فنانون اختاروا الإدمان على المخدرات

26 يونيو 2014
بدأت السينما العربية تهتمّ بالمخدّرات في الثمانينيّات
+ الخط -

لطالما تناولت السينما المصرية مشكلة إدمان المخدّرات، منذ مطلع ثمانينيّات القرن الماضي، بعدما خرجت من قصور الأغنياء وقصص الحبّ الرومانسية لتقترب من نبض الشارع اليومي ومن مشاكله الإنسانية التي يقع الإدمان على رأس قائمتها. وقد اختار بعض النجوم أن يقدّموا أدوار المدمنين في محاولة لتحذير الناس من هذا الخطر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.

أحمد زكي

كان دور "خالد" في فيلم "المدمن" من أجمل أدوار الفتى الأسمر. فقد جسّد ببراعة المعاناة النفسية التي تدفع نحو هاوية المخدرات، في العام 1983. وكان هذا العمل من أوائل الافلام التي عالجت هذه الظاهرة بشكل مفصّل دون أن تجعلها مجرّد حدث ضمن سياق درامي عام مثل غيره في حينها. 

عادل إمام

ظهر عادل إمام في العام 1986 بفيلم "سلام يا صاحبي" في مشهد قصير حيث بدا متأثّراً بالمخدّرات بعدما حقنته العصابة بكمية منها. وبعد عام واحد قدّم دوراً مماثلاً في فيلم "النمر والأنثى" ضمن سياق درامي متطابق. فالعصابة التي تريد الانتقام منه تضع له المخدّرات في القهوة أيضاً، كي يتحوّل إلى مدمن تحت سيطرتها. وقد استطاع عادل إمام، كعادته من خلال تلك المشاهد القصيرة داخل البناء الدرامي الواسع للعمل، أن يسجّل وجوده على لائحة من تقمّصوا هذا الدور جيداً. 

نادية الجندي

لم يكن دور نادية الجندي في فيلم "الضائعة" في العام 1986 سهلاً، بل إنّ أداء هذه الشخصية المركّبة، التي تنتقل إحداثياتها من امرأة محترمة إلى مدمنة بائسة، كان يحتاج إلى براعة شديدة للتأثير في الرأي العام الذي تعاطف مع البطلة ومع معاناتها بعدما خدعها زوجها وأخذ مالها وأطفالها. وربما كان المراد من الفيلم هو لمس ظاهرة أخرى هي سفر النساء المصريات للعمل في الخارج واستغلال الأزواج لهنّ، ليكون الادمان مجرّد نتيجة حتمية من نتائج ضياعهنّ. 

نبيلة عبيد

في فيلم "الوحل" العام 1987 جسّدت نبيلة عبيد دور زوجة الضابط السعيدة والمحترمة التي دفعت فاتورة ملاحقة زوجها لعصابات المخدّرات وتحوّلت إلى مدمنة. وقد استطاعت نبيلة أن تلفت الانتباه من خلال هذا الفيلم إلى إمكانية وصول هذه الظاهرة إلى شريحة ربّات البيوت اللواتي قد يقعن فريسة تجّار السموم. 

رغدة

قدّمت رغدة، إلى جانب النجم أحمد زكي، فيلم "الإمبراطور" العام 1990، من إخراج طارق العريان، مُقتَبَساً عن الفيلم الأميركي "ذي سكارفايس" للمخرج برايان بالما. وقد لعبت دور زوجة تاجر المخدّرات التي تقع فريسة الإدمان فيخسرها ويخسر معها ابنه الجنين الذي حارب من أجل سلامته محاولًا منعها من التعاطي. وقد كان الفيلم بمثابة رسالة إلى تجّار المخدّرات أكثر مما هي إلى المدمنين. 

مديحة كامل

أدّت مديحة كامل في العام 1991 دور "جميلة" في فيلم المزاج. أيضاً كانت امرأة تعاني نكبات متتالية تلقي بها في السجن ثم في الإدمان غصباً عنها. لكنّها تنتصر بقوّة إرادتها على تاجرة المخدّرات "أرواح" التي جسّدت شخصيتها فيفي عبده. وهي تموت بجرعة زائدة من الهيرويين على يد البطلة. 

ليلى علوي

فوجئ جمهور ليلى علوي بدورها في فيلم "المساطيل" العام 1991. فقد استطاعت خوض تجربة جديدة تبدو سطحية للوهلة الأولى لكنّها حملت رسائل فلسفية وإنسانية عميقة برواية أحداث منفصلة ومتقاطعة في آن واحد بين زوّار وكر مدمنين، على اختلاف أسباب تعاطيهم المخدّرات. 

أحمد عزّ


يُعتبر فيلم "بدل فاقد"، الذي أخرجه أحمد علاء الديب العام 2009، من أجمل أفلام الممثل المصري أحمد عزّ، ومن أجمل الأفلام التي تناولت ظاهرة المخدرات بطريقة جديدة ومختلفة وقريبة من الشباب، إذ أظهر صراع الخير والشرّ في كواليس هذا العالم المخيف، وأدّى عزّ دوراً مزدوجاً ببراعة، وحصل على إعجاب النقّاد والجمهور في آن واحد. 

منة شلبي

وقفت منّة شلبي إلى جانب  أحمد زكي أمام كاميرات "بدل فاقد" في دور ابنة تاجر مخدّرات تقع في فخّ السموم التي يبيعها والدها إلى الآخرين. وكان أداؤها جيّداً للشخصية رغم ضيق مساحة مشاهدها داخل العمل، لتخرج بذلك من دور الفتاة الرومانسية الناعمة الذي أدّته العام 2008 في فيلم "آسف على الازعاج" وبقي عالقاً في أذهان معجبيها. 

آسر ياسين

أثبت آسر ياسين موهبته الفنية في فيلم "زيّ النهاردة". واستطاع تقمّص دور الأخ المدمن الذي يخرب حياة كلّ من حوله. وقد حقّق الفيلم، بأخراج عمرو سلامة العام 2008، نجاحاً كبيراً. وكان من بطولة بسمة وأحمد الفيشاوي وأروى التي جسّدت دور مدمنة أيضاً.

يُذكر أنّ ممثلين آخرين جسّدوا مثل هذه الأدوار، منهم مادلين طبر في "أرواح منسية"، وإياد نصّار في "بصرة" ومي سليم في "الديلر"، وقد تناولت أفلام كثيرة هذا الموضوع في محاولة لتوعية المجتمع العربي وحمايته من خطر السموم التي تتسرّب يومياً إلى دماء آلاف الضحايا.

المساهمون