مثلجات مصنوعة من حليب صراصير... إليكم قصته وفوائده

29 مايو 2018
يحوي أحماضًا أمينية أساسية (فيسبوك)
+ الخط -
لم يكن أغلبنا في طفولتهم يميلون لشرب حليب الحيوانات مما كان يضطر أمهاتنا لإجبارنا على تناوله سواء بالترغيب أو بالإكراه، لما يحمله من عناصر غذائية مهمة للنمو، فما الذي قد يحدث لو سمعت أمهات اليوم عن حليب يحوي أحماضًا أمينية أساسية (لا يمكن للجسم البشري تصنيعها) وبروتينات أكثر من كل أنواع الحليب الأخرى التي يعرفنها؟ ماذا لو اكتشفن أن هذا المشروب فائق القيمة الغذائية هو حليب الصراصير الذي تستخدمه اليوم شركة جنوب أفريقية في صناعة المثلجات!

وتبيع شركة "غورميه غراب" في جنوب أفريقيا اليوم، مثلجات مصنوعة من حليب الصراصير التي تربى في المزارع، بعد عامين من اكتشاف فريق من الباحثين في معهد علم

الخلايا الجذعية والطب التجديدي في الهند، لنوع من الصراصير التي تعيش في هاواي في المحيط الهادئ، وتتكاثر بالولادة على خلاف بقية أنواع الصراصير التي تتكاثر بالبيوض.

كما وجد العلماء عام 2016 أن هذا النوع من الصراصير التي تحمل اسم Diploptera pipctate وتغذي صغارها على حليب تفرزه، ويحتوي جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم البشري، وكمية من البروتين تبلغ 3-4 أضعاف الكمية الموجودة في بقية أنواع الحليب الشائعة، وفقًا لموقع "تيك تايم".

ويبدو أن حليب الصراصير ترك بصمة في عالم الأغذية الفائقة (التي تحتوي كامل العناصر الغذائية الضرورية لحياة البشر بحيث يمكنهم الاستغناء بها عن أي غذاء آخر أو التي تملك قدرات شفائية عالية) وخاصة بعد أن اقترحه الباحثون كبديل كامل القيمة الغذائية وخال من اللاكتوز، عن الحليب المعتاد، مما دفع "غورميه غراب" للعمل على تطويره.

وكتبت الشركة على موقعها الرسمي على الإنترنت: "اخترنا العمل على الحشرات لأنها مستقبل الأطعمة الفائقة، لأنها مليئة بالعناصر الغذائية، وصديقة للبيئة" وأضافت: "قد يكون أكل الحشرات كما هي أو على شكل مسحوق أمرًا صعبًا، لذلك نعمل على استخدام حليب الصراصير في صناعة مثلجاتنا اللذيذة".

ويواجه هذا المنتج صعوبات كثيرة في التسويق، إذ إن أغلب الناس لا يرغبون بتجربة مثلجات مصنوعة من حليب الصراصير ببساطة، إضافة إلى أن الشركة المنتجة نفسها اعترفت بصعوبة الحصول على هذا الحليب، والأهم من ذلك أن الباحثين عام 2016 ذكروا أنهم لا يملكون دليلًا كافيًا بعد يثبت أن هذا الحليب الملائم لنمو الصراصير، سيكون آمنًا كغذاء للبشر.

ولم يبدأ هوس الناس بالأغذية الفائقة بناء على دراسات تغذوية، بل من خلال إعلان تجاري نشرته شركة فواكه تروج به لموزها، وتمادت في ذكر فوائده الصحية وغناه بالعناصر الغذائية إلى نسب قدرات شفائية غير صحيحة أو مبالغ بها له، وهكذا بدأت رحلة بحث المستهلكين عن أغذية مشابهة، على الرغم من عدم وجود أدلة علمية تصنف الأغذية بهذه الطريقة، حيث ينصح الخبراء بتناول أطعمة متنوعة تمنح الإنسان ما يحتاج له بدلًا من البحث عن صنف واحد يحوي كامل العناصر الغذائية.

 

 (العربي الجديد)

المساهمون