الفرق الفنية... تراث فلسطين يأبى الاندثار

12 فبراير 2016
فرقة أحلام لاجئ (العربي الجديد)
+ الخط -
لا يزال الفلسطينيون متمسكين بتراثهم الثقافي، ووجدوا طريقهم في النضال عبر الحفاظ على هويتهم من خلال فِرق فنيّة، تنتشر في المخيمات الفلسطينية كافة، وتستقطب مجموعة من الشباب الذين لا يعرفون فلسطين، إلا من خلال ما حدّثهم عنها أجدادهم. في عام 1996 تشكّلت فرقة "حنين للأغنية الفلسطينية"، بمبادرة من الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان، حيث ضمّت مجموعة من الفنانين الفلسطينيين واللبنانيين، يزيد عددهم عن 25 فناناً بين مغنٍّ وعازف، وصارت تمثل فلسطين في دول عدة، منها البحرين وتركيا. وأحيت حفلات في مدن الضفة الغربيّة بفلسطين، كما أنها تحيي الحفلات الوطنية في المخيمات الفلسطينية والمدن اللبنانيَة، وتؤدي الفرقة أغاني وطنيّة وتراثيّة فلسطينية وقصائد مغنّاة لكبار الشعراء الفلسطينيين.

وفي مخيم البدّاوي للاجئين الفلسطينيين، شمال لبنان، بادرت مجموعة من الشباب في المخيم إلى تأسيس فرقة فنيّة للأغنية الفلسطينية الملتزمة، أطلقوا عليها اسم "عشّاق الأقصى"، بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000 في فلسطين المحتلة.

وتضم الفرقة عشرين عضواً بين إداريين ومغنين وعازفين وكورال، وتعتبر مزيجاً وطنياً عربياً، لأنّها تضم فنانين فلسطينيين من مخيمات شمال لبنان ومن فلسطينيي سورية، ولبنانيين من طرابلس وعكار.

إقرأ أيضاً: زرياب فلسطين.. عاشق يداوي وتر الإحساس


كذلك، أنشئت "فرقة أطفال القدس" عام 2013، لتضم أطفالاً فلسطينيين يغنّون للوطن وللقدس في مخيم البداوي، وتضم 15 طفلاً وطفلة من أبناء المخيم تتراوح أعمارهم بين 10 و13 سنة، يؤدون الأغاني التراثيّة والوطنيّة الفلسطينيّة المعروفة، بالإضافة إلى أغانٍ وطنيّة أخرى لفنانين عرب، تحاكي القضيّة الفلسطينيّة ومعاناة الشعب الفلسطيني، وتسعى الفرقة لتسجيل أغاني خاصة بها، وبدأ المشرفون على الفرقة العمل لتنفيذ هذه الأغاني.
وفي مخيم عين الحلوة القريب من مدينة صيدا، جنوب لبنان، تأسست فرقة "الاستقلال" للأغنية الوطنية عام 2000، وقد تشكّلت الفرقة من ستة شبان تتراوح أعمارهم اليوم بين 15 و18 عاماً.

أما على صعيد الرقص التراثي الفلكلوري الفلسطيني، فقد برزت فرق عدة في المخيمات الفلسطينية، وفي مخيم عين الحلوة حمل أطفال فلسطينيون بعمر الزهور، إرث أجدادهم ليؤسّسوا "فرقة الكوفية للتراث الشعبي الفلسطيني" للرقص الشعبي. رئيسة الفرقة ومدرّبتها حورية الفار قالت: "إنّ التمسّك بالفلكلور هو أحد وجوه النضال الفلسطيني، وقد بدأت الفرقة بـ13 طفلاً، من عمر 7 حتّى 11 عاماً، وكان يتم التدريب في بيتي، لم يكن حلمي يتعدّى مخيّم عين الحلوة. حتّى إنني لم أكن آمل أن تحيي الفرقة حفلات خارج المخيم". لكن بعد أن كبرت وتوسعت الفرقة، شاركت في المهرجانات الوطنية اللبنانية والفلسطينية، ثم في حفلات خارج لبنان، منها بلدان عربية وأجنبية عدّة. وأضافت حورية: "كان حلمي أن يكون عندي فرقة للأطفال، لأنني مؤمنة بأنّ الأطفال هم الذين يحملون التراث ويتناقلونه من جيل إلى جيل".

إقرأ أيضاً: سفراء فلسطين: فرقة شبابية لحفظ التراث


وانطلقت فرقة "القدس للفنون الشعبية الفلسطينية"، من مخيم عين الحلوة عام 1992، وكانت تضم 60 عضواً من الشبان والفتيات المقيمين في مخيمات صيدا، كما تعاونت الفرقة مع المدارس اللبنانية، وضمت إليها أعضاء لبنانيين. وقال مدرب الفرقة محمد عوض: "تقدّم الفرقة رقصات تراثية فلسطينية من دبكة ولوحات تعبيرية، ومن الدبكات الفلسطينية التي تؤديها الفرقة دبكة الشعراوية، والدبكة الشمالية، والكرادية والدحيّة والدلعونا وظريف الطول، وهي دبكات معروفة في فلسطين، ورثناها عن الأجداد".

وفي العام 2014 تأسست فرقة "زيتونة" للفنون الشعبية الفلسطينية، في مخيم عين الحلوة أيضاً، وهي فرقة تتبع لـ"جمعية زيتونة للتنمية الاجتماعية"، حيث إنّها تضم أربعين عضواً، يشتركون في الرقصات والدبكات الشعبية يداً بيد، لأن الشباب الكبار توارثوا الدبكة الشعبية الفلسطينية من أجدادهم، وهم الآن يعلمونها للصغار ويدبكون معهم على المسرح.
وفي مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، تأسست فرقة "البيادر" للفنون الشعبية الفلسطينية عام 2007. وتقدم الفرقة رقصات تراثية فلسطينية على أنغام آلتي "القربة" و"المجوز" رفقة الإيقاعات الشعبية، وأحياناً على أغان تراثية متداولة تعبر عن العادات والتقاليد والحياة الفلسطينية. وتضم الفرقة 25 راقصاً وراقصة من مختلف الأعمار، حيث إنها تستقبل أطفالاً من عمر ست سنوات للتدرب على الدبكة الشعبية.

وفي منطقة "وادي الزينة" جنوب مدينة بيروت، تأسست فرقة "سنابل الأقصى" سنة 1998من شبان وفتيات يافعين عددهم 20 وتتراوح أعمارهم بين 10 و14 سنة، ولأنّ الفرقة كانت جديدة ومتحمسة، استطاعت شق طريقها بين الفرق الفلكلورية الفلسطينية المتواجدة في لبنان، وحالياً تجهّز الفرقة عملاً جديداً تحت عنوان "فلسطين في عيون فيروز" وهي لوحات راقصة من أغنيات السيدة فيروز عن فلسطين.

أما جمعية "بيت أطفال الصمود"، فقد بدأت بتدريب الأطفال على الدبكة الفلسطينية وذلك من عمر خمس سنوات، وكانت الفرق الفنية تتشكل من الأطفال في المخيمات والتجمعات الفلسطينية كافة. واللافت في الأمر، أنّ المدربين الكبار الحاليين الذين يعلّمون الأطفال في فرق الدبكة، هم أنفسهم كانوا أطفالاً يتدربون على أيدي غيرهم، وبذلك استطاع القيمون على هذا النشاط، اعتبار أن ما قاموا به، هو نقل التراث الفلسطيني بشكل فعلي.

كذلك تشكلت فرقة تابعة للجمعية في مخيم برج الشمالي، جنوب لبنان، لكنها تضم كبار السن، وقد تأسّست الفرقة في العام 2000، من 12 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 65 و85 عامًا، جميعهم من المخيّم، لا يتقاضون أجرًا لقاء الرقصات التي يؤدونها في الحفلات، لأنهم يؤدون الرقصات في المناسبات الوطنية الفلسطينية للحفاظ على قيمتها. ويدبكون على موسيقى المجوز والناي، ويغنّون الدلعونا وأخواتها.

وفي المخيم نفسه، شكّلت مجموعة من الشباب الفلسطينيين فرقة فلكلورية حملت اسم "أجراس العودة"، هدفها الأول بحسب المشرفين عليها هو التمسك بالقضية الفلسطينية والتراث الفلسطيني، أما الهدف الثاني، فهو الاهتمام بالشباب الفلسطيني الموجود في المخيم، لأنه مهمل من كل الجهات المعنيّة، وخصوصاً من ناحية تحريضهم على التمسك بالهوية الفلسطينية والتراث الفلسطيني، وهي تضم أشخاصاً من عمر 8 لغاية 20 سنة.

كذلك في مخيم شاتيلا، جمعية "أحلام لاجئ" تضم فرقتين، واحدة للرقص الشعبي الفلسطيني، والأخرى للأغنية الوطنية الفلسطينية، وقد تم تأسيس فرقة "أحلام لاجئ" عام 2011 وهي تضمّ فئتين عمريتين، فرقة للصغار من عمر 5 سنوات وحتى 12 سنة، وفرقة للكبار وعددهم 55 شاباً وفتاة، كما توجد فرقة موسيقية للأغاني الوطنية الفلسطينية تضم 8 أعضاء من شباب مخيم شاتيلا، حيث أن فرقة الصغار تضم 30 عضواً والكبار 25 عضواً".



إقرأ أيضاً:فرقة "أطفال القدس"..لجيل متمسك بأرضه
المساهمون