أحمد وكريستينا مسلسل.. النجدة بالطائفية

02 يوليو 2015
من مسلسل أحمد وكريستينا
+ الخط -



 قدمت قناة "الجديد" اللبنانية هذا العام مسلسلاً بعنوان "أحمد وكريستينا "، ضمن السباق الرمضاني، لكن القناة ومن خلال مشاركتها في إنتاج هذا العمل، وهو من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي، لم تقدم جديداً، بل كانت كالشاهد الملك على هذا الصراع الطائفي الذي تشكل الجديد جزءاً إعلامياً منه!

في الوقت الذي يعيش فيه اللبنانيون "كذبة" تقول إن الحرب اللبنانية التي بدأت عام 1975 انتهت في العام 1992.. يتابع هؤلاء أنفسهم مسلسلاً يروي قصة تقليدية لطالما كانت هاجساً عند كثير من العائلات في لبنان، نظراً لكثرة الطوائف وتقارب القرى في ما بينها.

الاختلاف الطائفي ومعارضة الزواج بين شاب وفتاة من طائفتين مختلفتين.. صورة نمطية حملتها الكاتبة مرشليان في العام 2015 إلى المنتج المنفذ مروان حداد، وأقنعته بضرورة تقديمها كمسلسل، ولسان حالهما يقول: لماذا تريدون أن نختبئ وراء إصبعنا؟

 حداد ومرشليان من أشد المنحازين للدارما اللبنانية ويريدان الدخول إلى السوق العربي والمنافسة، ولو بأفكار ومواضيع قد تؤجج الصراع اللبناني في الخارج، وتلقي بثقلها الخبيث بعين تنظر من ثقب باب، إلى فكر يتخطى الإنسان وحياته وحريته في الحب، أكثر ممّا تعطيه.

ثمة واقع علينا نقله وتصويره للناس عن طريق مسلسل درامي، نريد له أن يحظى بفرصة ذهبية من خلال المنافسة الرمضانية، لمَ لا؟ هناك فتاة مسيحية تؤدي دورها المغنية سابين، عاشت في ستينيات القرن الماضي، وتعرفّت صدفة على شاب مسلم، وسام صليبا، وأحبت أن ترتبط به، لكنها تواجه صراعاً وممانعة من أهلها المتعصبين دينياً.. صورة نمطية لواقع مرير عاشه اللبنانيون منذ أكثر من مئة عام، نعيد ربطه اليوم بواقع يعاني هو الآخر من طائفية أصبحت متجذرة به لمواجهة دراما عربية لها تاريخها وناسها. 


قد تصيب مرشليان وحداد قليلاً، لجهة الاعتماد على مخرج له تاريخه في هذا المجال، سمير حبشي، استطاع أن يصور المسلسل بطريقة جيدة، وأعطى لنفسه الحق في استدارج الواقع بالصورة والكادر الجميلين إلى المشاهد، ولو أن أخطاءً كثيرة زرعتها مرشليان في السيناريو والمعالجة الدرامية والتحايل على الستينيات بواقع اليوم، من خلال الحوار أو اللباس، أفقدت المسلسل حلاوة العصر الذي ينقله، إن لم نقل إنها شوّهتها..


المفارقة أن الدراما اللبنانية في فترة الحرب وما بعدها، لم تحمل سوى حكايات مشابهة لقصة "أحمد وكريستينا" تاه كتّاب المسلسلات اللبنانية أو الأفلام السينمائية، وهم أبناء جيل الحرب، في البحث عن قصص خرجت من واقعهم إلى كل بيت، لتزيد مسألة الطائفية والفساد والهجرة تعقيداً بدلاً من أن تحد منها أو تنبذها.

وجاءت مرحلة السلم المؤقت التي شهدها لبنان مع الألفية الجديدة، لتعطي صنّاع الدراما فرصة للعمل رغم السلام المؤقت.. لم ينس هؤلاء خلفية الحروب وما ترتب عليها في صناعة دراما أو أفلام.

أحمد وكريستينا مسلسل جيد، بحسب منتجه مروان حداد، الذي اعترف أنه حقق مكانة متقدمة على خارطة الدراما الرمضانية، لا نعرف إلى أي إحصاءات استند حداد، لكن السؤال المُلّح اليوم أي دراما لبنانية نحن نريد؟
 
أقرأ أيضاً: أحمد وكريستينا... دراما الطوائف اللبنانية مجدداً
دلالات
المساهمون