يحيط الفنان الفلسطيني وسيم بقاعي نفسه بالخردة والحديد، ويحوّلها إلى قطع فنية. هذا الهوس بتجميع المواد الفولاذية رافقه منذ طفولته. وقتها كان يقوم بتفكيك الهدايا التي يتلقاها من عائلته، ويستخرج منها المعادن.
كل شيء في حياة بقاعي كان يقوده إلى توطيد علاقته بالفولاذ. فبعد إنهاء دراسته الثانوية، توجّه للعمل في أحد كاراجات السيارات عام 2010، وهناك طوّر علاقته بهذه المواد، وبدأ باستخدامها لصناعة عدّةٍ، ومجسمات فنية.
اليوم، في منزله في بلدة شعب في الجليل الغربي، يجمع بقاعي كل أعماله. فالبيت تحوّل إلى متحف لأعماله الفنية التركيبية، مع وجود أكثر من 400 قطعة فنية قام بصنعها جميعا من الحديد. ومن بين قطعه الفنية سيارة حقيقية، تصل سرعتها إلى 80 كيلومتراً في الساعة، لكن الشرطة منعته من استخدامها وطلبت منه تفكيكها.
في ورشته الخاصة، تحت بيته، يعمل وسيم بقاعي يومياً لأكثر من عشر ساعات. يستخدم المواد الفولاذية ويعيد تدويرها بشكل يومي. يقول في حديث مع "العربي الجديد": "عندما كنت في الصفوف الابتدائية كنت أرسم على الورقة. بعد الثانوية عملت في عدة مهن. بدأت أجمع الحديد الذي يرميه الناس، ثمّ أذهب إلى الكاراجات وأجمع الخردة، وهكذا بدأت. أنا متفرغ لهذا العمل".
ونظراً إلى علاقته بالطبيعة، فإن قسماً كبيراً من القطع الفنية التي يصممها بقاعي مستوحاة منها: حيوانات، وطيور، وزهور، وزواحف، وحتى ديناصور. حول هذه القطعة تحديداً، يقول: "تصميم الديناصور استغرق معي ستة أشهر من العمل. استعملت مواد الحديد والخردوات التي يلقيها الناس في القمامة، وتسعين في المائة من التصميم مصنوع من قطع السيارات. وزنه طن ومائتي كيلوغرام. ببساطة أرى أن مهمتي الحفاظ على البيئة. أي شيء ممكن أن يشكل خطراً على الناس، مثل الحديد أو الخشب، أحاول أن أحوّله إلى زينة".
أما آخر أعماله الفنية، فهو إعادة تجسيد برج إيفل بواسطة قضبان من الحديد يصل وزنها إلى 200 كيلوغرام.