فنانون التصقت بهم "إعاقات" مثّلوها: الشيخ حسني وقناوي وآخرون

03 مايو 2016
الممثلة سميرة أحمد (Getty)
+ الخط -
تجسد السينما أفكاراً وشخصيات، تكون أحياناً مستمدة من الواقع. والممثل القوي الذي يملك مهارة نادرة يستطيع بقوة لبس الشخصية التي يقدّمها. الإصابات أو بمعنى أدق “العاهات"، كان لها نصيب في الأعمال السينمائية، وعادة لايخلو أي فيلم من وجود شخصية تمتلك إعاقة. البعض يؤديها بحرفية، والبعض الآخر يعيش الشخصية، حتى تظن أنه خُلِق بتلك الإعاقة. قليل من الأعمال السينمائية، وقليل من الفنانين، أتقنوا لعب شخصياتٍ تملك عاهات خلقية، وتركوا فيها بصمة يتفق الجميع على براعتهم فيها.

الشيخ حسني

الفنان المميز، محمود عبد العزيز، قدم دوراً هاماً في فيلم "الكيت كات"، حين لعب دور الشيخ حسني الكفيف، الذي يحاول التغلب على عاهته، بالغناء ليلاً في جلسات تدخين المخدرات مع جيرانه. أداء الفنان العبقري في تجسيد الشخصية فاقدة البصر مع خفة الدم، ترك علامة مميزة في تاريخ السينما، رغم مرور أكثر من 25 عاماً على عرضه.



قناوي

جسدها الفنان، يوسف شاهين، في فيلم "باب الحديد". كان قناوي، بائع الجرائد، شخصاً أعرج، وغير متزن عقلياً. وأدى شاهين الدور بحرفية عالية، حتى أن النقاد اعتبروا دوره في الفيلم من أنجح الأدوار التمثيلية التي قدمها. الأداء المميز لشخصية قناوي يجعللك تعتقد أنك أمام شخص يعاني من عاهة حقيقية وهي “العرج”، وليس دور تمثيلياً فقط، حتى أن جائزة التمثيل بمهرجان برلين وقتها سُحِبَت من شاهين، لعدم حضوره المهرجان، فشكَّكت لجنة التحكيم بأنه بالفعل أعرج، ولا يقوم بالتمثيل.



مدبولي

شخصية "الأحدب" غير المتزن عقلياً، والتي جسدها ببراعة الفنان، صلاح منصور، في فيلم "مع الذكريات"، تعد من أهم الشخصيات المعاقة التي تمَّ لعبُها بإتقان وحرفية بالغة. ورغم تكرار شخصيَّة الأحدب في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية، إلّا أنّ أحداً لا ينكر تفوق مدبولي بعاهته عن كل الشخصيات الأخرى التي تعاني حدباً في أي عمل فني آخر.

الخرساء

رغم قيام الفنانة، سميرة أحمد، بتجسيد دور الفتاة التي تعاني من عاهة خلقية في أكثر من فيلم، حتى لقبها النقاد بـ “ممثلة العاهات”، إلا أن أكثر الأدوار إقناعاً كان دور نعيمة في فيلم “الخرساء”. فقد أدت دور الخرساء بحرفية بالغة، واستطاعت أن تثبت قدرتها في التواصل والتعبير عن الانفعالات والمشاعر المختلفة دون أن تنطق بكلمة واحدة. ويبدو أن تماسك الفيلم الذي أنتج عام 1961، كان نتيجة اقتباسه من الفيلم الأميركي "جوني بليندا”، إذا كان له الدور المؤثّر الأبرز في أداء سميرة.
المساهمون