعرض بـ7 آلاف كتاب، وبسعر رمزي لا يتعدى 1.5 دينار، وهكذا تربعت عناوين 12 ألف كتاب رفوف ومناضيد مركز (عبدالله بن مبارك) داخل المخيم، متنوعة ما بين قصص الأطفال واليافعين، مروراً بالروايات، وكتب التنمية، والدين، والسياسة، والتاريخ، والشعر، والطبخ. وقد حظي المعرض باهتمام كبير من سكان المخيم، وحضره طلاب جامعيون وأطفال وأساتذة، وكان لافتاً فيه الحضور القوي للمرأة.

 محمد عبدالستار إبراهيم، وهو مسؤول العلاقات العامة في مجموعة "بأيدينا" التطوعية، وأحد الكتاب الذين اختاروا المعرض لانطلاقة كتابه الأول، يقول لـ"العربي الجديد": "أظن أننا حققنا جزءاً مما كنا نبتغيه، أن يصل الكتاب إلى أكبر عدد من سكان المخيم، كان الناس متحمسون للفكرة، رغم وضعهم المادي الصعب، إذ لبى المعرض طموح كثيرين بالحصول على كتاب بسعر زهيد. وفي الختام وزعت كل الكتب وقصص الأطفال المتبرع بها والبالغ عددها 5 آلاف قصة وكتاب".
اختار ثلاثة كتاب سوريين، معرض الزعتري لتوقيع كتبهم الجديدة، وهي: "الأصدقاء الثلاثة" للكاتب محمد عبدالستار، و"أحوال الياسمين" للكاتبة روان السمان، و"مفردات مغتربة" للكاتبة أماني عبده. وكان الكاتب الأردني الدكتور أيمن العتوم هو من افتتح المعرض.

يذكر أن خيام الزعتري سبق لها أن احتضنت من قبل فعالية ثقافية ناجحة في خيمة شكسبير، حيث أجريت تدريبات، ومن ثم عرض مسرحية "شكسبير في الزعتري"، ليأتي المعرض استمراراَ لرسالة مفادها: "السوريون يحبون الحياة، ولن يكفوا عن السعي إليها".



 

اقرأ أيضاً: "أثر الفراشة" مشروع مسرحي سوري لأطفال الحريّة
المساهمون