علاوي يعلق آماله على "الساعات الأخيرة" لتمرير حكومته... وتحشيد لتظاهرات واسعة

01 مارس 2020
المتظاهرون يرفضون تكليف علاوي بتشكيل الحكومة (Getty)
+ الخط -

لم تفرز حوارات الأمس التي أجراها رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد علاوي، أي تفاهمات مع الجهات السياسية الرافضة لتمرير حكومته خلال جلسة برلمانية استثنائية من المقرر عقدها ظهر اليوم الأحد، وبينما يعلّق علاوي كل آماله على حوارات الساعات الأخيرة قبيل عقد الجلسة، يستعد المتظاهرون للخروج بتظاهرة مليونية للتأكيد على مطالبهم وتجديد رفضهم تكليف علاوي.

وتتزامن جلسة البرلمان المرتقبة، مع دخول التظاهرات العراقية الشعبية شهرها السادس، وسط تحشيد لتظاهرة واسعة، دفعت الأجهزة الأمنية إلى الانتشار المكثف في محيط المنطقة الخضراء (التي تضم المباني الحكومية) وقرب ساحة التحرير وعدد من الشوارع الحيوية بالعاصمة.

ومن المنتظر تدشين جولة حوارات واتصالات جديدة، سيجريها علاوي مع الكتل الكردية والتحالف الرافضة له، ضمن آخر طروحاته الجديدة التي سيقدمها لهم، أملا بتغيير موقفهم ودعم تمرير حكومته.

ووفقاً لمسؤول مطلع على سير الحوارات، في تصريحات لـ"العربي الجديد" فإن "علاوي لم يتمكن حتى ساعة متأخرة من ليل أمس من إقناع الكتل الكردية والسنية بالعدول عن رأيها"، مبيناً أن "علاوي واصل حواراته طوال يوم أمس، وأجرى عدة اتصالات ولقاءات مع القيادات الكردية وقيادات تحالف القوى، بعض منها كان على انفراد مع قيادات بارزة، لكنها انتهت من دون أي توافق يذكر".

وأوضح أن "علاوي قدم تنازلات كبيرة وحاول تسوية الخلاف من خلال تغيير نحو نصف كابينته بما يرضي الجهات الرافضة"، مضيفاً أن "علاوي عرض على الكرد منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الإقليم، فضلاً عن مناصب وزارية أخرى، لكن الكرد لم يحسموا أمرهم بعد".

وأكد أنه "بالتزامن مع ذلك أجرت الكتل الداعمة لعلاوي حوارات وضغوطا على الكتل التي انشقت عنها، وانضمت للمعسكر الرافض لعلاوي، محاولة إعادة كسبها من جديد"، مشيراً إلى أن "هناك جولة جديدة من الحوارات ستجرى اليوم، يأمل علاوي من خلالها التوصل إلى تفاهمات ولو بالحد الأدنى تضمن له تمرير كابينته".

في الأثناء بدت مواقف أغلب الكتل الرافضة لعلاوي واضحة وحاسمة باستمرار الرفض، إذ أعلن ائتلاف دولة القانون (بزعامة نوري المالكي) أنه لن يشارك بحكومة علاوي، كما أعلن ائتلاف الوطنية (بزعامة إياد علاوي) أنه لن يمنح حكومة علاوي الثقة، اعتراضاً على برنامجها الحكومي وعدة أسباب أخرى.

بينما لا يزال موقف الكرد غير قاطع، في وقت يتحدث به عن عدم التوصل لتفاهمات خلال جولة حوارات الأحد.

مقابل ذلك، هددت الكتل الداعمة لعلاوي، برفض أي مرشح بديل لعلاوي، في حال عدم التصويت لحكومته، وقال القيادي بتحالف سائرون (بزعامة مقتدى الصدر) حاكم الزاملي، إن تياره "سيرفض تمرير أي بديل لعلاوي، في حال حاولت الكتل السياسية إفشال عقد الجلسة المخصصة للتصويت على منح الثقة".

بينما حذّر تحالف الفتح (الجهة السياسية الممثلة للحشد الشعبي) من مغبة عدم تمرير حكومة علاوي، وقال النائب عن التحالف، قصي عباس، في تصريح متلفز، "هناك تخوف من أمور لا تحمد عقباها في حال فشل التصويت، وتولي رئيس الجمهورية رئاسة الحكومة".

في الأثناء، صحت العاصمة بغداد، على انتشار أمني واسع، بالتزامن مع الجلسة البرلمانية ومع استعداد ساحات التظاهر للخروج بتظاهرة كبيرة ببغداد، ووفقاً لشهود عيان، تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن "مئات من عناصر الأمن انتشروا عند مداخل المنطقة الخضراء وقرب ساحة التحرير، كما قطعوا عددا من الشوارع المؤدية إلى الساحة".

ويتوافد المئات من المتظاهرين نحو ساحة التحرير، وقال الناشط المدني صلاح العامري، إن "تظاهرات اليوم ستكون واسعة جدا مع استمرار توافد مئات المتظاهرين إلى ساحة التحرير، وهي تجديد وتأكيد لإصرار المتظاهرين على مواصلة الطريق وعدم التراجع عن المطالب"، مبينا لـ"العربي الجديد"، "لا نقبل بعلاوي، ولا نقبل بحكومة الأحزاب، ولا نقبل باستمرار الفساد الذي ينخر كافة مفاصل الدولة .. التغيير يبدأ من ساحة التحرير".

وأكد الناشط فراس السراي، بتغريدة له، على أن "التظاهرات ستبقى سلمية".

المساهمون