رجل الظل "اللبناني" ميشال تامر.. خليفة روسيف برئاسة البرازيل!

11 مايو 2016
انتظر تامر طويلاً الفرصة للانقضاض على رئاسة البرازيل (Getty)
+ الخط -

كان ميشال تامر حتى فترة قصيرة رجل الظل في البرازيل، تعرف عنه لباقته وطبعه الهادئ وأناقته، مكتفياً بالأدوار الفخرية. مع تحريك آليات إقالة الرئيسة الحالية خرج إلى الضوء فجأة، وهو على قاب قوسين أو أدنى من أن يخلفها في المقعد الرئاسي.

يبلغ تامر اللبناني الأصل ونائب الرئيسة، الخامسة والسبعين من العمر. وقد أخفى أوراقه لشهور طويلة ليخرجها فجأة ساعياً للانقضاض على فريسته. ومن المقرر أن يطلق أعضاء مجلس الشيوخ يوم غد الخميس كحد أقصى، رسمياً، عملية إقالة الرئيسة ديلما روسيف، عبر تعليق ولايتها الرئاسية لمدة ستة شهور بانتظار صدور القرار النهائي بشأنها.

وفي حال لم تتدخل المحكمة العليا لوقف هذا الأجراء، فإن تامر سيستقر ابتداء من هذا الأسبوع في قصر بلانالتو الرئاسي في برازيليا، على أن يبقى فيه على الأرجح حتى العام 2018.

ولا يهتم تامر كثيراً عندما تصفه ديلما روسيف بـ"الخائن" أو "زعيم المؤامرة".

فهو يقود حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية منذ 15 عاماً، ولعب دور الحكم في مختلف الائتلافات الحكومية منذ العام 1994.

وبعد خمس سنوات على زواجه السياسي العقلاني مع اليسارية روسيف، قرر الانفصال عنها وبدء الهجوم عليها.


التمرّد على روسيف

في ديسمبر/كانون الأول، فاجأ تامر الجميع في البرازيل عندما وجه "رسالة شخصية" إلى روسيف، فصل فيها مآخذه عليها. وآخذ عليها أنها كانت تعامله على الدوام بازدراء وكأنه "نائب رئيس صوري"، وقرر التوقف عن تقديم الطاعة لها.

وبعد توجيه الرسالة، استقر في منزله في برازيليا وقطع اتصالاته بالرئيسة، وجلس يراقب الوضع بصمت حتى اشتعلت الأزمة السياسية في مارس/آذار وقد أطاحت بالكثير من نفوذ الرئيسة.

عندها قرر الخروج من الظل إلى الضوء، وفي خطوة تدل على دهاء سياسي، قرر إخراج حزبه من الائتلاف الحكومي في أواخر مارس/أذار، ما وجه ضربة قاضية لروسيف.

واعتبر تامر، أن فرصته باتت سانحة للانقضاض على السلطة. فلو أراد التوجه إلى الانتخابات الرئاسية لتحقيق مراده، فإن استطلاعات الرأي لا تعطيه أكثر من 2 في المائة من نوايا الناخبين، كما أن البرازيليين يرغبون برحيله بنفس مقدار رغبتهم برحيل روسيف.

تامر من مواليد ساو باولو عام 1940، نشأ في كنف والدين مهاجرين من لبنان مع سبعة اخوة وأخوات، وتزوج ثلاث مرات ورزق بخمسة أبناء خلال أربعين سنة.

زوجته الحالية ملكة جمال سابقة في الثانية والثلاثين من العمر. هي حالياً حامل في شهرها السادس، ووصفتها مجلة فيجا المحافظة بـ"الجميلة المتكتمة وربة المنزل".

ولطالما سعى تامر لارتداء ثوب التواضع. وعندما استقبل قبل أشهر أنصاراً له، كانوا يهتفون "تامر رئيساً"، كان هو يرد عليهم بنوع من الضيق "حالياً لا شكراً. سننتظر العام 2018".

ومع ذلك كان يتقدم خطوة خطوة. وقبل شهرين من رسالة طلاقه السياسي من روسيف، نشر برنامجاً اقتصادياً بعنوان "جسر نحو المستقبل" انتقد فيه "التجاوزات" التي يقوم بها حزب العمال اليساري الحاكم خصوصاً على المستوى الاقتصادي.

وتأمل أوساط الأعمال أن يلبي تامر رغباتها بإصلاح نظام التقاعد وقانون العمل وتسوية وضع الموازنة.

إلا أنه وعلى غرار روسيف، سيكون عليه أن يعمل مع برلمان مقسم، والدعم لا يمكن الحصول عليه أحياناً من بعض الكتل، إلا بعد وعود توظيف للأنصار في المؤسسات الرسمية.

في سياق ذلك، أراد خفض عدد الوزراء، إلا أنه عاد وعدل عن ذلك. وعليه أن يواجه أيضاً فضيحة الفساد الضخمة حول شركة "بتروبراس" النفطية التي تعصف بحزبه الحركة الديمقراطية البرازيلية.

وأطاحت هذه الفضيحة الخميس الماضي، برئيس مجلس النواب إدواردو كونيا، الذي ساهم كثيراً بدفع آلية إقالة روسيف. حتى إن بعض الذين وجهت إليهم تهم فساد، أوردوا اسم تامر كمتورط معهم، إلا أن النائب العام لم يجد حتى الآن ما يكفي لاستدعائه.

كما أن القضاء الخاص بنزاهة الانتخابات قد يدفع باتجاه اعفائه من منصبه بسبب شبهات حول تمويل حملاته الانتخابية من أموال اختلست من بتروبراس. إضافة إلى ذلك، قد يحكم عليه بمنعه من الترشح لثمانية أعوام، إثر إدانته أخيراً أمام محكمة استئناف بخرق قانون تمويل الحملات الانتخابية.

كل هذا يتناساه تامر، فالمهم بالنسبة إليه وفي حال سارت الأمور بحسب ما يشتهي، أنه هو الذي سيعلن "افتتاح" الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو أمام مئات ملايين المشاهدين في الخامس من أغسطس/أب المقبل.