يوميات قذيفة هاون في دمشق

08 مايو 2014
هناك دمشق ،هناك قذيفة
+ الخط -

 

"يوميات قذيفة هاون في دمشق"، صفحة على Facebook متخصّصة بنقل ومتابعة أخبار القذائف التي تسقط على العاصمة دمشق، أسّسها ناشط في 15 أبريل/ نيسان الفائت وطوّرها مع طلاب جامعيين، لتكون مصدر معلومات للشارع الدمشقي خصوصاً، والسوري عموماً، حول عدد القذائف التي تسقط يومياً على العاصمة، وأماكن سقوطها وعدد ضحاياها من القتلى والجرحى.

سرعان ما لاقت الصفحة  تفاعلاً بين الناس، الذين يغلب عليهم الطابع الدمشقي، وبلغ عدد معجبيها أكثر من 76 ألف Like حتى الآن. وفي ظلّ القذائف التي تنهمر على العاصمة كل يوم، وتبادل قوات النظام والمعارضة الاتهامات حول هويّة منفّذيها، لا يبدو أن إنشاء الصفحة نابع من موقف سياسي، بقدر ما تعكس حرص ناشطيها على تعريف الجمهور بمكان سقوط القذائف وآثارها.

 يقول أنس، الشخص الذي بدأ بالفكرة ويعمل من داخل دمشق، رافضاً نشر اسمه: "نحن صفحة متخصّصة بتغطية الأخبار فقط، بعيداً عن أي موقف سياسي. نحن طلاب جامعيون، بدأنا الصفحة من فترة بسيطة، والفكرة انطلقت من الواقع الذي نعيشه بدمشق الحبيبة جرّاء سقوط القذائف عليها".

ويتابع في حديث لـ"العربي الجديد": "فكرتنا، كفكرة المضحك المبكي، تحدّينا الواقع، ونريد أن نسلّط  الضوء على حياة الدمشقيين في دمشق، والقول إنّ قذيفة الهاون أصبحت كوجبة عشاء أو غداء".

وعن أهمية إنشاء هذه الصفحة في الداخل، وما تشكّله من مصدر للمعلومات، وسط انحسار التغطيات الصحافية، يخبرنا أحد سكّان حيّ الميدان، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "الفكرة جيّدة، لكن الأهم هو الصدقية في ذكر الوفيات والإصابات والأضرار". ويضيف: "هي لنقل الأخبار خصوصاً بعد إقفال معظم الصفحات الإخبارية".

توافقه الرأي إحدى السيدات، وهي خرجت من دمشق ولجأت إلى تركيا: "وسائل الإعلام قد تغطّي الأخبار العامة. في ظلّ كثرة الموت في سورية وتعدد أدواته، لم يعد أحد يكترث لسقوط قذيفة هنا أو هناك، وسقوط شهيد أو شهيدين، إلا إذا كان عدد الضحايا كبيراً، كما حدث حين سقطت قذائف على مجمع بدر الحسيني، ولذلك أتابع الصفحة لأعرف أين تسقط القذائف، ولأطمئنّ إلى أهلي".

عمل الصفحة قريب من عمل الصحافة، ولا يبتعد كثيراً عن عمل "المواطن الصحافي"، الذي خرج إلى الضوء في ظلّ الثورة، وتوافرت له عوامل التكنولوجيا، ليصبح إما مصدراً للمعلومة، أو مساهماً إلى حدّ كبير في نقلها: "يتمّ تغطية القذائف عبر القيّمين على الصفحة (أدمن). معنا شخص في وسط الشام القديمة، وآخر في حيّ الميدان، وثالث في جرمانا ورابع في الجامعة، ومعظم القذائف تسقط في هذه الأحياء. وهؤلاء يتعاونون مع شبكات أخرى كـ"دمشق الآن"، وإذاعة "شام أف أم"، تقول نور، وهي واحدة من المشرفين على الصفحة. وتضيف الطالبة: "تكون التغطية أيضاً عبر شهود العيان، من خلال رسائل تصل إلى الصفحة، ومن ثم نتأكّد من الخبر، وفي حال تأكيده ننشره".

بالإضافة إلى نقل أخبار القذائف، فإنّ أعضاء الصفحة يُعدون إحصاءً يومياً وشهرياً لعدد القذائف التي تسقط على المدينة. وحصيلة قذائف شهر أبريل / نيسان 2014 بلغت 357 قذيفة. كذلك يهتمّ المشرفون بوسائل الوسائط المتعدّدة، من خلال إعداد صور متميزة كشعار للصفحة أو التقاط صور لإرفاقها بالخبر.

لا يبدو أن حلم أنس ورفاقه متوقف على صفحة على Facebook، فقد تتعرّض للحظر في أيّ لحظة. وهو يتطلع إلى إنشاء موقع على الانترنت خلال الأيام القليلة المقبلة، وربما يكون أيضاً مصدراً لمعلومات وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.

 

دلالات
المساهمون