التفسير العلمي للحب والقلب المكسور وعلاجه: هل يؤدي للموت؟

01 نوفمبر 2017
الرجال ينتحرون 4 مرات أكثر بسبب الحب (ميشيل ماكماهون/Getty)
+ الخط -
كل يوم تبث الأغاني والمسلسلات والأشعار تفاصيل عن مشاعر القلب المكسور بعد علاقة حب فاشلة، بينما يقول من تعرضوا لهذا الموقف إنه أحد أصعبها في الحياة. لذا تدخل العلم من أجل تحليل ما يفعله الجزء السلبي من علاقة الحب، خصوصاً عند الفراق، وفق ما نشرته مجلة "سايكولوجي توداي" النفسية.

 القلب يكون مكسوراً... حرفياً

اكتشف الأطباء أن عبارة "قلب مكسور" هي حقيقة علمية بيولوجية. إذ يؤدي فراق المحبوب عند نهاية العلاقة إلى اعتلال في عضلة القلب، يبدو وكأنه تعرّض حرفياً إلى الكسر في منطقة البطين الأيسر. وقد تحاكي أعراض هذا الاعتلال أعراض نوبة قلبية، ويسبب الموت لبعض الأفراد.

السبب البدني لهذه الحالة لا يزال غير معروف على وجه اليقين، لكن الأبحاث تشير إلى أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر حساسية لهرمونات التوتر التي يفرزها الجسم عند وقوع حوادث مؤلمة مثل وفاة قريب أو رفض شريك، أو كارثة طبيعية أو فقدان وظيفة.

ورغم جهل الأطباء حتى الآن بشأن الوقاية من كسر القلب، إلا أن العلاج عادة ما يكون الراحة في المستشفى والعلاج الطبي.

 الآثار النفسية والبيولوجية لفراق العشاق

حتى عندما لا يتمزق القلب بيولوجياً، فإن الألم العاطفي الذي يمكن أن يسببه الانفصال يمكن أن يترك شعوراً نفسياً بالتمزق، إذ يعتبر الفراق أحد أكثر التجارب المجهدة عاطفياً والمدمرة للحبيب. 

ويشعر من يعانون من هذه الحالة كأنهم يتعرضون لألم جسدي فعلاً. إذ يشعرون كما لو كان القلب يتعرّض للسحق، بينما يحسه آخرون كضرب في الأمعاء، والبعض الآخر يشعر بضربات رياح، وكلها ردود فعل طبيعية ومتوقعة على حالة مؤسفة وغير طبيعية بشكل رهيب، تقول المجلة.
وعندما يتعلق الأمر بالرفض، يميل الدماغ إلى تفسير التجربة على أنها اعتداء جسدي، ويتبع الشعور نفس المسارات التي يتبعها الألم الجسدي، وهو ما يفسر سبب لجوء الدماغ إلى البكاء في مثل هذه الحالة، كرد مشابه للألم الفيزيولوجي.


انتحار الرجال بسبب الحب أكثر 4 مرات من النساء

وقد  يتوقع البعض من الرجال أن يكونوا أقوى وأكثر تحملاً في مواقع فراق المحبوب. لكن الرجل يستجيب بدوره بشكل سلبي وظاهر لهذا الموقف، مثل الضرب بالقبضة على الجدار، وشرب الكحول، وحتى اللجوء إلى العنف ضد الآخرين.

في الواقع، تشير الإحصاءات إلى أن الرجال أكثر عرضة للوفاة بسبب الانتحار بأربع مرات من النساء. كما أن الرجال هم أكثر عرضة للسعي إلى معاقبة الشخص الذي رفضهم. ويبدو، وفق المجلة، أن الرجال لا يزالون في حيرة من إيجاد أساليب استباقية وداعمة للتعامل مع الرفض حتى اليوم.

كيف يتعافى الإنسان من فراق المحبوب؟

وفق المجلة ليس هناك طريق "سهل" لتضميد جروح قلب مكسور. إذا كان الشخص يعاني حقاً من الكسر البيولوجي فالعلاج الطبي والراحة في الفراش هي العلاجات الموصى بها، وإذا كانت المعاناة على الصعيد العاطفي فالوقت والاعتناء بالنفس وحبها هي العلاجات الوحيدة التي يمكن الوثوق بها.

ويوصي الأخصائيون بالبقاء في اللحظة الراهنة والاستمتاع بها والابتعاد عن التفكير في الماضي والمخاوف بشأن المستقبل. وتساعد رياضات اليوغا والتاي تشي في إبقاء الجسم والذهن في الوقت الراهن.

وتناول نظام غذائي صحي مليء بالفواكه والخضروات الطازجة له آثار إيجابية على الراحة النفسية والعاطفية، ومجرد إجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي يمكن أن يقلل من الاكتئاب والقلق.

ولا تنسوا إحاطة أنفسكم بمن يحبونكم ويقبلونكم كما أنتم بين الأصدقاء والعائلة، هذا سيساعد على ملء الفجوة العاطفية ومنح أنفسكم الوقت للشفاء قبل البحث عن علاقة رومانسية جديدة. كما أن للنزعة الانتقامية من الشريك السابق الكثير من الأضرار على نفسية المنتقم نفسه، لذا تذكّر المجلة بأن أفضل انتقام هو التزام المضي قدماً دون طاقة سلبية.

(العربي الجديد) 

المساهمون