ولجأت العائلة الروسية القاطنة في منطقة سفيردلوفسك شرقي روسيا، إلى الغابات المجاورة للاحتماء من فيروس كورونا، بعد أن بلغ عدد المصابين بالفيروس في منطقة سفيردلوفسك عدة عشرات.
وبحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية في منطقة سفيردلوفسك، اتصلت امرأة بشرطة قرية بولاناش، وأبلغت أن شقيقها وزوجته وأطفاله الثلاثة البالغين من العمر عشراً، وثماني، وأربع سنوات، غادروا إلى الغابة، ويتعذر الاتصال بهم.
وأفادت الشرطة التي عثرت على العائلة بعد حملة بحث في الغابات المجاورة، بأن رب الأسرة أوضح أنه وعائلته "غادروا من أجل إنقاذ أنفسهم من فيروس كورونا، متزودين بمجموعة من المنتجات الغذائية وهاتف خلوي، وكانوا يخططون للعودة بشكل دوري إلى القرية للتزود بالطعام وشحن هاتفهم. وكانوا ينامون على الأغصان في العراء".
وبحسب وزارة الداخلية الروسية، بعد فحصهم من قبل الأطباء، تم إيداع الأطفال الذين اتضح أنهم في حالة جيدة، بمركز مساعدة اجتماعية، في حين فتحت قضية إدارية بحق الوالدين، بموجب مادة في قانون الجرائم الإدارية للاتحاد الروسي تنص على "عدم وفاء الوالدين بمسؤولياتهما في الحفاظ على حقوق القصّر ومصالحهم وتعليمهم وتدريبهم وحمايتهم".
وبلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في منطقة سفيردلوفسك، حتى يوم الجمعة 10 أبريل/ نيسان، 61 مصاباً، تعافى منهم 25 شخصاً.
عنصرية ضد موسكو وسان بطرسبورغ
ولم تقتصر حالات الهرب من الفيروس الجديد إلى المناطق غير المأهولة على العائلة المذكورة، إذ شهدت روسيا في الأسابيع الأخيرة حالات نزوح جماعية من المدن الكبيرة، وخاصة موسكو وسان بطرسبورغ إلى البيوت الصيفية في ضواحي المدن، وإلى القرى والضيع النائية، وإلى الأقاليم الروسية الأخرى، حيث انتشار الوباء أقل مما هو في موسكو وسان بطرسبورغ المتضررتان الكبريان في روسيا.
وبعد أن كان سكان العاصمة ضيوفاً مرحباً بهم في الأقاليم الأخرى، باتوا اليوم زواراً غير مرغوب بهم، بسبب تخوف السكان المحليين من احتمال إصابتهم بفيروس كورونا، ونشرهم للعدوى.
وفرضت سلطات عدد من الأقاليم الروسية إجراءات الحجر الصحي لمدة أسبوعين على الزوار من موسكو وسان بطرسبورغ، في حين طالب البعض بمنعهم من دخول المناطق الروسية.
وأعلنت سلطات إقليم كراسنويارسك وإيركوتسك وتومسك، بدءاً من 6 أبريل/ نيسان، عن إلزام القادمين من موسكو وسان بطرسبورغ بالمكوث في عزل ذاتي لمدة أسبوعين. وفي السابق، كانت هذه الإجراءات ملزمة فقط للروس القادمين من الخارج.
وحاولت بعض الأقاليم الروسية الأسبوع الماضي إغلاق حدودها أمام المواطنين الروس غير المقيمين بها، منها إقليم إيفانوفو (250 كيلومتراً جنوب شرق موسكو) الذي نصح سكانه بعدم تأجير البيوت والشقق للقادمين من موسكو، وجمهورية الشيشان التي نشرت على الطرق المؤدية إليها عناصر شرطة ملثمين يستقلون سيارات مرسيدس سوداء، كانوا يفحصون وثائق الراغبين بدخول الجمهورية، ويمنعونهم من دخولها في حال وجدوهم من غير المقيمين بها.
كما بادر أحد سكان جمهورية كاريليا شمال غرب روسيا، بجمع التوقيعات على عريضة تطالب السلطات بإغلاق الجمهورية للقادمين من موسكو وسان بطرسبورغ، معرباً عن قلقه من أن احتماء سكان العاصمتين بالمنطقة من الوباء، "يهدد السكان المحليين بسبب احتمال جلب الفيروس إلى كاريليا".
وحسب تقارير موقع "Karelinform"، جمعت العريضة خلال أيام قليلة، توقيع 12 ألف شخص من سكان الجمهورية البالغ عددهم حوالي 614 ألف نسمة.
أغلقوا ريازان
ووقعت قصة مماثلة في منطقة ريازان جنوب موسكو. فوفقاً لموقع "كومسمولسكايا برافدا" خلال خطاب عبر الإنترنت ألقاه حاكم ريازان نيكولاي ليوبيموف حول فيروس كورونا، طالب السكان في تعليقاتهم بإغلاق المنطقة أمام سكان موسكو، وكتب أحدهم قائلاً "أغلقوا ريازان! الآن سيندفع كل سكان موسكو إلى البيوت الصيفية في منطقة ريازان، وسينقلون الفيروس إلينا".
ولم تقتصر الإجراءات غير المرحبة بسكان المدينتين الأكثر تضرراً من وباء كورونا على الإجراءات الرسمية والمطالب القانونية، إذ أخذ بعض المواطنين بزمام المبادرة، وقاموا بأنفسهم بطرد الوافدين.
وأفاد العديد من سكان العاصمة بأنه لا يُسمح لهم بدخول المناطق المجاورة، حيث يمتلك العديد منهم بيوتاً صيفية.
طرد القادمين
وكتب الصحافي أليكسي بويارسكي في محطة " آر تي" الحكومية على صفحته في "فيسبوك" عن كيفية طرد خالته من قرية في منطقة تفير شمالي موسكو، موضحاً أنه فور وصولها إلى القرية، أحاط بها السكان المحليون وطالبوها بالمغادرة.
وقال بويارسكي "أبلغوا خالتي أن عليها الانصراف فوراً والعودة. وقالوا لها، إذا كنت تتسكعين في إيطاليا، أو أصبت بفيروس كورونا في العاصمة، فلديك الوقت الكافي للوصول إلى موسكو، هناك سيعالجونك. لذا انصرفي من هنا، ولا تصيبينا. خالتي عادت إلى السيارة وغادرت إلى بيتها" في موسكو.