تحدي مكسيم خليل: ثلاث دقائق في مواجهة طفل سوري

08 اغسطس 2019
مبادرة فنان رفض الصمت أمام المشهد السوري النازف (فيسبوك)
+ الخط -
بعد مرور أكثر من ثماني سنوات على الثورة في سورية، ما زالت القضية السورية أقل تقديراً دولياً حتى في مسألة النزوح السوري إلى لبنان، فهناك إجحاف في قوانين وزارة العمل وقانون الإقامات. عدا عن ذلك، ما من حراك عالمي لإيقاف حمام الدم في سورية، الذي يذهب خلاله العشرات يومياً.
انطلاقاً من هذه القضية، أطلق الممثل السوري مكسيم خليل تحدياً جديداً عبر حسابه الشخصي في "إنستغرام"، أطلق عليه "تحدي الثلاث دقائق"، من خلال نشر صورة طفل سوري مصاب في حالة محزنة، طالب من خلاله إيقاف قتل الأطفال والمدنيين في سورية والعالم.
وقال خليل، المعروف برأيه المعارض للنظام السوري إنّه "تحدٍّ جديد مختلف، لا يسلي مثل باقي التحديات التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه مفيد لأرواحنا التي نحاول طويلاً تغليفها بأنواع مختلفة من المشاعر لنتمكن من حمايتها"، موضحاً أن التحدي هو الإطالة في النظر إلى عيني الطفل لمدة ثلاث دقائق متواصلة "من دون أن يشعر الشخص بأن الطفل يحاكيه أو يجيبه، ومن دون أن يسمع ما سمع ورأى، ومن دون أن يعبر الخوف إلى قلبه وأن يمشي القهر والظلم في دمه، من دون أن يفكر بوالديه، أو في سريره، وكتبه، وحتى صندويشته".
وأضاف خليل قائلاً: "رح تحكوا كتير، وتفهم عليه وتصيروا صحبة، رح تاخده عالجنينة وتتمرجحو سوا، رح تعرف شو عم يوجعه وشو عم يبكيه، ورح يحكيلك عن أحلامه الصغيرة البريئة متله، ورح تقله مو ذنبك، ورح تقله الله يحميك. بتحداك مهما كان اليأس والإحباط واللاجدوى، ومهما كانت الأسباب يلي مخليتك بعيد عنه.. ماتقله سامحني، أنا مالي ذنب بس سامحني".
مؤيدون ومعارضون تفاعلوا مع خليل وعبّروا من خلال التعليقات بأنهم لم يستطيعوا المضيّ بالتحدي، ومنهم من دعا السوريين إلى احتضانهم في بلدانهم، كمصر ولبنان والأردن، بعيداً عن القصف والحرب، علماً أنه قُتل وشُرّد آلاف الأطفال السوريين، وحرموا من التعليم منذ آذار عام 2011، بحسب تقارير حقوقية وأممية حرمت الطفل السوري من أحد أهم حقوقه الإنسانية، وهي التعلم.
في يوم الطفل العالمي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة مستقلة، تقريراً وثقت فيه مقتل ما لا يقل عن 28 ألفاً و226 طفلاً، منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011. وأفادت الشبكة بأن ثلاثة ملايين طفل سوري تسربوا من التعليم بسبب عدم تمكنهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، إذ تعرضت أكثر من ألف مدرسة للدمار بسبب القصف المتبادل بين جميع الأطراف.
هل يشكل تحدي مكسيم أكثر من مجرّد مبادرة فنان سوري رفض الصمت أمام المشهد السوري النازف في الداخل والخارج؟ لعل مكسيم يدرك جيداً حجم العداء الذي يكنّه له النظام السوري، والذي كثيراً ما استهدف الممثل بالضغط عليه عن طريق والدته حين كانت تقطن في دار للمسنين في دمشق، ثم هوجم مرة أخرى من قبل الفنانة شكران مرتجى حين احتار في تشجيع منتخب كرة القدم السورية أثناء تصفيات كأس العالم، كما اتّهم مكسيم بالعمالة من قبل نقيب الفنانين زهير رمضان الذي وضعه على اللائحة السوداء ورفض التعامل معه بأي شكل.

بالمقابل، بقي مكسيم خليل حريصاً على التفاعل مع الحدث السوري، ونشر قصص تعبّر عن مأساة السوريين وزيارة المخيمات. فهل نجح في كونه نموذجاً عن الفنان الإنسان، في وقت خسر فيه كثيرون من زملائه محبة الجمهور لهم؟ أم حقق مكسيم جماهيرية أكبر في أوساط الشارع المعارض، من خلال تصدره لقائمة الفنانين المعارضين كنجوم في الصف الأول وضد نظام الأسد؟
مكسيم خليل الذي يقيم في باريس ممنوع من دخول سورية، وشُطب اسمه من نقابة الممثلين السوريين لأسباب أصبحت معروفة في إطار محاسبة كل رأي معارض للنظام.
المساهمون